تتأزم الأوضاع مجددا في العراق، وسط اشتعال الأحداث ما بين العديد من الساحات، لاسيما في العاصمة بغداد، والناصرية وواسط ومدن أخرى، منذ أمس الجمعة.
انطلقت الشرارة مع أولى فعاليات تظاهرات أنصار التيار الصدري في العراق، استجابة لدعوة زعيمهم مقتدى الصدر بتنظيم فعالية احتجاجية تطالب بحصول التيار على منصب رئاسة الحكومة، حيث تجمع الآلاف في ساحة التحرير وسط بغداد، مرددين هتافات سياسية وانتخابية داعمة للصدر بعد أن بدأوا بالتوافد مبكراً رافعين الأعلام العراقية.
وقال مراسل الغد من بغداد، إن تظاهرات التيار الصدري جاءت دعمًا لخوضه الانتخابات المقبلة، إذ أن التظاهرات تشير إلى استعراض قوتهم الشعبية وإثبات احقيتهم في إدارة البلاد، بحسب أنصاره.
وأضاف مراسلنا، أن أعضاء في التيار الصدري أعلنوا أن رئاسة الحكومة ستكون للصدريين، على اعتبار أنه يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة وحال حصوله على المنصب سيقود البلد إلى الطريق الصحيح مقارنة بمن سبقوه.
وأوضح أن التيار الصدري يريد خوض الانتخابات المقبلة دون التحالف مع أي جهات سياسية، سواء كان علمانية أو شيعية.
وأشار مراسلنا إلى أن التيار الصدري وصف كافة الأحزاب على الساحة بـ”الفاسدة”، كما دعا مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري إلى التظاهر في 14 محافظة، على رأسها بغداد، وديالا، وصلاح الدين، والبصرة، الأمر الذي أربك الطبقة السياسية والأحزاب الحاكمة في البلاد.
وتزامنا مع ذلك، أصدر رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، قراراً بإقالة قائد الشرطة في محافظة ذي قار، وتشكيل لجنة للتحقيق في أحداث الناصرية، كما أعلن الكاظمي فرض حظر تجول في المدينة.
وأفاد مراسل الغد، بارتفاع عدد القتلى ارتفع إلى 7 أشخاص وقرابة الـ80 جريحا، لافتا إلى أن الأوضاع في الناصرية هادئة ولكن بحذر كبير، من قبل المتظاهرين وأهالي مدينة الناصرية التي تعتبر منطقة عشائرية وسط تخوف من تدخل العشائر في حالة حدوث أي صدام.
ولفت إلى أن هناك انتشارا أمنيا مكثفا بالناصرية، لاسيما في مركز المدينة بعد اشتباكات الجمعة، والمحتجون عادوا إلى الساحة وقاموا بنصب بالخيام، ولكن الأجواء السيئة بالطقس ساعدت على عدم وجود مواجهات بين قوات الأمن وأنصار التيار الصدري، في ساحة الحبوبي بالناصرية.
وساحة الحبوبي، التي تعتبر معقل المحتجين في الناصرية جنوب العراق، شهدت أحداثا دامية منذ انطلاق الاحتجاجات المنددة للحكومة العام الماضي.
وعلى الرغم من تعهد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بتصحيح المسارات الخاطئة ومحاسبة القتلة، وقعت اشتباكات بين أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ومتظاهرين في ساحة الحبوبي استخدم خلالها الرصاص الحي والهراوات والحجارة، كما تم احراق عدد من خيم المحتجين بعد نشوب خلاف بين المتظاهرين وانصار التيار الصدري.
وفي محاولة للتهدئة، استقبل الرئيس العراقي الدكتور برهم صالح، اليوم السبت في قصر السلام ببغداد، وفد الهيئة السياسية للتيار الصدري برئاسة الدكتور نصار الربيعي.
وجاء في بيان صادر أن اللقاء بحث آخر المستجدات السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد، وتم التأكيد على أهمية الانتخابات النيابية المقبلة، وضرورة تحقق معايير النزاهة والشفافية ومنع التزوير والتلاعب، وإعادة ثقة الناخبين بالعملية الانتخابية لتكون معبّرة عن إراداتهم الحقيقية في اختيار ممثليهم.
كما تم التأكيد على أهمية حفظ أمن وسلامة المواطنين، وتعزيز مرجعية الدولة، ودعم الأجهزة الأمنية، وتطبيق القانون وحماية السلم والأمن المجتمعيين، وتلبية حاجات المواطنين.
وبحث اللقاء أيضا، الأوضاع الاقتصادية في البلد، وما تتطلبه من جهود وإجراءات تكفل دعم الاقتصاد الوطني ومكافحة الفساد وتنويع موارد الدولة من أجل مواجهة الأزمة الاقتصادية التي أحدثتها تداعيات وباء كورونا وانخفاض أسعار النفط العالمية.
