أعلنت مصر عن مبادرة بشأن الأزمة الليبية تشمل حلاً سياسيًا عادلاً يتوقف على إثرها الاقتتال اعتبارا من صباح الإثنين المقبل، حقنا للدماء، و يعود الاستقرار للأراضي ومن ثم تليبة طموحات الشعب الليبي.. فهل تجد آذانًا صاغية؟
وكشف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة، عن المبادرة عقب اجتماعه بقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح.
وأشار السيسي إلى أن المبادرة تهدف أيضا إلى ضمان تمثيل عادل لأقاليم ليبيا الثلاثة في مجلس رئاسي ينتخبه الشعب تحت إدارة الأمم المتحدة.
في هذا الصدد، خصص برنامج “وراء الحدث” عبر شاشتنا حلقة اليوم لمناقشة بنود المبادرة ومدى استجابة الأطراف الليبية لها، لا سيما بعد أن لاقت ردود فعل عربية ودولية واسعة حملت تأييدًا وإشادة كبيرين.
قال الباحث السياسي الليبي سراج التاورغي، إن تركيا أرسلت مؤخرا العديد من المرتزقة والإرهابيين في ليبيا، داعمة الإرهاب منذ اللحظة الأولى، موضحا أن المبادرة المصرية التي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي تأتي في إطار حقن الدماء.
وأوضح التاورغي، أن مصر استعادت قيادتها للوطن العربي، حيث اتفقا المسؤولون المصريون والليبيون على مبادرة للوفاق بين الليبيين وأمهلتهم يومين لوقف إطلاق النار.
ويسعى الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر تخليص العاصمة طرابلس من قبضة الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق التي تدعمها تركيا وتمدها بالسلاح والإرهابيين، متوقعا أن يكون هناك “رد قاس جدا” بعد الهدنة.
من جانبه قال نائب رئيس تحرير بوابة أفريقيا الإخبارية، حسن مفتاح، إن النزاع في ليبيا قد يتحول إلى حرب إقليمية إذا ما لم تعالج الأمور بالمبادرة المصرية التي أعلن عنها الرئيس السيسي، مشيرا إلى وجود تأييد عربي ودولي للمبادرة المصرية.
وأضاف أن حكومة الوفاق الليبية بقيادة فائز السراج لا تمتلك مقدرات اتخاذ القرار بل يبقى في ملعب أنقرة، على اعتبار أن ما يدور الآن في حكومة الوفاق هو تمثيل لتركيا في ليبيا.
وتابع: “إجمالا المبادرة المصرية جاءت شاملة وفيها الكثير من الحل للأزمة الليبية».
وفي السياق ذاته قال الكاتب والمحلل السياسي من تونس الدكتور خالد عبيد، إن تونس ستشجع أي مبادرات لحل الأزمة الليبية وإنهاء الاقتتال بين الليبيين، مشيرا إلى أن إعلان القاهرة حظي بدعم إقليمي.
ورأي عبيد أن حكومة الوفاق وميليشياتها المدعومة من أنقرة لن تستجيب للموافقة على مبادرة وقف إطلاق النار والانخراط في مباحثات الحل السياسي.
بينما يرى، مدير مركز الأمة للدراسات الاستراتيجية، محمد الأسمر، أن حكومة الوفاق الليبية ستتشبث بمواقفها الرافضة، خاصة أنها تنسق مع تركيا أولا.
ولاقت المبادرة المصرية التي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم السبت لإنهاء الصراع الليبي، ترحيبا واسعا من قبل العديد من الدول العربية والدولية من بينها الإمارات والسعودية والبحرين والأردن وأمريكا وفرنسا وروسيا.
وتتضمن المبادرة المصرية 14 بندا لإنهاء النزاع في ليبيا، أبرزها وقف إطلاق النار اعتباراً من صباح الإثنين المقبل، وإخراج المرتزقة الأجانب من جميع الأراضي الليبية وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها والانخراط في مباحثات للحل السياسي.
