ما الأهداف الحقيقية من اتفاقية موريتانيا والجزائر لمكافحة الهجرة؟
تطور لافت للعلاقات الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية بين موريتانيا والجزائر مؤخرا، حيث بدأ الطرفان تكثيف الزيارات المتبادلة منذ نهاية العام ألفين وتسعة عشر.
ووسْط تزايد الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل وما تعكسه من تهديد مباشر على الحدود بين البلدين، وقع وزير الداخلية الموريتاني محمد سالم مرزوك، ونظيره الجزائري كمال بلجود ، اتفاقية لإنشاء لجنة ثنائية تبحث قضايا الحدود، والتعاون الدبلوماسي والأمني والاقتصادي والثقافي في المناطق الحدودية.
تأمين الحدود المشتركة بين البلدين، ومكافحة الجريمة العابرة للحدود والهجرة غير الشرعية، نقاط شملتها اتفاقية بروتوكول موقع بين موريتانيا والجزائر.
وشملت الاتفاقية تعزيز فرص الاستثمار وإقامة مشاريع شراكة في القطاعات ذات الأولوية وتكثيف التبادلات الاقتصادية والتجارية والثقافية.
اتفاقية يرى وزيرا داخلية البلدين، إنها لا يمكن لها أن تتحقق على أرض الواقع إلا بتسطير الأهداف ووضع الوسائل.
أهداف يقول مراقبون إن تكثيف الزيارات المتبادلة بين البلدين مؤخرا تؤكد مضيهما في تحقيقها، وتجاوزهما لآثار أزمات دبلوماسية سابقة.
ويعول البلدان على الطريق الرابط بينهما في تغيير ملامح المنطقة الحدودية وفك العزلة عنها، وتنشيط التبادل التجاري والاقتصادي بينهما.
تأتي زيارة وزير الداخلية الجزائري ضمن سلسلة زيارات متبادلة بين البلدين، شملت الوزراء وقادة أركان الجيوش، ما يترجم بحسب مراقبين مستوى تطور العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين.
من جانبه أكد خبير الشئون الأفريقية من نواكشوط ناصر ودادي، أن اتفاقية تأمين الحدود بين الجزائر و موريتانيا هدفها ضبط الحدود بسبب المخاوف من الوضع الأمني في شمال مالي.
وأكمل ودادي، خلال تصريحات له مع برنامج حصة مغاربية، أن هناك مخاوف من مؤشرات تفيد بانسحاب القوات الفرنسية من تلك المنطقة المتوترة مما يؤثر على أمن موريتانا والجزائر.
وشدد على أن الحدود المشتركة كانت معبرا للتهريب والجريمة المنظمة والحركات الإرهابية.
وأكمل أن الوضع في مالي هو المحرك الأساسي للتعاون الأمني بين موريتانيا
وفي سياق متصل أكد رئيس أكاديمية الشباب الجزائري من الجزائر سمير بو عزيز ، أن الهدف من الاتفاقية مكافحة الهجرة غير الشرعية وتعزيز تأمين الحدود بين البلدين.
وأكمل بو عزيز، خلال تصريحات له مع برنامج حصة مغاربية، أن الهجرة غير الشرعية نتائجها سلبية على الدول المغاربية وخاصة الجزائر وموريتانا.
وأضاف أن الجزائر بوابة الهجرة إلى أوروبا، مؤكدا أن هناك مخطط لزيادة ظاهرة الهجرة غير الشرعية لضرب استقرار أوروبا والدول المغاربية.
