«لم يعد ممكنا الصمت، نعيش في محرقة ونبكي أوطانا في زمن القسوة، نبكيه ونبكي أعمارا لنا قتلوها واسكنوا فيها القلق والحسرة والتهديد والذل والخوف والظلم والقهر، ورغم ذلك نتطلّع على أمل ما على حنين ربما يأخذنا إلى زمن أسطوري جميل، وهذا الأمل وهذا الحنين هو الحب، يا حب: امنحني وهج عينيك ليكون وطني الوحيد ضد أوطان البشر».
بتلك العبارات استهل الموسيقي اللبناني الكبير مارسيل خليفة مقالته في صدر صحيفة الأهرام المصرية، داعيا الحب ليكون منهاجا يجمع البشر ويقود نحو السلام.
وخاطب مارسيل الحب في مقالته، قائلا له: «يا حب: امنحني الحب العظيم، فلا ادخل حربا من هذه الحروب، ولا يأتيني خبر سلام أبدا، وأغلق بابي على التاريخ، وأفتحه على نجوم السماء».
وتابع: «المجد للرقّة، المجد للنجوى والشوق والحنين، المجد لبريق العيون، المجد للدموع، المجد للرعشة وليسترح هذا العالم ولتأخذ هذه الأرض قيلولة من العنف، وليرفع الكوكب رأسه وينظر إلى نجوم السماء وحوله هدوء الليل ونقاء الفجر».
وأكد مارسيل أنه يحمل الأمل بالتغيير نحو الجمال والحريّة والسعادة، مؤكدا إيمانه بالحب في هذا العالم، الذي وصفه بـ«الوحشي»، محذرا من إهمال الحب.
واختتم مقالته معربا عن سعادته في الأمسية التي سيقيمها في مدينة الإسكندرية، حيث سماها باسم المطرب السكندري الراحل سيد درويش.
افتتاح مهرجان الصيف الدولي في الإسكندرية
ويزور الموسيقي الكبير مارسيل خليفة مصر، حيث يستعد مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية لإطلاق مهرجان الصيف الدولي الرابع عشر المقامة فعالياته في الفترة من 29 يوليو إلى 8 سبتمبر، ويفتتح دورة هذا العام الفنان الكبير مارسيل خليفة بمصاحبة أوركسترا مكتبة الإسكندرية بقيادة المايسترو هشام جبر.
ويعتبر مارسيل خليفة أحد أهم الفنانين العرب الملتزمين بالقضية الفلسطينية، عرف مارسيل دومًا بأغانيه التي تأخذ الطابع الوطني، وبأسلوبه في الدمج بين الموسيقى العربية والآلات الغربية كالبيانو. وارتبط في الأذهان بقصائد محمود درويش، كما اشتهر أيضا بإحيائه للتراث الموسيقي الأندلسي.
ليست الزيارة الأولى
زيارة مارسيل خليفة لمصر ليست الأولى، فقد زار مارسيل خليفة مصر قبل عامين، كان قد انقطع قبلهما عن زيارة مصر لمدة 8 سنوات، في حفلتين بمصاحبة ابنيه رامي وبشار خليفة، الأولى كانت في حديقة الأزهر، والثانية في مكتبة الإسكندرية.
محمود درويش وكوكب الشرق.. كلمتا السر لدى خليفة
ومارسيل خليفة تأثر تأثرا واضحا بكوكب الشرق أم كلثوم بعد أن استمع إليها أول مرة عام 1964، ولذلك هو أول من أدخل آلة العود الشرقية للموسيقى السيمفونية، وتأثر تأثرا كبيرا بالشاعر الكبير الراحل محمود درويش والذي كان يراه معبرا عن القضية الفلسطينية، التي تبناها طوال عمره، ولحن مارسيل خليفة وغنى قصائد محمود درويش دون أن يلتقي به، ودون معرفة شخصية له، وقد تقابل معه شخصيًا بعد 7 سنوات من غناء قصائده، حيث قابله لأول مرة في العاصمة الفرنسية باريس، وكانت أولى الحفلات الغنائية الشعرية التي جمعت مارسيل ودرويش على مسرح واحد، هي حفلة الأونيسكو في باريس، حيث كان الحفل في قاعة رقم 1 في الأونيسكو 1988، وقد ألقى فيها درويش قصيدة «ريتا»، ثم غناها مارسيل.
