أثار الانقلاب العسكري في النيجر، مخاوف لدى الدول المجاورة خاصة الجزائر وليبيا وموريتانيا والسودان، لما لهذه الخطوة من تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة سواء من حيث تدفق المهاجرين والمجموعات المسلحة والمرتزقة والإرهابيين، وضياع المصالح الاقتصادية والاستراتيجية.
الجزائر من جانبها أدانت بشدة المحاولة الانقلابية في النيجر، ودعت إلى وضع حد فوري لما وصفته بالاعتداء غير المقبول على النظام الدستوري.
ومن شأن دخول النيجر في فوضى سياسية وأمنية أن يكون له تداعيات عصيبة على الجزائر، التي تستقبل يوميا عددا كبيرا من المهاجرين القادمين من النيجر، تقوم بين الحين والآخر بترحيلهم إلى بلادهم ضمن اتفاقية أمنية مع نيامي، لكن الانقلاب الأخير من شأنه مضاعفة أعدادهم، وتصعب عملية احتوائهم، كما يهدد الأمن القومي للجزائر من خلال انتشار الجماعات المسلحة والإرهابيين والمرتزقة على حدودها.
وتمثل النيجر ممرا مهما للجزائر ضمن استراتيجيتها في التوغل إلى عمق القارة السمراء، عبر مشاريع حيوية، كالطريق العابر للصحراء، خط الألياف البصرية، وأنبوب لنقل غاز نيجيريا إلى أوروبا، وتوليد الكهرباء، وتقاسم الإنتاج في حقل “كفرا” النفطي شمالي البلاد بسعة 400 مليون برميل، اكتشفته سوناطراك الجزائرية في 2018.
وكل هذه الاتفاقيات والمصالح الاستراتيجية أصبحت مهددة بعد الانقلاب على الرئيس بازوم، وسقوط النيجر مجددا في مستنقع اللاإستقرار.
لمزيد من التفاصيل ناقش برنامج حصة مغاربية هذا الملف مع عدد من الضيوف وهم من الجزائر د. علي ربيج أستاذ العلاقات الدولية، ومن نواكشوط مختار الشين الباحث السياسي و الخبير الأمني في شؤون الساحل.
