«مانديلا»: الأسير الفلسطيني أبو دياك يعاني أوضاعًا صحية تهدد حياته
قالت مديرة مؤسسة مانديلا لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، المحامية بثينة دقماق، إن الأسير سامي أبو دياك يعاني تدهورا خطيرا في حالته الصحية، نتيجة انتشار مرض السرطان في أنحاء جسده كافة.
وأوضحت أن أبو دياك يفقد وحدتين إلى ثلاث وحدات دم أسبوعيا ويتم نقله إلى مستشفى “اسفاروفيه” بشكل دوري لرفع نسبة الدم المفقود.
وأضافت المحامية دقماق، في حديث خاص لـ”الغد”: “لقد زرته الأسبوع الماضي والتقيته بعدما جاء للزيارة على كرسي متحرك وكان منهكا ووجهه شاحب وترى الموت في عينيه”.
وأشارت إلى أنه نقل قبل أسبوعين إلى عيادة الأوجاع في مستشفى “أسفاروفيه” و” تل هشومير” ولم يتبق من الأدوية إلا المخدرات لتسكين الأوجاع ويستوجب ذلك موافقة طبيب السرطان ذلك المرض الذي انتشر بكل أنحاء جسمه، حيث تم إجراء فحوصات مخبرية لمعرفة أين يذهب الدم الذي يفقده.
ونقلت المحامية عن شقيقه سامر وهو الآخر أسير يقضي حكما بالسجن المؤبد + 20 سنة و يرافقه شقيقه علي في مستشفى الرملة منذ بداية مرضه نتيجة الخطأ الطبي الذي حصل معه في مستشفى “سيروكا” قبل بضع سنوات،أن شقيقه الأسير المريض “أبو دياك” يعيش أيامه الأخيرة ويتعرض للموت البطيء، خاصة أنه لم يعد يتقبل الأدوية وأن كتلة سرطانية كبيرة تقف على رأس المعدة وعلى شريان الدم الرئيسي الموزع لكل أنحاء الجسم.
وأضافت: يوجد 20 كتلة سرطانية أخرى في محيط المعدة، ما يفاقم حالته الصحية ويجعله عرضة لخطر الموت، وبات يعيش على المسكنات “ولزقة” عيار 400 والتي توضع على الظهر لتخفيف الآلام، وهذه أعلى نسبه لمريض، بالإضافة الى تناوله عددا من المسكنات والمضادات الحيوية الأخرى بالوريد يوميا.
ونشرت “دقمان” رسالة الأسير سامي أبو دياك التي يقول فيها: “أتمنى ان أكون بحضن والدتي بساعاتي وأيامي الأخيرة المتبقية لي وأن أفارق الحياة وأنا جنب والدتي وأهلي وليس أن أفارق الحياة وأنا مكبل اليدين والقدمين وأمام ناظري سجان حاقد يعشق الموت”.
وأثنت “دقماق” على الدعوة التي أطلقها فروانة وطالبت بضرورة التحرك على جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية لإنقاذ حياة الأسير المريض ( أبو دياك) موضحة أن 10 أسرى مرضى موجودون بشكل ثابت في مستشفى الرملة، بالإضافة إلى وجود 4 أسرى مرافقين مع الأسرى المرضى.
ويقول ممثل المعتقل “أحمد أبو خضر” – حسب ما نقلته “دقماق”، إن وضع الأسرى المرضى في المشفى مأساوي من كل الاتجاهات، فهم يشعرون بتقصير بحقهم من جميع الهيئات الرسمية وحقوق الإنسان ومؤسسات الأسرى، حيث شاهد التقارير الطبية التي تفيد أن الأسير “أبو دياك” في وضع حرج ومتبق له أيام.
ويضيف: يجب رفع التماس مستعجل للمحكمة العليا ضد القانون الذي أُقر عام 2016 والذي يمنع الإفراج المبكر أو الشليش، أي الإفراج بعد قضاء ثلثي المدة عن أي أسير اعتقل على أثر اتهامه بالقيام بعمل (إرهابي)، وهذا يفترض ألا ينطبق على حالة الأسير سامي، كون تقارير مصلحة السجون تفيد بألا علاج له نهائيًا.
وتابع: “المشكلة أن الطبيب يشخص الحالة المرضية في البداية ولكنه لم يعط العلاج المناسب، حيث يقدم إكمول وماء ما يؤدي لاحقا إلى انتشار المرض في جسد المريض ويستفحل في جسده ويصير العلاج غير مجد وغير ناجع لأن المرض استفحل، على سبيل المثال سامي أبو دياك بقي سنتين يذهب إلى عيادة السجن في سجن ريمون ويشكي الآلام في البطن، وكان جواب طبيب السجن اشرب ماء واشرب إكمول ولم يتحرك طبيب السجن ويقوم بعملية فحص سريري للمريض”.
واستطرد: “بعد أن أغمي عليه حوله إلى مستشفى سيروكا وتم تشخيص الحالة أن به التهابا حادا على الأمعاء ولأنه لم يأخذ العلاج اللازم تحول الالتهاب إلى سرطان وتم استئصال 80 سم من الأمعاء، وأثناء العملية حدث خطأ طبي وبعد العملية بساعات أعيد في سيارة بوسطة ملوثة إلى مستشفى الرملة، ما أدى إلى نقل جرثومة ودخوله في غيبوبة 40 يوما وتم إجراء عدة عمليات حيث أصبح علاجه غير مجد”.
بدورها حمّلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة ومصير الأسير سامي أبو دياك، الذي يواجه وضعا صحيا خطيراً داخل المعتقلات الإسرائيلية.
وقالت الهيئة إنها تقدمت بعدّة طلبات أمام محاكم الاحتلال للإفراج المبكر عنه، إلا أنّ الأخيرة تعنّتت ورفضت ذلك رغم خطورة وضعه الصّحي.
ودعا رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة الأسرى عبد الناصر فروانة، إلى إطلاق حملة محلية وإقليمية ودولية على جميع الصعد من أجل الإفراج عن الأسير المريض سامي أبو دياك، وضمان تقديم العلاج اللازم له لإنقاذ حياته قبل فات الأوان.
وقال فروانة في تصريح خاص لـ”الغد“ إن مثل هكذا حملة من شأنها أن تشكل ضغطا على الاحتلال إذا أجدنا استخدامها وانتهجنا الأساليب المناسبة ووظفنا الآليات الضاغطة و المؤثرة، فهي ستضمن الإفراج عن أبو دياك وإنقاذ حياته من جانب، ومن جانب آخر ستفتح ملف الأسرى المرضى، لا سيما أولئك المصابين بالسرطان وبالأمراض المزمنة والخطيرة”.
وأكد أن السجون الإسرائيلية تتكدس بمئات المرضى ممن أجريت لهم فحوصات واكتشف المرض لديهم وأن أكثر من 200 أسير يعانون أمراضا خطيرة ومزمنة وأن بعضهم لا يقدرون على قضاء حاجتهم دون مساعدة الآخرين.
وأضاف أن استمرار الأوضاع الصحية في السجون على ما هي عليه الآن يعني انضمام مزيد من الأسرى إلى قائمة المرضى، ويعني أن قائمة شهداء الحركة الأسيرة قابلة للارتفاع. وهذا ما لا نريده ويجب ألا نقبله”.
يذكر أن الأسير سامي أبو دياك (37 عاماً)، من جنين، وهو محكوم بالسجن لثلاثة مؤبدات و(30 عاماً)، ومعتقل منذ العام 2002، ويقبع وشقيقه سامر أبو دياك المحكوم عليه بالسّجن لمدى الحياة في “عيادة سجن الرملة”، وهو ضحيّة خطأ وإهمال طبّيين، وذلك بعد خضوعه لعملية جراحية في الأمعاء في سبتمبر/أيلول عام 2015 في مستشفى “سوروكا” الإسرائيلي، وتنكيل الاحتلال له بين السجون والمشافي عبر “البوسطة” قبل تماثله للشّفاء، ما أدّى إلى تدهور حاد في وضعه الصحي وإصابته بتسمم في جسده وفشل كلوي ورئوي، بالإضافة إلى إصابته بالسرطان.
