ماذا يعني عدم إعلان أسماء وزراء الحكومة الليبية؟
أعلن رئيس الحكومة الليبية الجديدة، عبد الحميد الدبيبة، تشكيلة حكومته، وهيكلها وكيفية توزيعها فقط، دون الإفصاح عن أسماء الوزراء، وذلك خلال مؤتمر صحفي من مدينة طرابلس.
وتسلم رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، تشكيلة حكومة الدبيبة، على أن يتم تحديد جلسة لمنح الثقة للحكومة في وقت لاحق، والإفصاح عن أسماء الوزراء خلال جلسة منح الثقة.
وفي السياق ذاته، فتحت “الغد” منصة حوارية مع عدد من الباحثين الليبيين، وكتاب الرأي والمحللين السياسيين، حول المخاوف التي تتركز في إعادة التجربة الفاشلة لحكومة فائز السراج.
سيناريو السراج
من القاهرة، أكد الكاتب والمحلل السياسي الليبي، محمد الأسمر، أن غياب البعثة الأممية في حل الأزمة الليبية ربما يكرر سيناريو السراج في إدارة البلاد، وهناك احتمالات ومؤشرات على تكرار سيناريو السراج وحكومة الوفاق مع الدبيبة، موضحا أن المرجعية مصدر الخوف منهم تحديدا إذا لم يلتزموا بما تعهدوا به على أنفسهم تجاه ليبيا.
وأضاف الأسمر، أن البعثات الأممية لم تقم بوضع الضوابط والقرارات التي صدرت باتجاه ليبيا وقيدتها وأربكتها حتى على صعيد العمل الوطني أو الحماية والدفاع من قرارات متوالية ومتناقضة، حيث تطبق على جانب وتغفل على الجانب الآخر.
وأكد الأسمر، أن هناك جزءا مخيفا وهو التهيئة والتوطئة التي كانت يجب أن تكون لهذه الحكومة قبل حتى الإعلان عن رئيس الحكومة وأعضاء المجلس الرئاسي، وهو الجانب الأمني لاتفاق جنيف الذي كان ينص على خروج المرتزقة في 90 يوما انقضت يناير المنصرم.
ضغوط دولية
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي، إسلام الحاجي، إن مجلس النواب الليبي سيمنح الثقة لحكومة عبد الحميد الدبيبة بسبب الضغوط الدولية كفرنسا وإيطاليا وألمانيا.
عرقلة الحكومة
ومن بنغازي، أكد الباحث في الشؤون الاستراتيجية والسياسية، محمد الترهوني، أن هناك محاولات بالفعل من قبل جماعات الإسلام السياسي لعرقلة الحكومة، كما يعولون على أن يكونوا على رأس أي حكومة مقبلة.
وأضاف الترهوني، أن الشعب الليبي لن يسمح بعرقلة الحكومة الجديدة، لا سيما وأن هناك آمال كبيرة شرقا وغربا بشأن استقرار البلاد.
أسماء التشكيلة الحكومة
ومن باريس، قال كامل المرعاش، الأكاديمي والباحث الليبي، إن عدم إعلان أسماء التشكيلة الحكومة الليبية الجديدة يكشف حالة من عدم الثقة بين عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة والبرلمان.
كما أكد المرعاش، أنه لا يظن أن هذه هي البداية الموفقة التي تطلع إليها الليبيين، كما تددل هذه البداية على نقص الخبرة لهه الحكومة.
عنصر الأمن
ومن بيروت، يرى الكاتب والمحلل السياسي، رضوان الفيتوري، أن السلطة الليبية الجديدة في وضع صعب لا تحسد عليه، ولكن هناك عوامل لا بد وأن تأخذ في الاعتبار، مؤكدا أن عنصر الأمن والأمان يجعل من مدينة سرت المقر الأنسب للحكومة الجديدة.
وأمام الدبيبة مهلة حتى 19 مارس/ آذار للحصول على ثقة مجلس النواب، قبل أن يبدأ المهمة الصعبة المتمثلة بتوحيد المؤسسات وقيادة المرحلة الانتقالية حتى الانتخابات في 24 ديسمبر/ كانون الأول.
والهدف النهائي هو محاولة الاستجابة لتطلعات الليبيين الذين يعانون من نقص في السيولة والوقود وانقطاع في التيار الكهربائي وتضخم كبير.
وليبيا التي احتفلت الأسبوع الماضي بالذكرى العاشرة للثورة التي أنهت نظام معمر القذافي في 2011، لا تزال غارقة في الفوضى على خلفية الانقسامات السياسية.
