في اليوم الأخير من عام 2015، أفرجت وزارة الخارجية الأمريكية، عن نحو 5500 صفحة أخرى من بريد وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، وهو الجزء الذي تضمن خطابات حول العلاقات السياسية بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الأمريكي باراك أوباما.
“أوباما وميركل مثل الزيت والماء”.. هو مضمون ما ورد في البريد الإلكتروني الذي استقبلته كلينتون من سيدني بلومنتال، المسؤول السابق في البيت الأبيض ومصدر ثقة كلينتون، أبلغ فيه وزيرة الخارجية السابقة أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تنظر بـ”عدائية” لأفكار أوباما وتجدها مختلفة تماما عن أفكارها السياسة.
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الجمعة، أن هذا البريد الإلكتروني كتب في السنة الأولي لرئاسة أوباما، فيما أرسل بلومنتال بريدا إلكترونيا آخر في 30 سبتمبر 2009 حول وزير خارجية ألمانيا الجديد وهو الخطاب الذي تضمن ملاحظات لاذعة نقلها السفير الأمريكي السابق في ألمانيا جون كورنبلوم.
وكتب بلومنتال: “سفيرنا في ألمانيا يوصي بتوطيد علاقتك الشخصية مع ميركل قدر الإمكان، لأن ميركل تقول أنها لا تحب الأجواء المحيطة بأوباما والمضادة تماما لأفكارها السياسية، وسوف ترحب كثيرا بعلاقة أكثر تقربا”.
وفي يوليو 2008، وجه أوباما واحدا من الخطابات التي تنسي أمام جمهور من 100 ألف مواطن في برلين، إلا أن العلاقات مع ميركل توترت بعد مزاعم بأن الولايات المتحدة تجسست على هاتفها الجوال.
وقالت وزارة الخزانة الامريكية أنها بذلت قصارى جهدها من أجل تلبية طلب الأمر القضائي الذي يدعو إلى نشر 82% من بريد وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة بحلول نهاية عام 2015 غير أنها لم تتمكن من ذلك نظرا للعدد الهائل من الوثائق، مؤكدا أنه سيتم الإعلان عن رسائل أخري الأسبوع القادم.
وقال بلومنتال في أحد خطاباته للخارجية الأمريكية أن “السفير الأمريكي قال أن زيارة لاري سامرز، وزير الخزانة، الأخير إلى برلين كانت كارثية، وأن حكومة ميركل صدمت من شخصيته، واعتبرته الوجه الخفي لإدارة أوباما”.
وقال أن مقال أدرج في صحيفة دير شبيجل الألمانية، كتبه مراسل واشنطن بوست المعروف بقربه من المستويات العليا للحكومة، يعكس الاعتقاد القائم من جانب الحكومة الألمانية بأن إدارة اوباما على طريقها الاقتصادي الكارثي.
وأضاف أن “السفير الأمريكي هناك قال أن سياسة ميركل وموقفها الحالي لن يتغيرا إلا بعد الانتخابات الألمانية الخريف المقبل” مشيرا إلى أن كلينتون فقط هي من يمكنها إصلاح تلك العلاقة لأن أوباما وميركل مثل الزيت والماء.
يأتي ذلك وسط اتهامات لـ”كلينتون” بأن استخدام بريدها الخاص وضع المعلومات الحساسة للدولة في خطر فيما واجهت المرشحة الديمقراطية المحتملة لانتخابات الرئاسة الأمريكية، استجوابا حول ما إذا كان استخدامها لخادم بريد خاص كافيا لضمان أمن المعلومات الحكومية وحفظ السجلات.
