مباحثات روسية أمريكية كشفت عن مضاربات سياسية و«تدني ثقافة التفاوض»
كشفت محادثات روسية أمريكية، صعبة ومعقدة، استمرت لثماني ساعات خلف الأبواب المغلقة، في جنيف، أمس السبت، عن مضاربات سياسية و«تدني ثقافة التفاوض».. المباحثات انتهت دون إحراز أي تقدم يذكر، حول الأزمة الأوكرانية.
- الجانب الأمريكي قال إنه منفتح على مزيد من المحادثات، فيما ذكر المفاوض الروسي أن الوضع ليس ميؤوساً منه.
مباحثات انتهت بدون أي تقدم
المباحثات دارت في إطار جهد دبلوماسي مكثف لاحتواء التوترات الأخيرة ومنع وصولها إلى طريق مسدود، ولكنها انتهت بدون اختراق كبير حول الأزمة الأوكرانية.
وكشفت نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان، عن نتائج محادثاتها مع نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف.. وقالت شيرمان، إن الولايات المتحدة منفتحة على عقد مزيد من المحادثات مع موسكو بشأن تمركز قواتها وعتادها في المنطقة، إذا كانت موسكو مستعدة لاتخاذ خطوات مشابهة، ولكن هذه المحادثات يمكن أن تتم، على سبيل المثال، في إطار مجلس روسيا – حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الذي يعقد اجتماعاً في بروكسل، غدا الأربعاء.
وأبرز ما تم خلال المباحثات الروسية الأمريكية في جنيف أمس:
- رفض أمريكي لمطالب روسيا بالحصول على ضمانات بأن يوقف الناتو توسعه شرقاً.. وأن الولايات المتحدة لن نغلق أبواب الناتو أمام أي دولة.. ومتفقون مع روسيا على ضرورة منع نشوب حرب نووية.
- وجددت الولايات المتحدة، في نفس الوقت، دعوتها روسيا لإعادة قواتها التي تقدر بنحو 100 ألف عسكري إلى الثكنات أو توضيح الغرض من حشدها على الحدود الأوكرانية.
- وحذّرت.. إذا شنّت روسيا هجوماً على أوكرانيا، سيكون هناك ثمن وعواقب كبيرة تتجاوز بكثير ما واجهته (موسكو) عام 2014، عندما ضمت شبه جزيرة القرم ودعمت تمرداً انفصالياً في شرق أوكرانيا.
- وناقشت المسؤولة الأمريكية، مع المسؤول الروسي، مسألة اتخاذ خطوات متبادلة لخفض التصعيد تتعلق بالصواريخ والتدريبات العسكرية.ز وقالت «نحن منفتحون أيضاً على مناقشة السبل التي يمكننا عبرها وضع قيود متبادلة على حجم ونطاق التدريبات العسكرية وتحسين الشفافية حول تلك التدريبات – أشدد ـ على أساس متبادل».
- واستبعدت الولايات المتحدة إمكانية ضمان عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، الأمر الذي يركز عليه الطرف الروسي.
من جهته، أكد المسؤول الروسي في المباحثات، نائب وزير الخارجية، سيرغي ريابكوف، أن بلاده ليست لديها «أي نية» لمهاجمة أوكرانيا، وأن على واشنطن ان تأخذ مقترحات روسيا بشأن الضمانات الأمنية «بجدية كبيرة»:
- ودعا الولايات المتحدة لأن تتعامل مع روسيا «بروح من المسؤولية»، محذراً من أن مخاطر المواجهة المتزايدة «لا يمكن التقليل من أهميتها».
- وندد المسؤول الروسي بالتهديدات الأمريكية بالتحرك ضد بلاده، ووصفها بأنها «محاولات الابتزاز والترهيب».
- وقدم الوفد الروسي للأمريكيين، بشكل مفصل، منطق لماذا يمثل الحصول على ضمانات حقوقية لعدم توسع الناتو ضرورة تامة، ولماذا لا بد من حصول روسيا على ضمانات حقوقية لعدم نشر منظومات ضاربة قرب حدودها قادرة على إصابة أهداف داخل أراضيها، ولماذا تطرح مسألة وجوب تخلي الناتو عمليا عن الانتشار المادي في الدول التي انضمت إلى الحلف بعد العام 1997، أي بعد التوقيع على اتفاق روسيا الناتو.
وأكدت روسيا بوضوح، أنه من دون المضي قدما في هذه الاتجاهات المحورية والضرورية الـ3 سيكون العمل على الجوانب الأخرى قيد الشكوك.
تدهور ثقافة التفاوض
ومن جهة أخرى.. أعربت السفارة الروسية بواشنطن عن رفضها للتصريحات الأمريكية القائلة إن موسكو قد تغالط بشأن مسار المحادثات الأخيرة في جنيف، واعتبرت نهج الولايات المتحدة يظهر «تدني ثقافة التفاوض»
- وقالت السفارة في بيان: نرفض بشدة مثل هذه التلميحات. التصريحات الرسمية الروسية متطابقة بالكامل مع الوقائع. بلادنا أظهرت أقصى درجات الشفافية فيما يتعلق بهذا الحوار منذ البداية.
وانتقدت السفارة الروسية النهج الأمريكي، وقالت في بيانها: ندعو زملاءنا (الأمريكيين) إلى التخلي عن المضاربات التي لا أساس لها من الصحة في العلاقة بشركائهم في المحادثات. علاوة على ذلك، فإن مثل هذا النهج يظهر تدهور ثقافة التفاوض.
وجاء بيان السفارة الروسية تعليقا على ما صرحت به المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، في وقت سابق، التي قالت إن الولايات المتحدة لا تتفاجأ إذا ما تعمدت روسيا التضليل بشأن نتيجة المحادثات في جنيف بشأن الاستقرار الاستراتيجي.