«ماكرون» في الجزائر: لا ننكر.. ولا نعتذر !!

أعرب الشارع الجزائري، عن خيبة أمل من غياب «ملف الذاكرة» خلال زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، للجزائر اليوم الأربعاء، وهي زيارة وصفتها الدوائر السياسية في الجزائر بأنها «حساسة »، حيث من المتوقع أن يؤكد ماكرون مجددا على العلاقة الخاصة بين البلدين، محاولا في الوقت نفسه تجاوز خلافات فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر  بين 1830 و1962، وينتظر المراقبون ما سيعلنه ماكرون في الجزائر بشأن مطالب الاعتذار عن جرائم الاستعمار.

 

 

 

 

 

 

ويُرجّح غياب «ملف الذاكرة» عن أجندة الزيارة تماماً، بعدما استبق ماكرون وصوله بالقول إن «القاعدة بالنسبة إلي هي عدم الإنكار وعدم تقديم اعتذار».. مؤكدا: أنه لن يقدم أي اعتذار حول ملف جرائم الاستعمار الفرنسي، ولا يمكن أن نبقى حبيسي الماضي !! وكان ماكرون صرح حين كان مرشحاً محتملاً للرئاسة الفرنسية في  شهر فبراير/ شباط الماضي من العاصمة الجزائرية، إن الاستعمار الفرنسي «جريمة»، ليشكّل أقوى تصريح في تاريخ العلاقات بين الدولتين. إلا أنه لا يمكن البناء على ذلك التصريح، بما أن ماكرون تراجع عنه بعد انتخابه، وهو أول رئيس للجمهورية الخامسة الفرنسية مولود بعد حرب الجزائر.

 

 

الرئاسة الفرنسية، كشفت أن  «ملف الذاكرة» سيتم التطرق إليه أثناء الزيارة، من زاوية  «طي الصفحة وبناء علاقة جديدة».. بينما كان الجزائريون ينتظرون فتح «ملف الذاكرة» كبادرة  لتحسن العلاقات، وإعادة جماجم المقاومين الجزائريين الذين قتلوا في خمسينات القرن 19 والمحفوظة في متحف الإنسان بباريس..على غرار ما حدث في العام 2012 حين اعترف الرئيس السابق، فرنسوا هولاند، بالآلام التي سببها الاستعمار الفرنسي  للجزائر، مما ساهم  في تحسن العلاقات بين البلدين.

 

 

 

ويذكر أن أقصى ما صدر عن الرؤساء الفرنسيين السابقين، ما قاله نيكولا ساركوزي حين وصف الاستعمار الفرنسي أمام طلاب في مدينة قسنطينة (شرق الجزائر) بـ «الظالم».. أما الرئيس هولاند، فقرر الاعتراف فقط بـ (يوم 17 أكتوبر/ تشرين الأول)  في فرنسا،  والذي شهد اغتيال مئات الجزائريين برميهم في نهر «السين» في باريس.. ويرمز هذا التاريخ إلى يوم الهجرة في الجزائر.

 

 

 

وأكد «ماكرون» في حوار للصحف الجزائرية، نشر اليوم الأربعاء، أن الفترة الاستعمارية شهدت معارك وأخطاء، وأنا من جيل الفرنسيين الذين يعتبرون أن جرائم الاستعمار الأوروبي لا جدال فيها وهي جزء من تاريخنا..وبصفتي رئيس دولة استعمرت جزءا من إفريقيا ولأنني أمثل جيلا لم يعرف تلك الحقبة من الزمن، أعتبر أن فرنسا اليوم قد ورثت هذا الماضي وعلينا ألا ننساه، لكنني مقتنع أشد الاقتناع بأن مسؤوليتنا هي أن لا نبقى مغلولين لهذا الماضي ونغرق فيه، مسؤوليتنا هي أن نعرف هذا التاريخ وأن نبني مستقبلا مشتركا وأن نحيي الآمال، وقناعاتي في هذا الصدد لم تتغير منذ انتخابي رئيسا للجمهورية.

 

 

 

 

 

 

 

كان الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، أكد  في رسالة وجهها إلى الأمة بمناسبة ذكرى استرجاع الاستقلال والعيد الوطني للشباب، في شهر يوليو/ تموز الماضي، أنه : «ليس في التذكير بالماضي أية دعوة إلى البغضاء والكراهية حتى وإن ظل شعبنا مصرا على مطالبة مستعمر الأمس بالاعتراف بما اقترفه في حقه من شر ونكال، وأن فرنسا التي باشرت معها الجزائر المستقلة بناء شراكة استثنائية يجب أن تكون نافعة لكلا الطرفين شراكة لن يزيدها الاعتراف بحقائق التاريخ إلا صفاء وتوثبا، وأن حفظ الذاكرة الوطنية من خلال استذكار الماضي وما تكبدناه فيه من مآس تحت وطأة الاحتلال الفرنسي إنما نمارس حقنا في حفظ الذاكرة وفاء لأسلافنا الذين قاوموا فاستشهد منهم الملايين وسجن منهم مئات الآلاف أو أخرجوا من ديارهم بينما جرد ملايين آخرين من أراضيهم وممتلكاتهم.. إننا نمارس حقنا في حفظ الذاكرة وفاء لشعبنا الذي ضحى بمليون ونصف مليون من أبنائه وبناته لكي يسترجع سيادته الوطنية واستقلاله ».

 

 

ويرى الباحث الجزائري في العلوم السياسية،  منصور قديدير، أن زيارات الرؤساء الفرنسيين للجزائر بات تقليدا في بداية ولاياتهم، والخروج عنه غير وارد، لأن الرمزية مستمرة في القيام بدور مهم في التقارب بين البلدين،  وسوف تشمل المباحثات الأمن الاقليمي والدولي خصوصا الأزمة الليبية ومكافحة الارهاب،  وسيلقي «ماكرون» كلمة في فندق الأوراسي بالعاصمة، يتحدث فيها عن اتفاقات اقتصادية وثقافية من دون التطرق إلى «ملف الذاكرة».

 

 

 

 

 

وكشفت السلطات الجزائرية، أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة سيستقبل الرئيس ماكرون، في مقر اقامته بزرالدة غرب العاصمة، عصر اليوم الأربعاء لمدة ساعتين.. والمعروف أن الرئيس بوتفليقة لا يستقبل إلا القليل من القادة الأجانب بعد أن أصيب بجلطة دماغية في 2013.

 

 

 

تجدر الإشارة، أن الرئيس الأسبق، فاليري جيسكار ديستان، قام بأول زيارة رسمية لرئيس فرنسي إلى الجزائر المستقلة، في العام 1975، وبعده زار كافة رؤساء فرنسا الجزائر.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]