قال مدير مركز تقدم للسياسات، محمد مشارقة، إن إدارة دونالد ترامب وإدارة بنيامين نتنياهو كانا يعملان على فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وتعزيز الانقسام ومنع أي طموح لدي الفلسطينيين بالسيادة على أراضيهم، غير أن الإدارة الأمريكية القادمة تتبنى خيار حل الدولتين ووقف كل ما يعيق المفاوضات وتشجيع الأطراف على وحدة الموقف الفلسطيني.
وأشار مشارقة إلى أن زيارة الوفد الأوروبي هي رسالة لكل من غلب مصالحه الشخصية والحزبية علي المصلحة الوطنية بأن ينتبهوا كون الاتحاد الأوروبي والعالم يعيد النظر في التمثيل الفلسطيني، ومن ثم توجب البحث في وحدانية هذا التمثيل، بدلا من حالة الانقسام وفصل غزة عن الضفة، وأن تكون لها إدارة مستقلة ثم بعد بعد ذلك بحث الموضوع الفلسطيني مجزء حتى الوصول إلى التعامل بصورة بلديات أو اتحاد بلديات.
وأوضح مشارقة أن الاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية القادمة تعزز وتسلج الوطننين الجادين في الضفة وغزة بأن يتقدموا في موضوع المصالحة ويطرحوا أفكارا جديدة، ومن ثم السعي لإجبار أمريكا على أن تضع أولوية للموضوع الفلسطيني وتوليه أهمية، مشيرا إلى أن الموقف الأوروبي عمليا هو إشارة بأن نسعي لتفعيل ضغط أوروبي لإجبار أمريكا للدخول في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
من جانبه، قال الدكتور مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر، أن هذه الزيارة تُعد الزيارة الأولى التي يأتي فيها هذا العدد الكبير من شخصيات من الاتحاد الأوروبي لقطاع غزة.
وأشار إلى أن توقيت الزيارة بهذا الزخم له علاقة بالأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها قطاع غزة وتفاقم الأوضاع بها جراء جائحة كورونا والتى أدت لإصابات كثيرة وشح في الموارد الصحية وتوقف عمليات المسح بسبب نقص المواد في المختبرات.
وتابع أبو سعدة: “هذه الزيارة تأتي في ظل أزمة اقتصادية ومالية خانقة بسبب الحصار وأزمة كورونا، غير إننا لا نستبعد الوضع السياسي في الأمر، كونها تأتى أيضا في ظل الانقسام الداخلي وتبخر الأمل في المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام وترتيب البيت من الداخل، ومن ثم جاء وفد الاتحاد الأوروبي ليؤكد أن إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة أمر حتمي وأن الاتحاد الأوروبي لن يستمع للفلسطينيين وهم منقسموم.
هذا وقد أكد وفد سفراء الاتحاد الأوروبي، خلال زياة قطاع غزة، على ضرورة استمرار دعم المجتمع الدولي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الأونروا، كما جدد الوفد التزام الاتحاد الأوروبي بمساعدة اللاجئين الفلسطينيين.
وتُعد تلك الزيارة هي الزيارة الأولي لسفراء الاتحاد الأوربي إلي قطاع غزة منذ عام 2016, وضمت ثمانية عشر سفيرا وقنصلا.
وزيارة بهذا الثقل تعكس حجم المأساة التي اطلع عليها الوفد في أول محطة له في المشفى الأوروبي الذي يضم الحالات الخطرة لمرضى كورونا.
وتنقلت البعثة الدبلوماسية بين المشاريع التي يدعمها الاتحاد الأوروبي منها محطة تحلية المياه وسط القطاع وعددا من القاءات المغلقة مع ممثلي مؤسسات المجتمع المدني الذين شرحوا مأساوية الأوضاع الاقتصادية والصحية الناتجة عن الحصار الإسرائيلي .
ووعد ممثل الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية بإيصال لقاح كورونا لغزة خاصة لمن يعملون في الصفوف الأمامية في الرعاية الطبية.
وانتهت زيارة وفد الاتحاد الأوروبي بالعديد من الوعودات التي يأمل الفلسطينيون أن يبنى عليها خطوات عملية لمواجهة الأزمات واحتواء الوباء.
