وصل المستشار الألماني، أولاف شولتس، اليوم السبت، إلى العاصمة الهندية نيودلهي، في زيارة تحمل هدفين رئيسيين، وفقا لمحللين: الأول هو الحرب الروسية الأوكرانية، والثاني تعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي بين البلدين.
روسيا والحرب الأوكرانية
وقال شولتس إن ألمانيا تسعى للحصول على دعم الهند، أو على الأقل عدم منع، الجهود الغربية لعزل روسيا بسبب شنها حربا مدمرة ضد أوكرانيا.
وأكد أن حرب روسيا ضد أوكرانيا ”انتهكت المبدأ الأساسي لما نتفق عليه جميعًا بعدم تغيير الحدود من خلال استخدام العنف”.
في الوقت ذاته، حافظ فيه رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، على نهجه الحذر، وقال إن الهند تريد إنهاء الصراع من خلال الحوار والدبلوماسية، مضيفا أن ”الهند مستعدة لتقديم مساهمتها في أي مبادرة سلام”.
ويبدو أن مودي امتنع عن توجيه أي انتقاد صريح لروسيا لأن موسكو مورد رئيسي للأسلحة والنفط واحتياجات الهند الاقتصادية الأخرى.
العلاقات الاقتصادية الثنائية
أما الملف الثاني كان العلاقات الاقتصادية خاصة في الوقت الذي تعاني فيه دول العالم من أزمات متلاحقة، حيث شدد شولتس على أن البلدان النامية تتأثر سلبًا بنقص الطاقة والغذاء الناتج عن الحرب، ويأمل أن “تساعد الهند في تأمين الإمدادات الحيوية لآسيا وأفريقيا والأمريكتين” –بحسب وصفه.
ناقش شولتس مع مودي سبل تعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي، موضحاً أنه يؤيد اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والهند، وإنه شخصياً سوف يتأكد من استمرار ذلك التعاون وعدم توقفه.
وأكد شولتس أن ألمانيا ترحب بالعمال المهرة من الهند، وخاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات وصناعات البرمجيات، مردفا ”نريد الاستفادة من المواهب الهندية العاملة في ألمانيا في القطاع الصناعي”.
وأوضح مودي أن وفد الأعمال المصاحب لشولتس يعمل على توطيد الاتفاقيات مع الهند في مجال التكنولوجيا الرقمية وقطاع الاتصالات وتنويع سلاسل التوريد.
الزيارة الأولى
تعد هذه أول زيارة رسمية يقوم بها شولتس إلى الهند، بالرغم من أن اجتماعه هو الرابع مع مودي منذ توليه منصبه عام 2021.
في مقابلة نشرتها صحيفة (تايمز أوف إنديا) السبت، قال شولتس ”هناك إمكانات كبيرة للتعاون المكثف، في قطاعات مثل مصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين والصيدلة والتنقل والاقتصاد الرقمي” مع الهند.
بعد مؤتمر عبر تقنية الفيديو مع زملائه القادة في مجموعة السبعة الجمعة، قال شولتس قبل مغادرته برلين إلى الهند أنه ”على المستوى الدولي، نحن نسعى إلى توضيح أن روسيا تقف وحدها في العالم مع عدوانها ضد أوكرانيا”.
في السياق ذاته، قال السفير الألماني لدى الهند، فيليب أكرمان، إنه يفهم سبب شراء الهند كميات كبيرة من النفط من روسيا.
أضاف أكرمان ”هذا شيء تقرره الحكومة الهندية وبينما تحصلون عليه بسعر منخفض للغاية، لا أستطيع إلقاء اللوم على الحكومة الهندية في هذا الشأن”.
فيما قال مسؤول ألماني، شريطة التكتم على هويته لأنه غير مخول بالتحدث مع المراسلين، إن ألمانيا تدفع لتنويع علاقاتها الاقتصادية حيث تحاول الدول الأوروبية فصلها عن الصين.
في مايو/ آيار، وقعت ألمانيا والهند سلسلة من الاتفاقيات الثنائية التي تركز على التنمية المستدامة التي ستحصل الهند بموجبها على 10.5 مليار دولار من المساعدات بحلول عام 2030 لتعزيز استخدام الطاقة النظيفة.
