حددت المعارضة السودانية رؤية شاملة لمسار المرحلة الانتقالية، والتي تمثلت في ثلاث نقاط رئيسية، هي تشكيل مجلس رئاسي مدني بتمثيل عسكري، وتكوين مجلس وزراء مصغر يعتمد في تكوينه على الكفاءات، مع مجلس تشريعي يمثله 151 عضوًا.
لم يقتصر الأمر على هذه المطالب، بل دعمتها مظاهرات بالعاصمة السودانية، اليوم الخميس، ضمت عشرات الآلاف من المحتجين أمام مقر وزارة الدفاع للمطالبة بحكومة مدنية.
تسعى المعارضة السودانية لإفساح الطريق أمام تشكيل حكومة انتقالية تتولى مهامها لأربع سنوات، على أن يتم تشكيل مجلس الوزراء المدني لا تتجاوز فيه الوزارات عدد 17 وزارة تحت قيادة رئيس وزراء ونائبه.
وتأمل المعارضة بأن ينفذ مجلس الوزراء المهام المطروحة أمامه وإقرار برنامج إنقاذي خلال الفترة الانتقالية.
وعلى الجانب الأخر، جاء الرد في مؤتمر للناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الانتقالي الفريق ركن شمس الدين كباشي إبراهيم، الذي أوضح فيه أن المجلس أوفد عضو المجلس الفريق جلال الدين الشيخ للاتحاد الأفريقي لشرح الأسباب والدواعي التي أدت للقوات المسلحة الاستجابة لمطالب الشعب.
وأكد المتحدث العسكري بأن المجلس الانتقالي بصدد تشكيل حكومة مدنية بأسرع ما يمكن،
كما أُحيط الاتحاد الأفريقي بتواصل المجلس العسكري الانتقالي مع القوى السياسية والمكونات الأخرى ودعوتهم لها بالتوافق على رئيس للوزراء والحكومة المدنية بأسرع ما يمكن وقد أبدت مفوضية الاتحاد الأفريقي تفهما للموقف.
الحكومة المستقبلية
وتشير مدير البرنامج الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتورة أماني الطويل، في تصريحات خاصة لموقع قناة الغد، إلى ضرورة تمسك المعارضة السودانية بالشارع حتى يتم تنفيذ مطالبها كاملة، وأضافت أن تنفيذ الرؤية التي وضعتها المعارضة السودانية يدفع نحو الحفاظ على الاستقرار والأمن داخل السودان.
وحول الخلاف الواقع بين الطرفين على الجهة التي من حقها اختيار وزيري الدفاع والداخلية أشارت الطويل إلى أنه من المنطقي أن يحدد المتظاهرون الشخصيات التي يتم تنصيبها في هذه المناصب الحساسة، نظرًا لتأثير هذه المواقع على طبيعة المرحلة الانتقالية.
وأوضحت مدير البرنامج الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن منصب وزير الدفاع يتولاه أحيانًا مدنيين وفقًا للسوابق السودانية، لافتة إلى أنه نظرًا للأحداث المتسارعة في السودان، وما يصاحبه من تأثير إقليمي ودولي فإنه من الصعب الخروج بتصور واضح أو افتراض سيناريو محدد لتلك الأزمة.
وفي أثناء اجتماع اللجنة السياسية بالمجلس العسكري الانتقالي السوداني، بوفد ممثلي المنظمات الدولية بالسودان، اليوم الخميس، الذي انعقد بالقصر الجمهوري، كان هناك العديد من التساؤلات التي كانت حاضرة بقوة منها: توقيتات تشكيل الحكومة المدنية وسير التفاوض مع القوى السياسية بالبلاد، بالإضافة إلى التعامل مع مهلة الاتحاد الأفريقي.
وسبق أن لوح الاتحاد الأفريقي، الإثنين الماضي بإمكانية تعليق عضوية السودان، إذا لم يسلم المجلس العسكري الانتقالي السلطة للمدنيين في غضون 15 يوما.
في حين أعلن المجلس العسكري بالسودان اليوم الأربعاء، أن رئيس جنوب السودان سلفا كير يجري مفاوضات مع عدد من القادة الأفارقة لتمديد مهلة الأسبوعين التي قررها الاتحاد الافريقي لنقل السلطة بالسودان للمدنيين.