ما حظوظ العدالة والتنمية في الفوز بولاية حكومية جديدة في المغرب؟
مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في المغرب تدب حركة غير عادية في عدد من الدوائر المحلية في مختلف جهات البلاد، وتسعى الأحزاب لضمان وجود مريح في الحكومة المقبلة.
وأدى ذلك إلى بروز ما يسمى بالترحال الجغرافي وهو تغيير السياسيين لدوائرهم الانتخابية.
وفي هذا الإطار أعلن حزب العدالة والتنمية عن ترشيح سعد الدين العثماني في إحدى الدوائر الانتخابية في الرباط، بعد ترشحه لمرتين، واحدة في مدينة المحمدية والثانية في مدينة إنزكان جنوب المغرب.
في المقابل أفادت وسائل إعلام مغربية بأن عبد الإله بنكيران الرئيس السابق للحكومة والأمين العام السابق للحزب لا يرغب في الترشح من جديد بسبب خلافاته السياسية مع توجهات قيادة الحزب الحالية.
لائحة الترشيح في حي المحيط تضم أسماء وازنة للأحزاب المنافسة، ما يعني أن “العثماني ” سيكون في دائرة الموت ومواجهة قد تهدد حظوظه في الفوز.
في هذا السياق، قال سليمان العمراني، عضو البرلمان المغربي عن حزب العدالة والتنمية، إن من حق العثماني وغيره أن يترشح في أي دائرة يشاء، حسب ما تفرضه التقديرات.
وذكر أن ترشحه في الرباط هذه المرة ليس هروبا من المواطنين، بل إن يأتي نتيجة اقتناع الحزب بضرورة الإجابة عن التساؤلات من جميع المواطنين والمواطنات.
فيما قال حفيظ الزهري الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن سعد الدين العثماني كقيادي من قيادات حزب العدالة والتنمية ليس هو فقط من تمت إعادة ترشيحه، على المستوى الوطني، مشيرا إلى تدافع سياسي قوى استعدادا للانتخابات المقبلة خصوصا بين الأحزاب الكبرى، ما أقلق الحزب الحاكم.
وأضاف ان القيادة ارتأت أن تنزل بصقورها ميدانيا من أجل البحث عن التوازن فيما يخص الانتخابات المقبلة, مشيرا إلى أن ترشح العثماني فيما سمى دائرة الموت، كما يقال، يضمن مقعدا على الأقل لحزب العدالة والتنمية الذي له قاعدة شعبية كبيرة في الرباط.
وتطمح الأحزاب إلى الظفر بأكبر عدد من المقاعد الانتخابية لضمان أماكن في الحكومة المقبلة، ولا تجد بعض الأحزاب وسيلة للهروب من التصويت العقابي سوى الترحال الجغرافي.
تغيير السياسيين لدوائرهم الانتخابية وبحسب رأي الخبراء فإنه يتنافى مع المبادئ الدستورية المرتبطة بربط المسؤولية بالمحاسبة.
وتعتبر ظاهرة الترحال الجغرافي واقعا سياسيا قديما، أما رغبة المرشحين في التغيير الجغرافي فهو الخوف من السقطة الكبيرة في الانتخابات.