ماجد كيالي يكتب: قراءة أولية في نتائج الانتخابات الإسرائيلية

ماجد كيالي

لم تأت نتائج الانتخابات الإسرائيلية للكنيست 24 بنتائج حاسمة على صعيد كافة الأطراف المعنيّة، ولا هي تبشّر بإمكان تحقيق نوع من استقرار حكومي في إسرائيل، وهذا بالطبع يختلف عن الاستقرار السياسي. وقد شهدنا، مثلا، إن إسرائيل تحملت تنظيم أربعة عمليات انتخابية خلال عامين (أبريل، وسبتمبر لعام 2019 وفي مارس للعامين 2020 2021)، وقد تمت كلها بسلاسة، في نظام سياسي يحتمل التعددية الحزبية والتداول على السلطة والاحتكام لصندوق الاقتراع، وهذا ليس تعبيرا عن أزمة بالمعنى الدارج للكلمة، وإنما دلالة على استقرار سياسي، وتباين في مواقف الأطراف السياسية، مع علمنا أن ثمة أنظمة، لا تحتمل انتخابات واحدة، ولدينا مثلا حال الوضع الفلسطيني الذي ماطل تنظيم الانتخابات منذ عشرة أعوام ومازال ثمة انعدام يقين بشأن تنظيمها.

لعل الخاسر الأول في الانتخابات الإسرائيلية هو بنيامين نتنياهو، إذ أن حزبه، والقوى المتحالفة معه، لم تستطع تجاوز حد الـ 61 مقعدا، مع حصولها على 59 مقعدا، ما يجعل نتنياهو بحاجة ماسة لأصوات من الطرف الأخر، أو بالتحديد من طرف القائمة الموحدة (منصور عباس/أربعة مقاعد)، وهي في الحالة الثانية ستكون كمن ارتكبت المحرمات، سيما ان نتنياهو لطالما انتقد رئيس الوزراء الأسبق اسحق رابين، الذي تمكن من تشكيل الحكومة في أوائل التسعينيات بالاعتماد على الصوت العربي، وضمنه في التصويت وقتها على اتفاق أوسلو (1993).

الخاسر الثاني هنا هو القائمة العربية المشتركة، أولا، بحكم تفككها، وثانيا، بحكم خسارتها لمقاعد عديدة (حصلت على خمسة مقاعد فقط)، وثالثا، بسبب ضعف التصويت العربي لها، ورابعا، بسبب صعود قوة جديدة أو قائمة جديدة، على حسابها، في الوسط العربي، هي القائمة الموحدة.

أما الرابح الأول فيها، والذي شكل مفاجأة للجميع، فهو القائمة الموحدة بزعامة منصور عباس، الذي بات بمثابة القوة السياسية الأولى في الوسط العربي بحصولها على أربعة مقاعد، مقابل خمسة مقاعد للقائمة المشتركة المؤلفة من ثلاثة كيانات سياسية، ما جعل من قائمته بمثابة بيضة القبان في التشكيل الحكومي، كما اسلفنا.

ثمة ملاحظة أخرى تفيد بعودة الروح، ولو ببطء، إلى ما يسمى اليسار الإسرائيلي، ويسار الوسط، بحصول حزبي العمل وميريتس على سبعة مقاعد لكل منهما، ما يجعل منه الرابح الثاني في الانتخابات، بعد أن كان كثر يتوقعون دفن هذا الاتجاه.

على أية حال، ووفقا للنتائج الأولية لا أحد يعرف ن كان نتنياهو سيتمكن من تشكيل حكومة أم لا، أو إن كانت إسرائيل ستتجه نحو إجراء انتخابات جديدة (خامسة) للكنيست، من عدم ذلك، وهذا ما ستبينه في الأيام القادمة المداولات الخاصة بتشكيل الحكومة، على مافيها من ألاعيب ومساومات وتنازلات متبادلة.

وبحسب النتائج شبه النهائية، فقد توزّعت مقاعد الكنيست (الـ 120) على النحو الآتي: “ليكود” 30 مقعداً (كان 36)، يوجد مستقبل 17، شاس 9، أزرق أبيض 8، يمينا 7، العمل 7، يهدوت هتوراة 7، “إسرائيل” بيتنا 7، الصهيونية الدينية 6، ميرتس 6، أمل جديد 6، المشتركة 6، الموحدة “عباس” 4 (خسارة 5 مقاعد لأحزاب القائمة المشتركة متوحدة).

ومن قراءة تحليلية لمعطيات نتيجة التصوي يمكن ملاحظة استمرار تحول المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين، وهذا ما تم التعبير عنه بـ 97 مقعدا (98 سابقا) لكل من ليكود، أزرق أبيض، شاس، يهوديت هاتوراه، إسرائيل بيتنا الصهيونية الدينية، أمل جديد)، وفي المقابل فإن تلك المعطيات تفيد بضمور كبير لاتجاهات اليسار أو يسار الوسط (13 مقعدا فقط مقابل 7 سابقا).

على ضوء ما حصل، لا يمكن تشكيل ائتلاف حكومي إلا في حال حصول اختراق معين، وإذا كان لم يعد من الممكن المراهنة على الإطاحة بنتنياهو في حزبه ليكود، باعتبار أن نجاح حزبه هو نجاحه أصلا، والمعنى أن الانتخابات الخامسة ستكون هي الخيار الأخير في حال استمرت المواقف على حالها.

على صعيد المشاركة العربية في الانتخابات فقد استطاعت القائمة المشتركة (تضم الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والتجمع الوطني الديمقراطي، والحزب العربي للتغيير/الطيبي) الاستحواذ على ستة مقاعد فقط، وهي بذلك خسرت أحد مكوناتها (القائمة الموحدة) كما خسرت مكانتها، كممثلة للصوت العربي، إضافة إلى خسارة خمسة مقاعد، وهي نتيجة مؤسفة جدا، تفرض مراجعة ما حصل واستنتاج الدروس المرجوة منه. ولعل أهم ما يفترض ملاحظته هنا إدراك أن قوة الصوت، أو التمثيل العربي، في الكنيست هي قوة نابعة من الهامش الإسرائيلي، أي إنها تتحدد في المجال المدني، وفي الحقوق الفردية، فقط، أكثر مما تتحدد في المجال الوطني وفي الحقوق الجمعية للفلسطينيين كشعب أو كجزء من شعب، لذا فإن الفلسطينيين معنيين ببلورة كيان سياسي لهم، ربما على شكل برلمان موازي، باعتباره الأداة التي يمكن من خلالها تعبئة قوى المجتمع الفلسطيني في إسرائيل، للدفاع عن حقوقه الجمعية والوطنية، وللتعبير عن انتمائه كجزء من شعب فلسطين، وربما إن ذلك يتطلب تطوير مكانة لجنة المتابعة العليا، على قواعد مؤسسية وتمثيلية وانتخابية.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]