ماذا لو غاب ترامب؟.. سيناريوهات حول بديل الرئيس الأمريكي
أثارت نتائج اختبار فيروس كورونا للرئيس ترامب التساؤلات حول السيناريوهات المحتملة في حالة عجز الرئيس الأمريكي عن القيام بأعباء منصبه أو انتهاء ولايته بالموت على أسوأ تقدير قبل حلول موعد إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة.
طرحت صحيفة نيويورك تايمز تلك الأسئلة حول سيناريوهات غياب ترامب، موضحة أن الدستور الأمريكي ذكر أن نائب الرئيس هو أول من يخلف الرئيس في حالة وفاته في منصبه، ويمكنه التدخل لتولي مهام الرئاسة مؤقتًا إذا أصبح القائد العام عاجزًا. وجاء اختبار نائب الرئيس مايك بنس ، 61 عاما ، سلبا لفيروس كورونا يوم الجمعة.
لكن تظل أمورا أخرى أكثر تعقيدًا بكثير وتغلفها سحابة من الخلاف القانوني حول ما يجب فعله إذا كان الرئيس لا يستطيع ممارسة واجباته ولكنه يرفض التنازل عنها، أو يفوز بالانتخابات لكنه لا يستطيع الخدمة، أو في حالة يكون فيها الرئيس ونائب الرئيس عاجزا.
ماذا إن مات ترامب أو أصبح عاجزا؟
الإجابة على هذا السؤال أن الدستور والقانون أوضح ما يكون في الحالات التي يتوفى فيها رئيس الجمهورية أو يستقيل من منصبه. إذ ينص التعديل الخامس والعشرون على ما يلي “في حالة عزل الرئيس من منصبه أو وفاته أو استقالته، يصبح نائب الرئيس رئيسًا”.
فيما لم يكن تولي منصب نائب الرئيس في ظل هذه الظروف نادرًا في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تولى نائب الرئيس أعلى منصب في البلاد بسبب وفاة الرئيس ثماني مرات، كان آخرها في عام 1963، بعد اغتيال جون إف كينيدي، عندما أصبح ليندون جونسون رئيساً. (في عام 1974، أصبح نائب الرئيس جيرالد فورد رئيسًا بعد استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون).
الكونجرس صاحب الكلمة
ويترك الدستور للكونجرس تقرير ما يجب أن يحدث إذا مات نائب الرئيس أيضًا أو لا يستطيع الخدمة، حيث تم سن العديد من القوانين لتحديد الحالات الطارئة.
وأحدث قانون الخلافة الرئاسية صدر في عام 1947 بعد وفاة الرئيس فرانكلين روزفلت في عام 1945. (تم تعديله مرة أخرى في عام 2006). ينص القانون على أن رئيس مجلس النواب هو التالي، ثم يليه رئيسًا مؤقتًا لمجلس الشيوخ ، ثم أعضاء مجلس الوزراء، بدءًا من وزير الخارجية.
وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ، 80 عامًا ، يوم الجمعة ، إنها أثبتت عدم إصابتها بالفيروس وأنها واثقة من وجود الخطط الصحيحة ، إذا أصبحت ضرورية.
ماذا لو حال مرض الرئيس دون أدائه لواجباته؟
بموجب التعديل الخامس والعشرين، المصدق عليه في الستينيات لتوضيح الإعاقة الرئاسية والتخطيط للخلافة، يمكن للرؤساء تعيين الصلاحيات طواعية لنوابهم إذا أصيبوا بمرض خطير أو غير قادرين على أداء واجباتهم.
وإذا أصيب ترامب بمرض خطير، فيمكنه تقديم رسائل إلى رئيس مجلس النواب والرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ، يقول فيها إنه “غير قادر على أداء سلطات وواجبات مكتبه” لنقل صلاحياته إلى السيد بنس ، من الذي سيصبح في الواقع رئيسًا بالنيابة. يمكن للسيد ترامب استعادة سلطاته الكاملة عندما يتعافى.
خلفيات قانونية
ومنذ المصادقة على التعديل عام 1967، تولى نائب الرئيس السلطة في ثلاث حالات فقط، كل واحدة منها قصيرة للغاية. في عام 1985، عندما تم تخدير الرئيس رونالد ريجان لإجراء عملية القولون، وعند منح سلطاته لنائب الرئيس جورج بوش لمدة ثماني ساعات تقريبًا، على الرغم من أنه تجنب الاحتجاج رسميًا بالتعديل.
وفي عامي 2002 و2007، نقل الرئيس جورج دبليو بوش سلطاته مؤقتًا إلى نائب الرئيس ديك تشيني أثناء تنظير القولون.
هل يمكن استبدال الرئيس قسرا؟
يسمح التعديل الخامس والعشرون بالعزل القسري للرئيس ، بما في ذلك إذا كان مريضًا جدًا بحيث لا يمكنه تعيين سلطاته أو ببساطة يرفض القيام بذلك.
ولفتت “نيويورك تايمز” إلي أن بعض الفقهاء الدستوريين شككوا فيما إذا كان رئيس مجلس النواب والرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ مؤهلين للتدخل بشأن منصب الرئيس، بحجة أن واضعي الصياغة يقصدون فقط مسؤولي السلطة التنفيذية.
من جهته، حذر جاك جولدسميث، الأستاذ بكلية الحقوق بجامعة هارفارد ، من أن الخلاف الذي يبدو غامضا قد يتسبب في صدام، فمن الممكن، على سبيل المثال، أن يحدث صراع بين رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ووزير الخارجية مايك بومبيو على الرئاسة.
وتابع: “هذه كلها سيناريوهات مروعة لأن هذه النقاط من القانون الدستوري لم يتم اختبارها مطلقا”.
بدوره، قال نورمان جيه أورنستين، الباحث في معهد أمريكان إنتربرايز، إن الوضع يمكن أن يؤدي بسهولة إلى مطالبات بالسلطة الرئاسية بين كبير موظفي البيت الأبيض أو وزير الخارجية أو شخصيات أخرى.
واعتبرت الصحيفة أن السؤال سيصبح أكثر تعقيدًا إذا فاز ترامب في الانتخابات الرئاسية ولكن لم يتمكن من تولي مهام منصبه، مشيرة إلي أن بعض الولايات وليس جميعها تلزم كبار الناخبين بالتصويت (في المجمع الانتخابي) للمرشح الرئاسي الذى يفوز بالولاية، ولكن حتى معظم الولايات التي لديها قوانين ملزمة للناخبين لا تذكر ما يمكن أن يحدث في حالة وفاة مرشح أو عدم قدرته على تولي مهام منصبه.
ورجحت الصحيفة الأمريكية أن يتم حل تلك المسألة من قبل الكونجرس، الذي يصادق على نتائج تصويت المجمع الانتخابي، أو ينتهي الأمر في المحاكم.
