بدأت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس اليوم الأحد مناورة دفاعية في قطاع غزة، هي الأولى من نوعها التي ستستمر حتى صباح يوم غد الإثنين.
ويسمع بين الفينة والأخرى صوت انفجارات وإطلاق صواريخ نحو البحر، إضافة الى تحريك عربات عسكرية في شوارع غزة.
وتتزامن هذه المناورة مع ظروف صعبة يعاني منها سكان قطاع غزة في ظل استمرار الحصار الاسرائيلي المستمر على القطاع منذ العام 2007 وتدهور كافة مناحي الحياة، ومع قرب مسيرة العودة الكبرى التي تعتزم الفصائل الفلسطينية تنظيمها بالقرب من الحدود الشرقية لغزة.
ويرى حسام الدجني أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة أن المناورة العسكرية تحقق ثلاثة أهداف، معرفة مدى جهوزية كتائب القسام ومدى التنسيق بين أذرعها المختلفة “البرية والجوية والبحرية”.
وبحسب الدجني تحمل الرسالة الثانية تحديا وتهديدا للاحتلال في حال استخدم القوة ضد مسيرات العودة، بينما تحمل الرسالة الثالثة رفع الروح المعنوية للشعب الفلسطيني وزيادة ثقته بالمقاومة كخيار في ظل فشل خيارات التسوية، والتأكيد على طهارة سلاح المقاومة وجدوى مرحلة الإعداد التي تقوم بها.
أما ابراهيم المدهون الكاتب والمحلل السياسي يقول “إن مناورة كتائب القسام دفاعية داخل قطاع غزة، وفيها استعداد وترتيب وتجهيز لأي طارئ “، مضيفا “وهي تعني أن شعبنا يتطور والقوة تتراكم، ومع ذلك لن تستخدم أي من الأسلحة لأن التوجه للجماهير ومسيرة العودة”.
ويضيف :”الاحتلال بقصفه موقعا لكتائب القسام جنوب قطاع غزة فجر اليوم يريد بث التردد والاشاعة والخوف وكسر إرادة الشبان الذين يعملون ليلا ونهارا من أجل مسيرة العودة”.
ويشير إلى أن اجتياح مجموعة من الشباب للحدود الشرقية لغزة رسالة واضحة أن الشعب الفلسطيني قادر بصدره العاري أن يغير قواعد اللعبة ويضرب نموذجا جديدا”.
ويضيف ” غزة ستنفجر كما لم تنفجر من قبل بمسيرة سلمية لا عنفية مع اعتصامات ممتدة عنوانها أنا عائد”.
وأعلنت كتائب القسام أمس إجراء مناورات دفاعية تحمل مسمى “مناورات الصمود والتحدي”، قالت “إنه مخططٌ لها مسبقاً وسيسمع خلالها أصوات إطلاق نارٍ وانفجارات”.
وأضافت “سيلاحظ حركة نشطة للقوات والمركبات العسكرية خلال المناورة الدفاعية”.
ويستعد الفلسطينيون في الثلاثين من مارس لإطلاق فعاليات يوم الأرض والتي سيتخللها مسيرة أطلق عليها مسيرة العودة الكبرى التي تؤكد على حق الشعب الفلسطيني العودة إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948.
في المقابل، يستعد جيش الاحتلال الاسرائيلي لمواجهة “مسيرة العودة” في قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن رئيس “البيت اليهودي”، ووزير المعارف، نفتالي بينيت، قوله: إن: “تهديد الصواريخ والأنفاق معروف لنا، ويعمل الجيش على مواجهته، ولكن يجب الاستعداد لسيناريو من نوع آخر، وهو المسيرات الضخمة باتجاه السياج الحدودي مع إسرائيل”.
وأضاف أن عشرات الآلاف من سكان قطاع غزة سيتجهون إلى المنطقة الحدودية “بما يشكل خطرا فوريا على المستوطنين في محيط قطاع غزة”.