وسط مخاوف من توسع دائرة المعارك في السودان وتحولها إلى حرب أهلية شاملة، أعلنت قوات الدعم السريع عن ما قالت إنها رؤية لحل الأزمة السودانية بشكل شامل وتأسيس لدولة جديدة.

وتضمنت الرؤية التي نشرها قائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، 10 مبادئ عامة، أولى تلك المبادئ ضرورة التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار طويل الأمد، بينما شدد المبدأ الثاني على أن يكون نظام الحكم ديمقراطيا مدنيا يقوم على الانتخابات الحرة.

وأشار المبدأ الثالث إلى ضرورة تطبيق نظام الحكم الفيدرالي غير التماثلي في السودان، ونادى المبدأ الرابع بتصفية النزعات الاحتكارية للسلطة والنفوذ وأهمية تقاسم السلطة، أما المبدأ الخامس فركز على إنهاء ما وصفه بالعنف البنيوي الذي تمارسه الدولة ضد قطاعات من السودانيين، في حين أكد المبدأ السادس على إشراك الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والمرأة في المفاوضات السياسية واستبعاد النظام القديم.

وأشار المبدأ السابع إلى أهمية إشراك جميع حركات الكفاح المسلح في قضايا الحل السياسي، وطالب المبدأ الثامن بضرورة تأسيس وبناء جيش سوداني جديد من الكيانات العسكرية الحالية، أما المبدأ التاسع فدعا إلى تصفية الوجود الحزبي والسياسي في مؤسسات الدولة والأجهزة الأمنية والعسكرية، وأخيرا، أشار المبدأ العاشر إلى أهمية محاربة خطاب الكراهية والاتفاق على حزمة إصلاحات قانونية لتحقيق التعايش السلمي.

حول هذا الموضوع، دارت نقاشات حلقة اليوم الإثنين من برنامج «مدار الغد»، وفيه تحدث من ستوديو «الغد» الكاتب الصحفي السوداني، خالد التيجاني، ومن زيورخ، أستاذ العلاقات الدولية، وعضو مجلس إدارة مركز سدرة للدراسات، الدكتور شحتو علي، ومن القاهرة، الكاتب والباحث السياسي السوداني، محمد عبد القادر، ومن لندن، القيادي بالتجمع الاتحادي والناطق باسم قوى الحرية والتغيير بالخارج، عمار حمودة، ومن كامبالا، القيادي بجبهة القوى الثورية، جمال الزين محمود كباشي.

خبير: مبادرة الدعم السريع للحل في السودان لا تحمل أي جديد

خبير: مبادرة الدعم السريع للحل في السودان هي خارطة طريق لإنهاء الحرب

لهذا السبب الدعم السريع لجأ إلى البندقية

خبير: بنود المبادرة السياسية للدعم السريع لحل أزمة السودان متناقضة

المجاعات التي أصابت في السابق بعض البلدان في شرق إفريقيا، كانت في معظمها من فعل التغيرات المناخية التي أصابتها بالجفاف، ولكن ما من حرب أهلية أدت الى تجويع أكثر من 20 مليون إنسان كما نرى الآن في السودان.

يكشف هذا الأمر عن جانب مظلم من طبيعة الصراع، من النواحي الإنسانية.

فبعد نزوح أكثر من 3 ملايين شخص داخل السودان ولجوء ما يقرب من مليون شخص إلى الدول المجاورة، فإن المجاعة التي تشمل 20 مليونا تعني أن كل الجهود من وكالات الإغاثة الدولية لن تكفي لإنقاذهم حتى ولو توقفت المعارك الآن.

منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، التابعة للأمم المتحدة وصفت الوضع في السودان بأنه «حَرِج»، خصوصاً مع «ما يقرب من 6 ملايين و300 ألف شخص في مرحلة الطوارئ من مراحل الجوع الحاد.

وأشارت إلى أن الولايات الأكثر تضرراً «هي تلك التي تعاني من النزاع النشط، بما في ذلك الخرطوم وجنوب وغرب كردفان ووسط وشرق وجنوب وغرب دارفور، حيث يواجه أكثر من نصف السكان الجوع الحاد».

معظم الدعوات التي قدمتها منظمات الإغاثة، فضلا عن الدعوات التي قدمتها العديد من الأطراف الإقليمية والدولية لوقف الحرب، ذهبت سدى.

وحتى عندما تم تنفيذ وقف إطلاق النار لفترات قصيرة، فإن المساعدات لم تصل الى المناطق الأكثر سخونة، ما ينذر الملايين، بأنهم إذا كانوا قد واجهوا أوضاعا إنسانية سيئة خلال الأشهر الماضية، فإن ما ينتظرهم ربما هو الأسوأ.

فماذا يعني استمرار النزاع الدامي في السودان على مصائر هذا العدد الضخم من المواطنين؟ وما الذي يمكن عمله لمواجهة ما أصبح كارثة إنسانية كبرى؟

حول هذا الموضوع دارت نقاشات الجزء الأول من حلقة اليوم السبت، ببرنامج «وراء الحدث»، الذي يعرض عبر قناة «الغد»، وفيه تحدث من القاهرة، الكاتب والباحث السياسي، عثمان الميرغني، ومن باريس، الكاتب والباحث السياسي السوداني، محمد آدم.

باحث سوداني: الوضع الإنساني كارثي.. وهذا ما سيحدث في المستقبل القريب

مأساة مركّبة.. المجاعة تهدد السودان مع استمرار المعارك

خروج مجموعة من قيادات حزب «المؤتمر الوطني» المنحل و رموز لنظام الرئيس السابق عمر البشير من السجون، أثار جدلًا سياسيًا واسعًا في السودان.

قوات الدعم السريع وتحالف الحرية والتغيير “المجلس المركزي” اعتبرا الأمر خطة محكمة لإعادة قادة الحركة الإسلامية إلى السلطة مجددا، بينما يرى آخرون أن ما حدث أمر طبيعي ، لأن تلك القيادات السابقة خرجت ضمن آلاف آخرين فروا من السجون ، بسبب حالة الانفلات الأمني التى يعيشها السودان.

وثمة مراقبون يرون أن هروب قيادات نظام البشير من السجون، سيضيف طرفًا جديدًا إلى معادلة الصراع الذي تدور رحاه بين الجيش وقوات الدعم السريع.

ومن أبرز الأسماء التي خرجت أو أخرجت من أماكن احتجازها غادرت موقع احتجازها بعد 3 أيام من نقلها من سجن كوبر .. “علي عثمان طه” نائب الرئيس السابق، ومساعده “نافع علي نافع”، و “أحمد هارون” أخر رئيس لحزب المؤتمر الوطني.

و هذا القيادي الأخير هو من شرح في تسجيل صوتي ملابسات مغادرة السجن، ووجه الدعوة للالتفاف حول القوات المسلحة، ليرد الجيش السوداني ببيان أكد فيه أنه لا علاقة له ببيانات رموز نظام البشير الفارين من سجن كوبر، بل و حمل الدعم السريع مسؤولية اقتحام السجون، لإحداث الفوضى بالسودان.

وما بين هذه الاتهامات المتبادلة، بالوقوف وراء فرار رموز نظام البشير من السجن، واستغلال الأمر سياسيا .. تثار تساؤلات حول التبعات .. نتسائل في حلقة الليلة ، هل ستنضم رموز البشير إلى طرف بعينه لتغير معادلة الصراع لصالح أحد المتقاتلين ؟ أم ربما تعيد تنظيم صفوفها مستغلة أزمة البلاد ؟ أم أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء في السودان بعدما بات من كان يوما حزبا حاكما هو و العدم سواء.

وحول هذه الأحداق المتتالية، تحدث لبرنامج «مدار الغد» كل من عثمان ميرغني، رئيس تحرير صحيفة التيار السودانية، ومن باريس محمد الأسباط الكاتب والباحث السياسي السوداني، ومن القاهرة أحمد المسلماني رئيس مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية.

رموز نظام البشير.. هل أصبحوا جزء من المعادلة في السودان؟