ما بعد «أوميكرون».. كورونا يعيد تشكيل العالم

بعد أن ضرب متحور «أوميكرون» احتفالات عيد الميلاد في العالم ـ من أمريكا إلى فلسطين إلى اليابان ـ يبدو أن متحورات وباء فيروس كورونا المستجد «كوفيد ـ 19»، لن تتوقف على تفشي (أوميكرون)،  فقد بات واضحا أن مستقبل العالم أصبح على «كف كورونا»، وبحسب تعبير الباحث والمحلل السياسي الفرنسي، سيلفي كوفمان، وهناك من يرى داخل الدوائر السياسية ومراكز الدراسات الدولية، أن الرياح العابرة من عالم الصحة، تحمل معها عدم الوضوح والغموض والشكوك، قد انتقلت إلى السياسة والاقتصاد، ما يعتبر «تغييرا جذريا» سوف يشهده العالم، ويستدعي البحث في سيناريو التطورات المرتقبة على الساحة العالمية، بعد أن أصبحت التساؤلات في مختلف دول العالم، تدور حول ملامح النظام العالمي الجديد بعد كورونا، أو «إعادة النظر في بنية العالم.

  • مع اختلاف التوقعات بين: أن العالم بعد الوباء سيتغير وفق قواعد جديدة، أو أن النظام العالمي لا يقرره فيروس.

أقل من نقطة تحول.. وأكثر من محطة على الطريق

وبينما يرى خبير العلاقات الدولية ورئيس مجلس الشؤون الخارجية الأمريكي، ريتشارد هاس، أن الوباء سوف يسرع من التاريخ، ولكنه لا يشكله؛ فليس كل أزمة هي نقطة تحول.. وأن عالم ما بعد الوباء لن يكون مختلفاً جذرياً، على الأرجح، عن ذلك الذي سبقه.

ويقول «هاس»، إن  (كوفيد – 19) لن يغير الاتجاه الرئيسي للتاريخ العالمي بقدر ما سوف يسرع به، فالوباء والاستجابة له، كشفا ودعما الخصائص الرئيسية للجغرافيا السياسية الحالية، ونتيجة لذلك، فإن الأزمة الراهنة تعد بأقل من نقطة تحول، ولكن بأكثر من محطة على الطريق الذي كان يسافر فيه العالم خلال العقود الماضية.

كيف سيكون العالم بعد الوباء

ومن جانبه، يرى رئيس لجنة السياسة الإعلامية والتفاعل مع وسائل الإعلام في مجلس الاتحاد الروسي، أليكسي بوشكوف، أن عالم ما بعد وباء كورونا، ربما يشهد أفول زمن التفرد الأمريكي بصدارة العالم، مع إعادة شرعنة  دور الولايات المتحدة المهيمن، فالولايات المتحدة، لا تظهر الآن بمظهر سيدة العالم، فهي تتصدر العالم، فقط بدرجة انتشار الوباء.. موضحا أن بطريرك الدبلوماسية الأمريكية، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، يفكر في ضرورة إنشاء نظام عالمي جديد بعد انحسار وباء كورونا للتعامل مع عواقبه.

الولايات المتحدة، بحسب تعبير أليكسي بوشكوف، لا تسلك سلوك سيدة العالم، لا في بلدها ولا على المسرح العالمي، وبالتالي لا تعترف روسيا ولا الصين ولا العديد من البلدان الأخرى بالحق الأخلاقي للولايات المتحدة – مع فرط أنانيتها وعقوباتها التي لا تنتهي ـ  لقيادة المجتمع الدولي المعاصر، وإذا كان هناك من هو قادر على الخروج من الوباء إلى عالم المستقبل بمواقف قوية، فليس الولايات المتحدة، إنما الصين.

 

 إعادة النظر في بنية العالم

ويشير الباحث والمحلل السياسي الروسي،  بيوتر أكوبوف، إلى أن الجميع سيحاول استغلال عواقب الأزمة العالمية الناجمة عن وباء «كوفيد ـ 19» لمصلحتهم، وهذه الأزمة الضخمة، هي في الوقت نفسه فرصة كبيرة للاعبين الرئيسيين في العالم، في تغيير النظام العالمي، أو الحفاظ عليه، ولكن الولايات المتحدة ستراهن على الحفاظ على النظام العالمي القائم، فهي لن تتخلى عن الإملاء القاسي، وهذا يمكن رؤيته من خلال الطريقة التي تتصرف بها في خضم الأزمة والوباء، علاوة على ذلك، ستواصل واشنطن استغلال وباء كورونا في كل ما يخص لعبتها الكبيرة مع الصين.

وأعربت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» الصينية عن قناعتها بأن العالم بعد الوباء سيكون مختلفا، وأن الولايات المتحدة وروسيا والصين ستكون الدول الرئيسية التي ستقرر بالضبط ما سيكون عليه، وليس الولايات المتحدة وحدها، فهي لن تتمكن من ذلك بعد اليوم وحدها، إنما بوصفها جزءا من هذا «المثلث الكبير»، هذا أمر ذو دلالة: فمن قبل، لم تحدد الصين دورها بهذه الطريقة، أما الآن، فقد أزف زمن جديد.

إعادة التفكير في العولمة.. وإعادة بناء أوروبا

ومن زاوية التغيير المحتمل داخل القارة العجوز (أوروبا)، يقول الباحث السياسي الفرنسي، النائب في البرلمان الأوروبي عن فرنسا في 2014ـ 2019 «إمريك شوبارد»: إن الاتحاد الأوروبي أثبت عدم جدواه تماما في هذه الأزمة، فلا استجابة منسقة لهذا التهديد، ولا تضامن أوروبياً، وأعتقد بأن الاتحاد الأوروبي، الذي فقد مصداقيته عمليا قبل الأزمة الصحية، سيخرج منها أضعف مما كان، وعندما يختفي الفيروس، سيتعين علينا إعادة التفكير في العولمة وإعادة بناء أوروبا، ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يصبح أمة أوروبية ويعيد التفكير في علاقته بروسيا.

وهكذا.. أصبح البحث عن تلك المتغيرات الأصيلة التي تعمل الآن، وسوف تعمل في المستقبل، وسوف تشكل أزمة وباء كورونا، فارقاً في الأداء، والبديهي أن الوباء شكل أزمة صحية من الطراز الأول الذي لا يهدد دولة أو إقليماً، وإنما العالم بأسره.. وما كان سبباً في الأزمة وتفاقمها، أنه جرى استبعاد «الأمراض المعدية» وسريعة الانتشار من حسابات «العولمة»، التي ركزت أكثر على التجارة وحركة المال والاقتصاد في عمومه.

ومع تصدر المتحور الجديد «أوميكرون»، اهتمامات ومتابعات العالم ، فإن وباء كورونا ربما لن يدفع فقط في اتجاه التعاون الدولي في مجال الصحة، وأكثر من ذلك دعم منظمة الصحة العالمية، وإنما أيضاً دعم التنظيم الدولي في القضايا المماثلة مثل «الاحتباس الحراري» و«منع انتشار الأسلحة النووية»، وكلها لها علاقة ببقاء الكوكب وسكانه.. ومثل هذه الأمور بات الضوء عليها كثيفاً بحكم الوباء والبلاء الذي ألم بالعالم خلال العامين الماضيين.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]