ماذا بعد وقف إطلاق النار في غزة؟
تبقى التهدئة التي توسطت فيها مصر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية صامدة حتى الآن وذلك بعد أسوأ تصعيد شهدته الأراضي الفلسطينية منذ عام 2014.
وتوقف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وتوقفت الهجمات الصاروخية للفصائل الفلسطينية على تل أبيب والمدن والبلدات الإسرائيلية.
وشنت إسرائيل خلال هذه المدة أكثرَ من 1800 غارة جوية على قطاع غزة فضلا عن قصف مكثف من المدفعية و الزوارق الحربية، أسفرت عن استشهاد أكثر من 270 فلسطينيا، فيما ردت الفصائل الفلسطينية وأطلقت أكثر من 4 آلاف صاروخ باتجاه إسرائيل، وقتلت 12 إسرائيليا وأدخلتهم الملاجئ.
تسوية سياسية
قال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمرو الشوبكي، إن هناك دور مصري قوي وفعال أسفر عن هذه التهدئة.
وأضاف الشوبكي، خلال برنامج “مدار الغد” ، أن تكرار المواجهات المسلحة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية مشكلة كبيرة، مطالبا بإطلاق مبادرة سياسية تسفر في النهاية عن دولة فلسطينية مستقلة.
وأوضح الشوبكي أن التوافق الدولي والإقليمي والعربي على هذا الدور لابد أن يبنى عليه في المرحلة المقبلة عبر المسار السياسي.
الصراع لن ينتهي
من جانبه أكد المحلل السياسي، ماجد كيالي، أنه لا يوجد يقين في المشهد الفلسطيني الإسرائيلي، لأن الصراع توقف بدون اتفاق، موضحا أنه بناء على التجارب فلا يوجد معنى لهدنة ثابتة وأن الصراع سيبقى مفتوحا.
وأضاف كيالي أنه منذ عام 2006 وشهدنا 5 حروب وحشية ومنهكة وحرب تستنزف الشعب الفلسطيني، وسنرى إلى أين سنتجه خلال المرحلة القادمة، لافتا إلى أن المشكلة الأساسية أن الطرف الإسرائيلي لا يريد التنازل عن أي شئ للفلسطينيين.
كما أكد كيالي أن طبيعة الاحتلال تنفي الحقوق الفلسطينية، لذلك إسرائيل هي التي تفرض الحالة الصراعية الحالية، وهو ما سيجعل الصراع مفتوحا في منطقة الشرق الأوسط.
هدنة هشة
قال مدير مركز القدس للدراسات المستقبلية، أحمد رفيق عوض، إن وقف إطلاق النار هش جدا وقد يتدهور لأي سبب، وبالتالي مصر مشكورة تركز على رؤية عمل دولية لإعادة إعمار غزة.
وأضاف عوض، أن إعمار غزة وحده لا يكفى، ولا بد من تسوية سياسية مقبولة وتعد بدولة فلسطينية مستقلة، لأن بدون ذلك لن يكون هناك استقرار في الشرق الأوسط.
كما أوضح عوض أن إسرائيل تدير ظهرها لكل شئ وتتنكر من الحقوق الفلسطينية، ولا تتحدث عن أية تسويات، مشيرا إلى أن الفلسطينين طالما لا يشعرون بأن لهم حقوق فلن تكون الأمور بخير.
ماذا بعد؟
في السياق ذاته، أكد المحلل السياسي، هاني حبيب أنه لا يمكن التكهن بأية أمور إلا بعد مرور بعض الوقت، ولكن في كل الأحوال يجب أن يتكيف النظام السياسي مع نتائج هذه الحرب.
وأضاف حبيب أن العودة إلى العملية الانتخابية مهمة لتشكل غطاء للقيادة الفلسطينية للتعامل معها، متوقعا العودة إلى الانتخابات التشريعية التي أجلتها بحجة القدس.
وأشار حبيب إلى أن العمل العسكري يجب أن يكون في خدمة القضايا السياسية الكبرى، وبالتالي هذه النتائج ستغير كثيرا من التوازنات في المنطقة والتي يجب أن تحدث شيئا جديدا على الجانب الفلسطيني.
