قالت وزارة الداخلية في كازاخستان، الخميس، إن 18 من أفراد قوات إنفاذ القانون لقوا حتفهم، حتى الآن، في اشتباكات مع المحتجين، كما ذكرت الوزارة أنه تم اعتقال 2298 محتجا.
وتتعرض كازاخستان لأسوأ اضطرابات منذ حصولها على الاستقلال عند انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991.
وبدأت المظاهرات بعد ما أقدمت السلطات في كازاخستان على رفع أسعار الوقود والذي يستخدمه كثيرون لسياراتهم، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية.
واشتعلت المظاهرات في منطقة واحدة يوم الأحد، وبحلول الثلاثاء كانت أنحاء كازاخستان تعجّ بمظاهرات شهدت صدامات مع الشرطة.
وسرعان ما تحوّلت المظاهرات إلى العنف مع لجوء الشرطة للغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت ضد الآلاف من المحتشدين في ألماتي أكبر مدن كازاخستان وعاصمتها السابقة.
وبحلول يوم الأربعاء، أُعلنت حالة الطوارئ، لكن الآلاف استمروا في النزول للشوارع.
أوروبا تحذر
أعرب مسؤول الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الخميس، عن قلقه العميق حيال الاضطرابات في كازاخستان.
وطالب بوريل، بضرورة حماية حقوق المدنيين، محذّرا من تداعيات أي تدخّل عسكري خارجي.
وقال على تويتر: “يجب ضمان حقوق المدنيين وأمنهم، تعيد المساعدة العسكرية الخارجية ذكريات عن أوضاع ينبغي تجنّبها”.
تحذير أممي
وحثّت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ميشيل باشليه، كلّ الأطراف في كازاخستان على “الامتناع عن العنف”، والبحث عن “حل سلمي” إثر اضطرابات واسعة أعقبت أياما من التظاهر.
وقالت باشليه، في بيان، “من حقّ الناس التظاهر سلميا والتعبير بحرية، في الوقت نفسه، يجب على المتظاهرين عدم اللجوء إلى العنف ضد الآخرين بغض النظر عن غضبهم أو استيائهم”، مطالبة بالإفراج عن المحتجزين على خلفية ممارسة حقهم في التظاهر السلميّ.
قوات حفظ السلام
واستجابت موسكو لنداء الرئيس الكازاخي، قاسم توكاييف، وأرسلت قوات حفظ السلام لإرساء الاستقرار في كازاخستان في إطار معاهدة الأمن الجماعي.
ويأتي ذلك في وقت وصفت فيه الخارجية الروسية المحاولة المستوحاة من الخارج بزعزعة استقرار كازاخستان.
ودق الرئيس الكازاخي ناقوس الخطر وطلب العون من منظمة الأمن الجماعي, وتسارع موسكو لإرسال قوات حفظ السلام للمساهمة في إرساء الاستقرار في دولة توصف بأهم الحدائق الخلفية لروسيا.
أزمة اقتصادية أم سياسية؟
وقال إدموند غريب، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج تاون، إن الأزمة تطورت من اقتصادية إلى سياسية في كازاخستان.
وأضاف غريب، في تصريحات للغد خلال برنامج “وراء الحدث”، أن المسائل أعمق بكثير من مجرد ارتفاع أسعار الوقود، مؤكدا أن هناك غضب من الرئيس الكازاخي.
ومن موسكو، قال يفجيني سيدورف الباحث السياسي، إن الوضع في كازاخستان وصل إلى وضع حرج.
وأضاف سيدروف، أن الأزمة الكازاخية تعود لأسباب اقتصادية، بشأن ارتفاع أسعار السلع والوقود، مشيرا إلى أن بعض الفصائل المسلحة استغلت الاحتجاجات لمصالح شخصية.
ويرى سيدروف أن كل التكهنات والتقييمات لن تكون كاملة، لأنها لا تعكس حقيقة ما يجري على الأرض.
