مبادرات مصرية لمواجهة ظاهرة التحرش
في محاولة للقضاء على ظاهرة التحرش بالفتيات، أطلقت مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، مبادرة للحد من انتشار الظواهر السلبية، ومنها التحرش بالنساء والفتيات، وذلك من خلال مجموعة من البرامج والندوات مع الاستعانة بالمؤسسات الدينية «الأوقاف – الكنيسة»، لدعم تلك البرامج والتأكيد عليها.
وكانت أولى الفعاليات إقامة ندوة بعنوان «خط أحمر» بالمدرسة المصرية للغات بإدارة النزهة التعليمية، والهدف الأساسي زيادة الوعي الديني وتبني مجموعة من القيم الأخلاقية «العفة والحياء»، واستغلال طاقات الشباب من خلال الأنشطة التربوية.
وفي السياق ذاته، أطلقت شركة نقل مصرية، مبادرة لمواجهة التحرش في وسائل النقل العام، ولمساعدة النساء في التنقل بطريقة آمنة وراقية، حيث خصصت حافلات عامة للسيدات فقط، وقررت أن يكون السائق سيدة أيضا.
وقال عمر الإنجليزي، نائب رئيس الشركة، إن الفكرة الجديدة هي محاولة لتقديم خدمة نقل متميزة ولائقة، وبمستوى عال من الراحة والأمان للسيدات، والحد من التحرش، لذلك قررت الشركة تخصيص حافلات للنقل الجماعي للسيدات على غرار تخصيص سيارات للسيدات بمترو الأنفاق، واستحدثت أن يكون قائد السيارة سيدة أيضا.
وأضاف، أن الشركة قررت تخصيص سيارة في كل خط سير، تكون قاصرة على السيدات، وأعلنت عن مسابقة لتوظيف سيدات في مهنة سائق، وتقدم لها للأسف عدد قليل فقط، وبدأت التجربة في الانطلاق في بعض الخطوط بالقاهرة الكبرى وتقييمها حتى الآن مشجع.
وفي محاولة لاستخدام الوسائل التكنولوجية الجديدة، لمواجهة التحرش، ابتكر عدد من الشباب تطبيق جديد على الهاتف الجوال تحت عنوان، «صديق الشارع»، يكون بمثابة حارس وصديق يحمي الفتيات والسيدات من التحرش في كل ربوع مصر.
وتعتمد فكرة التطبيق على زيادة وعي الفتيات بتلك الأزمة، وكيفية التعامل معها، عبر معلومات يوفرها لمساعدة الفتيات، وكذلك مد يد العون لكل من تتعرض لحالة تحرش، بوسائل عدة.
وعن طريقة استخدام التطبيق، يمكن لأي فتاة تحمل هاتفا يعمل بنظام الأندرويد، يمكنها تحميل تطبيق «صديق الشارع»، وستجد أمامها خصائص عدة تساعدها في مشكلتها.
ويكمن أساس عمل التطبيق في 3 حالات، الأولى أن تلاحظ الفتاة محاولة شخص تتبعها في الشارع، والثانية تعرضها للتحرش في الوقت الحالي، أما الثالثة فهي بعد تعرضها للتحرش، ولكل حالة خاصية في «صديق الشارع»، تساعد الفتاة.
وقال المهندس عبد الفتاح الشرقاوي، مؤسس التطبيق في تصريح لـ«الغد»، «أطلقنا التطبيق في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وكان عدد المشتركين، لا يتجاوز الـ200، أما الآن لقد وصل مستخدمي التطبيق في يومنا هذا إلى 800 شخص، وهذا العدد كبير بالمقارنة بالفترة القصيرة التي تم تدشين التطبيق فيها، كما أن العدد في تزايد مستمر».
وأضاف، «تليقنا اتصالات عديد من الفتيات تسرد لنا وقائع تحرش، ونجحنا في التواصل معهم، وزيادة توعيتهم، كما أننا تواصلنا مع وزارة الداخلية ووافقت على متابعة شكاوى الفتيات المتحرش بهن، مع الأجهزة المختصة، وهذا تقدم ملموس».
