بعدما وصل إيمانويل ماكرون ومارين لوبان إلى الجولة النهائية في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، زادت التكهنات عما سيكون عليه حال السياسة الخارجية الفرنسية إذا ما استمر ماكرون أو فازت لوبان .
وهناك من يرى أنه يجب البدء في التفكير فيما سيعنيه فوز لوبان على فرنسا و على دبلوماسيتها، بدلا من استبعاد فرص حدوث ذلك، رغم فارق 8% بينها وبين ماكرون في استطلاعات الرأي.
وترى لوبان أنها تمثل الأمة الفرنسية ضد العولمة، و ترفع شعار “منح الفرنسيين الدعم لبلدهم”.
وتسعي لوبان إلى تفكيك الاتحاد الأوروبي ووعدت باستعادة أسبقية القانون الفرنسي على نظيره الأوروبي، كما تعهدت بقطع مساهمات فرنسا في ميزانية الاتحاد الأوروبي، فضلا عن إنهاء مشاريع التعاون الدفاعي مع ألمانيا، وهو ما يعد ضربة للتحالف الفرنسي الألماني، الذي ينظر إليه باعتباره قاطرة للتعاون الأوروبي .
وتحت شعار مزيد من الاستقلالية، أعلنت لوبان عدم وضع أي قوات فرنسية تحت قيادة أجنبية، مع اعتزامها الانسحاب من هيكل قيادة الناتو.
وبشأن اتفاقية باريس للمناخ، أكدت لوبان أنها لا تنوي الخروج من الاتفاقية لكنها أكدت أن أزمة المناخ ليست أولوية في سياستها الخارجية.
ويرى ناصر زهير، رئيس قسم العلاقات الدولية بمركز جنيف للدراسات الدبلوماسية، عبر برنامج مدار الغد، أن السياسية الخارجية الفرنسية ستختلف بشكل جذري في حال فوز لوبان، باعتبار أنها تحمل مشروع يتنافى مع كل السياسات الخارجية التي كانت متبعة في عهد ماكرون والرؤساء السابقين لفرنسا.
وقال زهير، إن الرؤساء السابقين لفرنسا، كانوا يعتبروا الاتحاد الأوروبي، أولوية بالنسبة لهم، فالسياسة الخارجية الفرنسية الأوروبية المشتركة كانت ترسم ملامح السياسية الفرنسية.
وقال زهير، إن مشروع لوبان، يقوم على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، أو البقاء من دون التقيد بقوانين الاتحاد الأوروبي، أو يكون القانون الفرنسي أكثر هيمنة على الاتحاد.
ويرى السفير آدم إيرلي، المتدث السابق باسم الخارجية الامريكية، عبر برنامج مدار الغد، إن فوز لوبان سيكون كارثة على المستوى العلاقات الفرنسية مع الولايات المتحدة والناتو والاتحاد الأوروبي.
وقال إيرلي، إن لوبان تحدثت عن استفتاء من خلاله يمكن للمواطنين الفرنسيين التصويت على سيادة القانون الفرنسي للقانون الأوروبي، وهذا يعد انتهاكا واضحا لاتفاقيات الاتحاد الأوروبي.
من جانبه، يرى حسين الوائلي، الصحفي المتخصص في الشؤون الأوروبية، عبر برنامج مدار الغد، إن لوبان تريد إعادة ترتيب الأوراق داخل الاتحاد الأوروبي، وأن يكون هناك قرارا أوروبيا غير خاضع للإدارة الأمريكية.
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية ترى أن استمرار الرئيس الفرنسي ماكرون، أمر هام في المرحلة الحالية، في ظل الأزمات العالمية، والأزمة الأوكرانية الروسية، والاجتياح الروسي الأخيرة.
