ماجد كيالي يكتب: نظرة إلى نقاط تميز الفاعلين الإقليميين إسرائيل وإيران وتركيا

ماجد كيالي

لعل أهم مشكلة للبلدان العربية في منطقة الشرق الأوسط تكمن في وجود ثلاثة فاعلين إقليميين، هم إسرائيل وإيران وتركيا، يتحكمون بمجمل التطورات السياسية والاقتصادية والعسكرية، طبعا ضمن الهامش الذي يسمح به النظام الدولي لكل واحد منهم على حدة، وذلك بسبب تمتعهم بفائض قوة، ودينامية، إلى درجة تغلب على الفاعلين المحليين، من الدول العربية، الذين يفتقدون إلى الفاعلية والدينامية، كما إلى العمل بطريقة تكاملية، في ظل اختلافاتهم وانقساماتهم.
وقد يفيد في هذه المراجعة لأدوار وسياسات الفاعليين الدولتيين في الشرق الأوسط إجراء نوع من مقارنة في القوى بينها، بالقياس للاحصائيات، علما أن ذلك لا يغطي المعطيات الأساسية الأخرى، وضمنها، أو أهمها:
أولا، تمتع إسرائيل بقوة مضافة، جراء العلاقة الاستراتيجية التي تربطها بالغرب عموما، وبالولايات المتحدة خصوصا، علما أن تلك العلاقات باتت تشمل حتى الصين والهند وروسيا، حلفاء العرب التقليديين.
ثانيا، تفوق إسرائيل في مجالات العلوم والتكنولوجيا وإدارة الموارد، بالقياس للطرفين الأخرين، ما يعزز من أهميتها، وقوتها، إزاء مجمل الأطراف في المنطقة، ولا سيما بالقياس لكل من إيران وتركيا.
ثالثا، من جهة إيران فهي تتمتع بقوة مضافة، إزاء الطرفين الأخرين، سيما إزاء إسرائيل، بحكم امتداداتها في البلدان الأخرى، تبعا لطابعها الطائفي /المذهبي، وخصوصية المذهب “الشيعي”، الذين لديهم نوع من التقليد الديني (هيكلية لرجال الدين، ونوع من تنظيم، وموارد).
رابعا، أيضا ثمة قوة مضافة تتمتع بها تركيا تتأتى من انفتاحها على الطرفين الإقليميين الأخرين (إسرائيل وإيران) كما انفتاحها على القطبين الدوليين (الولايات المتحدة وروسيا)، على رغم من ما يشوب ذلك من توترات، وتقلبات، بين فترة وأخرى، إضافة إلى إنها عضو في حلف “ناتو”.
على الصعيد الاقتصادي، وبحسب احصائيات البنك الدولي (2021) فثمة تفوق كبير لإسرائيل، إذ يبلغ ناتجها الإجمالي حوالي 481 مليار دولار، مع حصة للفرد قدرها 51.4 ألف دولار، في حين يبلغ في تركيا 815 مليار دولار، مع حصة للفرد قدرها 9,5 ألف دولار، أما إيران فيبلغ 231 مليار دولار، مع حصة للفرد قدرها 2,7 ألف دولار (طبعا ثمة سبب لتردي وضع ايران ناجم من العقوبات الأمريكية عليها). وبالنسبة للقوة التصديرية، فقد بلغت صادرات إسرائيل، حوالي 60 مليارا من الدولارات، معظمها هايتيك وصناعات متقدمة، في حين بلغت صادرات تركيا 225 مليارا من الدولارات، وصادرات إيران 72 مليارا من الدولارات.
على صعيد الإنفاق العسكري، فقد بلغ في إسرائيل 20.5 مليار دولار، في حين بلغ في تركيا 20.4 مليار دولار ، أما في إيران فهو في حدود 12.6 مليار دولار. (بحسب تقارير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام “سيبري” 26/4/2021)
مع ذلك يفترض أن نلاحظ، أو ندرك، أن إسرائيل هي دولة صغيرة جدا بمساحتها، وبعدد سكانها، بالقياس لتركيا وإيران الذي يناهز عدد السكان في كل منهما على 82 مليون نسمة، ما يساوي عشرة اضعاف عدد سكان إسرائيل (8.5 مليون نسمة)، مع مساحة لإيران تقدر بـ 1,6 مليون كلم2 (ما يعادل 60 ضعفا من مساحة فلسطين التاريخية)، ولتركيا 783 ألف كلم2 (ما يعادل 27 ضعفا من مساحة فلسطين التاريخية)، فيما مساحة فلسطين التاريخية، حيث تهيمن إسرائيل، تبلغ 27 ألف كلم مربع، ما يوضح الفجوة الكبيرة بينها وبين كل من الطرفين الإقليميين الأخرين.
بخصوص الوضع السياسي، والأمني، فإن إسرائيل تجد نفسها في بيئة معادية، ومكلفة أمنيا، في صراعها مع الفلسطينيين، وبحكم طابعها في المنطقة العربية، فإن الطرفين الإقليميين الأخرين يعيشان ذات الوضع، إذ إيران تستنزف جزءاً كبيراً من امكانياتها في العراق ولبنان وسوريا واليمن، وفي الداخل، وتعاني تركيا بدورها من مشكلات داخلية (الأكراد ـ العلويين ـ التوجّس العلماني ـ الإسلامي)، ومشكلات خارجية في علاقاتها مع جوارها، العراق وسوريا، كما من توتر علاقاتها مع إيران وروسيا واليونان والولايات المتحدة.
على أية حال من المبكّر التكهّن بالتغيّرات المحتملة في أدوار الفاعلين الإقليميين في الشرق الأوسط: إيران وتركيا وإسرائيل، وما يتعلّق بمكانة كل واحدة منهم في المنطقة ونوعية علاقاتها، الصراعية أو التنافسية، بالدولتين الأخيرتين، بالنظر إلى أننا إزاء واقع متحرّك، لا أحد يعرف متى سيستقّر أو كيف، بحكم التفاعلات والتكيّفات الكبيرة والسريعة الجارية، ولا شك أن تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا، ستؤثر على مكانة كل من الأطراف المذكورة، وعلى تموضعها إزاء الأطراف الأخرين، وكل ذلك في إطار من ضعف النظام العربي، او تشتت اراداته واختلاف اولوياته.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]