ماذا يجري بين حماس وإسرائيل على الحدود؟

 

منذ انتهاء الحرب على قطاع غزة، صيف عام 2014، والأوضاع الميدانية والسياسية تزداد سوءًا في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية لسكان القطاع. وأمام هذه التحديات المعقدة تبرز التهديدات الإسرائيلية كسيف ٍمسلط على رقاب سكان غزة، خاصة بعد حديث قادة الاحتلال الإسرائيلي عن تهديد الأنفاق والإعلان أنها قامت بتدمير أربعة من تلك الأنفاق الإستراتيجية التي تستخدمها حركتي (حماس والجهاد الإٍسلامي) في فترة زمنية وجيزة؛ بزعم المس بإسرائيل وجنودها ومستوطنيها، والتي كان آخرها مساء السبت على الحدود المصرية الفلسطينية (كرم أبو سالم)، وهو ما يُبقى أبواب المواجهة مفتوحة.
هذه التطورات المتلاحقة في مسألة الأنفاق تضع الكثير من التساؤلات أمام حركة (حماس) وكيفيه تعاملها مع الواقع الجديد الذي تفرضه إسرائيل، وماهية ردود أفعالها وهى ترى إمكانياتها وقدراتها العسكرية تدمر يوماً بعد يوم في ظل عدم رغبتها بالدخول بصراع مسلح جديد مع إسرائيل وسط تفاقم المعاناة الإنسانية للمواطنين. لكن السؤال الأهم: إلى متى تبقى حماس تنتظر؟

تكنولوجيا الأنفاق 
الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي رونين منليس قال “إنه تم اكتشاف 4 أنفاق خلال 4 أشهر، وهو ليس مصادفة، بل عبارة عن أساليب عمل وقدرات طوّرها الجيش مؤخراً، وإن الهدف (النفق) عبارة عن فتحة نفق ضخم وعابر للحدود ويدخل بعمق نحو 200 متر في الجانب الواقع تحت السيطرة الإسرائيلية من الحدود قرب معبر كرم أبو سالم.
وأوضح “منليس” أن طريقة اكتشاف النفق الجديد على الحدود المصرية الفلسطينية، مختلفة عن الطرق التي جرى بها مؤخرا اكتشاف 3 أنفاق، وأنها تعد جزءاً من الحرب الإسرائيلية على تهديد الأنفاق. في وقت يؤكد فيه قادة الاحتلال الإسرائيلي أنهم ماضون بقوة في الكشف عن الأنفاق، وأنه إذا كانت هناك أنفاق أخرى سيتم العثور عليها بواسطة التكنولوجيا، وأن الجيش متأهب بصورة أكبر مقارنة بعام 2014 فترة الحرب على غزة.

فيما هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حماس بالقول “يجب على حماس أن تفهم أننا لن نسمح بمواصلة الاعتداءات علينا وأننا سنرد بقوة أكبر”، متابعا “نرد على الاعتداءات التي تشن علينا ونقوم بذلك من خلال شن هجمات ممنهجة ومدروسة جدا على البنى التحتية الإرهابية الموجهة ضدنا”. في إشارة منه إلى الأنفاق.
كما أطلق عدد من قادة الاحتلال، وفي مقدمتهم وزير الخارجية ليبرمان، ووزير البناء والإسكان الإسرائيلي عضو “الكابينيت” المصغر يؤاف جالانت، باغتيال قائد حماس في غزة، يحيى السنوار، في حال اتجهت حركته إلى التصعيد العسكري، وزعموا أن “زعيم حماس يحيى السنوار يعيش في الوقت الضائع والأخير له، وإذا تجرأ على التصعيد ضدنا فسيدفع ثمنًا غاليًا، وسنزيله من هذه اللعبة ومن هذه الحياة”.

تكسير أنياب حماس 
الدكتور عدنان أبو عامر باحث في الشأن الإسرائيلي ، قال “للغد”: إن المواجهة بين حماس وإسرائيل واقعة لا محالة، لكن الطرفين لا يرغبان بوقوعها في الوقت الحالي أو بمعنى آخر يريدان تأجيلها لوقت آخر، نظر لحسابات كل طرف وطبيعة مصالحهما الداخلية والخارجية.

ويضيف أبو عامر: ما يحدث في الميدان يبدو خطير جداً خاصة مع إعلان إسرائيل وقادتها العسكريين والسياسيين، تكثيف الجهود والعمل بوتيرة عالية لإزالة تهديد الأنفاق بكل الأشكال سواء بعمليات القصف التي تستهدفها أو من خلال بناء السور التحت-أرضي شرق قطاع غزة، وصولاً لما يسمونه ” تكسير أنياب حماس وتقليم أظافرها” من خلال الكشف عن المزيد من الأنفاق الهجومية وتحييدها في أى معركة قادمة.
وأوضح، أن إعلان إسرائيل عن اكتشاف أربعة أنفاق هجومية خلال شهور قليلة دليلاً على جدية الاحتلال في نزع السلاح الإستراتيجي لحماس والفصائل الفلسطينية.
حديث أبو عامر جاء مطابقاً لما أعلنه قائد لواء المنطقة الجنوبية في قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي العقيد ” كوبي هيلر “، والذي أكد خلال التقاءه أمس الأحد مع سكان كيبوتس كرم أبو سالم، أن “الجيش الإسرائيلي غير معني بالتصعيد العسكري مع قطاع غزة، وحماس لا تريد أيضا تصعيداً لسببين، الأول: بسبب قوة الردع للجيش الإسرائيلي، ثانياً: على ضوء اتفاق المصالحة مع السلطة الفلسطينية، فإن حماس لا تريد الرد كي لا يقال إنها دمرت اتفاق المصالحة مع السلطة الفلسطينية عبر التصعيد مع إسرائيل”.

مواجهة مؤجلة 
ويؤكد أبو عامر، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، في سباق مع الزمن من أجل الاستعداد للمواجهة القادمة والتي لا يرغب أى طرف في حدوثها، لكن؛ هذا لا يعني عدم حدوث مناوشات أو معركة قصيرة (المعركة بين الحروب) تتمثل في إطلاق صاروخ من غزة يتبعها الاحتلال بقصف مواقع عسكرية وأمنية هامة لحماس وباق الفصائل الفلسطينية وهذا النوع من المعارك من السهل السيطرة عليها، بهدف تأجيل وإطالة أمد المواجهة القادمة المحتلة.
ويستدرك أبو عامر أن الأحداث الميدانية وحتى السياسية المتلاحقة من خلال التهديدات التي يطلقها القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين، وتضخيم الحملات الدعائية ضد (الأنفاق) وحركة (حماس) وصولا لمحاولة اغتيال أحد قادتها في لبنان اليوم، كلها عوامل تقرب المواجهة المسلحة بين الطرفين، موضحاً أن تلك الحملات أشبهه بما حدث مع الشهيد ياسر عرفات في أعقاب الكشف عن سفينة الأسلحة (كرين A) في عام 2002. وهو يبدو واضحاً من حجم الترحيب الإسرائيلي بالهجوم، وخروج تصريحات متلاحقة، من رئيس الحكومة ووزيري الدفاع والأمن الداخلي، والناطقين العسكريين، وأصدر الجيش أشرطة فيديو للهجوم، وبيانات ضد المقاومة!

أهداف إسرائيلية 

ويقول الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم “للغد “، إن إسرائيل تحاول تحقيق عدة أهداف بادعائها أن الهجمات التي نفذتها أمس في رفح هي ضربة نظيفة ناجحة وأن إسرائيل تمتلك معلومات استخباراتية ومعلومات لها علاقة باستخدام التكنولوجيا المتطورة التي تقوم بها في الكشف عن الإنفاق.
وأضاف، حالة الصراع المحتدمة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية لم تعد خافيه وإن عملياتها الميدانية والاستخباراتية باتت علنية ونفسية، وتهدف من وراء ذلك تحقيق جملة من الأهداف منها توظيف هذه الهجمات توظيفاً سياسياً على المستوى الداخلي الإسرائيلي والعالم الخارجي، معللاً أن الاحتلال قام بإعداد مقطع ” فيديو” لما تم على الحدود الجنوبية لغزة لتحريض العالم.
علاوة على توظيف هذا الأمر لتهدئة الشارع اليمني الإسرائيلي ضد استمرار سقوط القذاف الصاروخية، ودعم التحالف اليميني الإسرائيلي.
وأوضح، أن الهدف الثاني للاحتلال الإسرائيلي هو التشويش على العلاقة المتقدمة بين حركة حماس ومصر، وادعائها أن النفق المستهدف هو لتهريب “إرهابيين” من سيناء لغزة، حيث أنه يصل إلى مصر كما تم إحباط نقل صواريخ متطورة قادمة من إيران كان يتم تهريبها عبر النفق من سيناء، والهدف التحريض ضد إيران.

ماذا ستفعل حماس؟
ويؤكد أبو عامر، أن (حماس) في وضع صعب ومطلوب منها الإجابة على الكثير من التساؤلات والأحداث الميدانية؟ حول مدى قدرتها على ضبط النفس، وهي ترى مقدراتها (الأنفاق) التي كلفتها الكثير من المال والجهد والضحايا، تذهب منها يوما بعد يوم، مع رغبتها بعدم الذهاب لحرب ضارية قد لا تبقي ولا تذر، حتى وإن بالغت إسرائيل في أهمية تلك (الأنفاق) والتي تحاول التضخيم منها بشكل مقصود لإثارة الرأي العام الدولي والعالمي، لشن مزيد من الهجمات على الحركة وعزلها والتضييق عليها وتكسير أنيابها.
فيما يرى المحلل السياسي إبراهيم المدهون، أن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة الأخيرة، تحمل الكثير من “المبالغة والادعاء والتناقض والبروباجاندا”، والترويج لتسويق سلعتها الجديدة من تكنولوجيا الكشف عن الأنفاق التي طورتها أو التي زودتها بها أمريكا.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يضخم اعلامياً ما يجرى حول الأنفاق خاصة فيما يتعلق بنفق معبر كرم أبو سالم، وينشر روايات تحريضية هدفها تشويه المقاومة في العقل الغربي، هذه المبالغات هدفها التحضير لشيء ما، وإرباك الخطاب الإعلامي الفلسطيني وحرف الأنظار عما قام به من عدوان، ما حدث خطير وما يقوله ويبثه الاحتلال أخطر وهذا يتطلب موقفا شجاعا من المقاومة.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]