ماذا لو وصل “اليمين الفرنسي المتطرف” إلى الإليزيه؟

مع بدء العد التنازلي، لانتخابات الرئاسة الفرنسية المقررة في أبريل/ نيسان المقبل، تتجه أنظار الجميع صوب المرشحين الساعين لمنافسة الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي يواجه سيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات.

وبطبيعة الحال يستحوذ (اليمين المتطرف) على الاهتمام الأكبر ، فهو الرقم الصعب في المعادلة الفرنسية، سيما بعدما نجحت زعيمته مارين لوبن في الوصول إلى جولة الإعادة بانتخابات عام 2017. قبل أن تعلن ترشحها مجددا في انتخابات 2022.

لكن النجم الصاعد حاليا في معسكر (اليمين المتطرف) هو إريك زمور، الذي توقع استطلاع للرأي أجري الشهر الماضي، أنه سيكون المرشح المحتمل الذي سيبلغ جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة، رغم أنه لم يؤكد بعد موقفه من الترشح.

 

اليمين المتطرف

بداية، قال عمر المرابط عضو حزب الجمهورية إلى الأمام، إن النجم الصاعد إريك زمور أكد أنه يقتضي بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خاصة وأنه يعتبر الإسلام والمسلمين خطرا على فرنسا.

وأضاف عمر المرابط خلال برنامج (مدار الغد) أن النجم الصاعد في فرنسا إريك زمور يعتقد في نظرية (الاستبداد الكبير) التي تقول إن فرنسا ستصبح دولة مسلمة، وبالتالي اليمين المتطرف نجح في التأثير على الناخب.

كما أوضح عمر المرابط، أن اليمين المتطرف نجح في مهمته، ولم شمل أصدقائه، مؤكدا أن 60% من الفرنسيين يعتقدون أن المسلمين خطرا على الدول الفرنسية.

 

وزمور، هو محلل تلفزيوني يبلغ من العمر 63 عاما، ولا يخفي إعجابه الشديد بدونالد ترامب، وربما بالطريقة نفسها بنى زمور شهرته بتصريحات تنم عن عداء كبير نحو الإسلام و الهجرة.

رغم أنه ينحدر من مواقف إريك زمور المتطرفة جعلته يزايد على مارين لوبن، التي تواجه معركة مصيرية، ليست فقط ضد ماكرون، بل أيضا ضد زمور الذي بات يستقطب جزءا من قاعدتها الانتخابية.

لكن رغم كل ما سبق، تبقى حظوظ (اليمين المتطرف) ضئيلة في انتخابات الرئاسة الفرنسية، وربما تكون الهزيمة التي مني بها في الانتخابات الإقليمية في يونيو/ حزيران الماضي، مؤشرا على احتمالية هزيمته في انتخابات الرئاسة القادمة.

يحرض على الكراهية

من جانبها، قالت آن إليزابيث،  الكاتبة السياسية في صحيفة التليجراف، إن تصريحات إريك زمور تتماشى مع وظيفته كصحفي، لكن هناك فارق كبير بينه وبينه السياسية مارين لوبن.

وأضافت إليزابيث إن زمور يحاول أن يتحدث عن الإسلام، ويقول إن الإسلام يجبر المسلمين عن اتباع الدين الذي يتعارض مع نظام بلده، مشيرة إلى أنه دائما ما يقول فرنسا دولة علمانية.

كما أوضحت إليزابيث أن “زمور يرى أنه يجب تطبيق المواطنة على الجميع، بالإضافة إلى أنه ضد الهجرة، كما رفعت ضده قضايا عديدة للتحريض على الكراهية وتم تبرئته منها، لكنه أدن من العامة”.

 

منبوذون في ألمانيا

وفي السياق، قال علي العبسي، الباحث في السياسية الأوروبية، إن فرنسا تعاني من سيطرة اليمين المتطرف أكثر من أي بلد أوروبي آخر، مؤكدا أن ألمانيا لا يمنحوا أصواتا للحركات المتطرفة.

وأكد الباحث أن هناك من يقبل باليمين المتطرف وهناك من يزايد عليهم، لافتا إلى تراجع دورهم في ألمانيا تماما، موضحا أن يتعلق بالنخب السياسية وليس الدول.

 

موقف المسلمين في أوروبا

ولطالما نادت أوروبا باحترام التنوع الثقافي والديني، ومازالت تفعل ذلك، إلا أنها تراجعت مؤخرا، حيث اضطر (مجلس أوروبا) لسحب حملة لحرية ارتداء الحجاب بعدما هاجمهم اليمين المتطرف، فماذا سيكون موقف المسلمين من انتخابات الرئاسة المقبلة؟.

وقال الدكتور محمد حسان دواجي، أستاذ العلوم السياسية، إن هناك ظاهرة جديدة للتنافس بين الطبقات السياسية على معاداة الإسلام، والتهجم على المسلمين في كل الدول الأوروبية.

وأكد الدكتور محمد حسان دواجي أن “صعود اليمين” جاء نتيجة السياسات الإعلامية المتطرفة خاصة في فرنسا، حيث يتم تصوير المسلمين على أنهم “بعبع” أو “وحش” يهدد كيان الدول الأوروبية.

وتابع قائلا: “ظهور التطرف في الدول الإسلامية انعكس أيضا بشكل سلبي على النظرة النمطية التي يملكها الأوروبيون والناخب الأوروبي حول الإسلام، بالرغم من وجود جالية مسلمة كبيرة في أوروبا”.

 

من جانبها، قالت الكاتبة الصحفية هالة الساحلي، إن الهجمات الإرهابية الأخيرة ساهمت في تأجيج الذاكرة الأوروبية، على اعتبار أنهم لم ينسوا الهجوم العثماني ضدهم في الماضي.

وأوضحت هالة الساحلي، أن “اليمين المتطرف” صعد بسبب كثرة الهجمات الإرهابية، وأن الوضع بات متأزما للغاية في فرنسا  على اعتبار أنها تعرضت لهجمات إرهابية كثيرة مؤخرا.

واستكملت قائلة:” هناك جنوح، ولعب على الخوف، والإرث، فكل مرشح يستعمل أدواته للفوز بالانتخابات الرئاسية”.

 

جدير بالذكر أن “صحيفة واشنطن بوست” الأمريكية حذرت في وقت سابق من أن “خطر حصول مأساة على نسق ترامب يظهر في فرنسا” في إشارة إلى إيريك زمور، مؤكدة أنه “بدعة لوسائل الإعلام اليمينية تسحب كل الأكسجين من حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية حتى قبل أن يكون مرشحا”.

ويحمل آخر كتاب لزمور عنوان “فرنسا لم تقل كلمتها الأخيرة”، وقد يكون صدى لكتاب ترامب “لنعيد لأميركا عظمتها”.

جدير بالذكر أن (اليمين المتطرف) مصطلح سياسي يطلق على التيارات والأحزاب السياسية لوصف موقعها ضمن محيطها السياسي.

وتعود جذور اليمين المتطرف في فرنسا إلى الجمهورية الفرنسية الثالثة رجوعًا إلى البولنجية وقضية دريفوس.

ونشأ «اليمين المتطرف» الحديث أو اليمين الراديكالي جرّاء حدثين منفصلين في عام 1889.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]