ماذا بعد ضرب تل أبيب؟
أثار الصاروخ الذي أطلق من قطاع غزة تجاه مدينة “كفار سابا” متخطيا تل أبيب، حالة من الجدل الكبير في الأوساط الإسرائيلية، ورافق إطلاق الصاروخ تهديدات إسرائيلية على لسان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وعدد من مسؤولي الاحتلال في ظل حالة التنافس الانتخابي في إسرائيل.
وأعلنت سلطات الاحتلال، صباح اليوم الإثنين، إصابة 7 إسرائيليين قرب “كفار سابا” شمال شرق “تل أبيب” جراء سقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة، واتهم الناطق العسكري الإسرائيلي حركة حماس بالوقوف وراء عملية إطلاق الصاروخ.
وأجمع مراقبون فلسطينيون على حساسية التوقيت الذي أطلق فيه الصاروخ كونه يأتي متزامنا مع الانتخابات الإسرائيلية، أن والتصعيد الميداني في المنطقة مرتبط بطبيعة وكيفية الرد الإسرائيلي على الصاروخ الذي أطلق من غزة.
توقيت قاتل
واعتبر الكاتب ومحلل الشؤون الإسرائيلية سفيان أبو زايدة، أن صاروخ غزة أطلق في توقيت قاتل ويعتبر تطورا خطيرا في الصراع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأشار الكاتب إلى أن التوقيت بالنسبة لإسرائيل هو توقيت قاتل، قبل أسبوعين فقط من إجراء الانتخابات العامة، مؤكدا “لا ترغب إسرائيل في دخول معركة قبل إجراء الانتخابات”.
وذكر أبو زايدة، أنه بغض النظر اذا كان الصاروخ أطلق نصرة للأسرى أو أطلق بإرادة إلهية نتيجة حالة الجو، فإن إسرائيل تنظر بخطورة شديدة لهذا التطور الخطير وسيكون هناك رد أكثر عنفا مما كان في السابق.
وأوضح أبو زايدة أن طبيعة الرد الإسرائيلي ستحدد طبيعة التطورات التي ستحدث فيما بعد.
وأضاف موضحا “إذا كان هناك شهداء و جرحى واغتيال لقيادات وكوادر ميدانية هذا يعني أن اسرائيل ستكون ذاهبة الى تصعيد لعدة أيام، أما إذا كان الرد شبيه بردها بعد إطلاق الصاروخين على تل أبيب قبل أسبوعين ، أي ضربات جوية لمواقع ومنشآت مع تجنب وقوع اصابات في الارواح فإن الرد الاسرائيلي سيتم استيعابه”.
من جهته قال الباحث في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي “إنه بغض النظر إن كان إطلاق الصاروخ من غزة مقصودا أم لا، فإنه يمس بمكانة نتنياهو وحزب الليكود عشية الانتخابات، وهذا ما يدفع للاعتقاد أن الرد الإسرائيلي سيكون كبيرا لتقليص الضرر الانتخابي لهذا التطور”.
وأوضح النعامي، أنه حتى قبل إطلاق الصاروخ، فأنه لم يكن من المتوقع أن يقدم نتنياهو أي مرونة في كل ما يتعلق برفع الحصار، على اعتبار أنه سيوظف من قبل خصومه ضده وهو ما سيمس بفرصه بالفوز، ومن الواضح أن بعد إطلاق الصاروخ سيكون الموقف الإسرائيلي أكثر تشددا.
واستطرد قائلا “يترتب على ذلك أيضا التأثير سلبا على حراك العودة، وخاصة مع المسيرة المليونية التي كان مخطط لها، ويضع غزة في بؤرة الاهتمام الإسرائيلي بعد الانتخابات، لجهة الحل السياسي أو الحسم العسكري”،
ويضيف النعامي أنه على المقاومة توخي أقصى درجات الحذر، على الرغم من أنه من المتوقع أن يكون الرد الإسرائيلي محدودا في نطاقه الزمني، فأنه قد يكون قويا، و يجب عدم استبعاد ضربة تمثل “صورة نصر” للنتنياهو قبل الانتخابات، على شكل استهداف شخصيات مؤثرة”.
رد عنيف
في إسرائيل لم يمر إطلاق الصاروخ على كفار سابا شمال شرق تل أبيب مرور الكرام، فرئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي ووزير الجيش بنيامين نتنياهو عقب على إطلاق الصاروخ قائلا:” لقد انتهيت من الاطلاع وتشاورت مع رئيس الأركان ورئيس الشاباك ورئيس مجلس الأمن القومي، كان هناك هجوم على دولة “إسرائيل” وسنرد بالقوة”.
ورأى المحلل العسكري روني بن يشاي، أن الصاروخ الذي أطلق الليلة الماضية من غزة وسقط شمال تل أبيب، مداه 80 كيلو، ولقد تم إطلاقه تجاه منطقة لا يوجد بها منظومة القبة الحديدية.
بينما ذكرت قنوات التلفزة الإسرائيلية أن تفاصيل إطلاق الصواريخ على تل ابيب المحتلة كان في الساعة 5:30 فجرا ، و أن صفارات الإنذار دوت في كفار سابا وهشارون، بعد سقوط صاروخين وهناك 7 إصابات بينها إصابة واحدة متوسطة و6 إصابات طفيفة، وأن مبنيين تضررا بشكل ، وأنه وفقا التقديرات العسكرية الإسرائيلية فإن الصاروخ الذي أصاب المنزل من طراز J80 الجعبري 80 وهو صاروخ تمتلكه حماس فقط.
