ماجد كيالي يكتب: فيما يخصّ صيحات الحرب بين الولايات المتحدة وإيران

تشي صيحات التهديد بالحرب، من جهة الولايات المتحدة أو من جهة إيران، بأن الطرفين باتا على حافة الحرب، سيما مع تحليق طائرات بي 52 العملاقة في أجواء الشرق الأوسط، ووجود حاملات طائرات أمريكية تمخر عباب الخليج العربي، مع استنفار في القواعد الأمريكية والإيرانية، ومناورات عسكرية مشتركة أمريكية ـ خليجية.

أيضا، فإن تلك الأجواء تترافق مع تحركات، أو مع جهود دبلوماسية، تستهدف تعزيز الضغط على طهران للتجاوب في مسائل أربع:

أولاها، تكييف وضعها بحيث لا تشكل أي تهديد لإسرائيل.

وثانيتها، إخضاع الجهود الإيرانية المتعلقة بإنتاج طاقة نووية للمراقبة الدولية.

وثالثتها، تحجيم نفوذها في بلدان المشرق العربي.

ورابعتها، تصعيب وضعها الاقتصادي.

وللتذكير فقد افتتح العام المنصرم وأغلق بضربتين عسكريتين موجعتين للنظام الإيراني، ولادعاءاته وتبجّاحاته، سيما منها تلك التي يعتبر فيها أن إيران أضحت بمثابة قوى عظمى، وإنها تهيمن على أربعة أو خمسة عواصم عربية (بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء وثمة من يضيف غزة).

وقد تمثلت الضربة الأولى، باغتيال قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الإيراني (قرب بغداد 3/1/2020)، والذي يعتبر بمثابة الرجل الثاني في سلم القيادة الإيرانية بعد “الولي الفقيه”، علما أنه قضى معه في تلك الغارة عديد من قادة الميليشيات التي تتشغل كذراع إقليمية لإيران في العراق.

أما الضربة الثانية، فتمثلت باغتيال محسن فخري زادة (27/11/2020)، أبو المشروع النووي الإيراني، أو مهندسة، وقد وجه النظام الإيراني الاتهام لإسرائيل في مسؤوليتها عن تلك العملية؛ وعليه ففي حين تمت العملية الأولى قرب بغداد بأيد أمريكية، فإن الثانية تمت قرب طهران وبأيد إسرائيلية.

بيد أن الأمر لم يقتصر على ذلك فقط، ففي غضون ذلك، أي طوال العام الماضي، تعرضت إيران لضربات أخرى موجعة، وإن اتسمت بالغموض، كمثل استهداف المواقع والمنشآت الحيوية في بعض مدنها بحرائق وتفجيرات (في مراكز تخصيب نووي ومصانع ومحطات طاقة وأنابيب غاز)، والتي كان أهمها تفجير المنشأة النووية في ناطانز (مطلع يوليو/تموز من هذا العام)، التي كانت إيران استأنفت فيها نشاطات التخصيب بأجهزة الطرد المركزي المتقدمة.

وللتذكير، أيضا، فقد كانت إيران تعرضت، بخاصة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، إلى عديد من الغارات وعمليات التخريب، التي نفذتها القوات الأمريكية أو الإسرائيلية، وشمل ذلك أهدافا إيرانية في العراق وسوريا أيضا.

وربما أن أهم تلك العمليات هي التي نفذها الموساد الإسرائيلي مطلع عام 2018، والتي استولى فيها على قسم كبير من الأرشيف النووي لإيران (نصف طن من الوثائق والمواد السرية الخاصة بالبرنامج النووي)، وهو ما كشفت عنه صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية (15/7/2018).

إضافة إلى ما تقدم فإن الجهود الأمريكية لتحجيم نفوذ إيران شملت البعد الاقتصادي، سواء تمثل بانخفاض أسعار النفط (وهو ما يطاول روسيا أيضا)، أو فرض إجراءات العزل والمقاطعة عليها، وهو الأمر الذي أدى إلى تقليص مواردها المالية، بحيث بات الناتج القومي الإيراني حوالي  450 مليار دولار، وهو يقارب الناتج القومي الإسرائيلي، في حين أن عدد سكان إيران عشرة أضعاف سكان إسرائيل، ناهيك عن مساحة ايران وحيازتها ثروة نفطية هائلة، وعلما أن دخل الفرد في إيران يقارب الـ 1500 دولار، في حين أنه يصل في إسرائيل إلى 42 ألف دولار، أي ثلاثة أضعاف دخل الفرد في إيران.

هكذا، ثمة ملفات عديدة مفتوحة على الصراع بين الولايات المتحدة (ومعها إسرائيل) من جهة والنظام الإيراني من جهة أخرى، أهمها: أمن إسرائيل، وتحجيم النفوذ إيران في المشرق العربي، ولجم محاولة إيران المستمرة للاستحواذ على الطاقة النووية، وحقوق الإنسان.

رغم كل ما تقدم فإن ما يجدر ملاحظته، في هذا السياق، أن إيران تكتفي بمجرد تصريحاتها التهديدية العنترية، إذ هي لم ترد عمليا على كل تلك العمليات والضغوطات، طوال السنوات الماضية، لأسباب متعددة يتمثل أهمها في الآتي:

أولاً، لا يمكن لإيران، وفقا لإدراكها لوضعها، ولموازين القوى السائدة، أن تقوم بعملية كبيرة توازي عملية مصرع سليماني. والمعنى أن أي رد من النظام الإيراني أقل من المستوى اللازم، لن يكون لائقا، بل إنه سيكون مضرا على الأغلب.

ثانيا، اعتمد النظام الإيراني في هذا الأمر على مسارين، أولهما، امتصاص الضربات الأمريكية والإسرائيلية. وثانيهما، استخدام أدواته، المتمثلة بالأذرع الميلشياوية التابعة له، حتى آخر لبناني وسوري وعراقي ويمني، بحيث يتجنب الحرب في أرضه.

ثالثا، لم يسبق لإيران أن ردت مباشرة على أية ضربة، أمريكية أو إسرائيلية، كانت تعرضت لها في السنوات الماضية، ما يستنتج منه أن التهديدات الحالية مجرد كلام، فهي لم ترد على عملية الاستيلاء على قسم من الأرشيف النووي الإيراني، ولا ردت على عشرات الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع ومستودعات وقوافل الحرس الثوري الإيراني، والميليشيات التي تشتغل بإمرته في سوريا والعراق.

باختصار، احتمال الحرب ضئيل، فالولايات المتحدة لن تذهب إلى ذلك طالما أنها تحقق ما تريده بوسائل الضغط غير العسكرية، في حين أن إيران تتجنب أية حرب، ومهما كان نوعها، لأنها تعرف أن ذلك ستكون بداية نهايتها؛ دون أن يستثني ذلك أن ثمة مداخل أخرى قد تؤدي إلى ذلك.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]