مثقفون ومتضامنون: إيران تلاعبت بقضية فلسطين
عبّر عشرات الكتاب والمثقفين الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، عن تضامنهم مع الشعب الإيراني، الذي تظاهر في طهران ومدن عديدة، خلال الأيام الماضية، للمطالبة بالحرية والكرامة، والتخلص من النظام الاستبدادي ـ الطائفي، الذي يتغطّى بالدين، لتكريس هيمنته على إيران، دولة وشعبا، عبر طبقة آيات الله، المشكلة لنظام الولي الفقيه، وميليشيا “الحرس الثوري”، وذراعه فيلق “القدس”، وغيره من الأجهزة الأمنية.
وأكد الموقعون على البيان، تضامنهم اللامحدود مع تلك التحركات الشعبية في إيران، ومطالبها العادلة والمشروعة، انطلاقا من أن قضيتي الحرية والعدالة لا تتجزأ، ومن أجل علاقات جوار خالية من الجور والتوسّع والهيمنة.
واعتبروا أن استعادة الشعب الإيراني لحقوقه هو تحرر للبلدان العربية، لاسيما في العراق وسوريا ولبنان واليمن، من العبء الثقيل للنظام الإيراني، والتحرر من تدخلاته الفجة والخبيثة.
وأوضحوا أن النظام الإيراني أدى إلى “تصديع البني الدولتية والمجتمعية في بلدان المشرق العربي، عبر إنشاء ميليشيات مسلحة على أساس طائفي، وبإثارته وتكريسه النعرة والانقسامات الطائفية ـ المذهبية (شيعة ـ سنة)، الأمر الذي لم تستطعه لا القوى الاستعمارية، ولا إسرائيل.
وأشاروا إلى أن النظام الإيراني “تلاعب بقضيتي فلسطين والمقاومة لتغطية سياساته التوسعية والهيمنية، إذ إن تقويض النظام الإيراني وحدة مجتمعاتنا، وخلقه ميليشيات طائفية، قدمّ لإسرائيل خدمة لم تحلم بها، ولم يقدمها لها أحد يوما، إذ إن فوائد ذلك عليها كان أكبر بكثير من ضرره كما تبين اليوم”.
وجاء في البيان، “ادعاء نظام إيران مناهضة الاستكبار الأمريكي، إذ دحض ذلك التواطؤ في غزو العراق، وتسليم الولايات المتحدة العراق لإيران، عبر الميليشيات التي تتبع لها، كما تساهلها (وإسرائيل) عن البرنامج النووي الإيراني، ولهاث نظام إيران لتوطيد علاقاته الاقتصادية معها، ما جعل تقوية إيران في المنطقة بمثابة استثمار أمريكي ـ إسرائيلي لتخريب المشرق العربي، بحيث أن العوائد الإيجابية عليهما من ذلك تفوق السلبية، لمدى أبعد وأعمق”.
وأضاف الموقعّون على البيان، “أن معارضة المتظاهرين في مختلف المدن الإيرانية لنظام الولي الفقيه، الذي يدعي تمثيلهم، والنطق باسمهم، إنما تعبّر في حقيقتها عن إفلاس نظام لم يعد قادراً حتى على إقناع قطاعات واسعة من مواطنيه بجدوى وجوده”.
وتابع “كما كان للثورة الإيرانية، بعد استيلاء آيات الله عليها، تأثيرها السلبي الساحق على التحوّلات السياسية في العالم العربي، فإن نجاح الإيرانيين في إسقاط دولة الولي الفقيه والحرس الثوري، واستعادة ثورتهم الأصلية على طريق بناء نظام تعددي ديمقراطي يعترف بحقوق الإنسان، كما نصّت عليها المواثيق الدولية، سيترك آثارا عميقة وايجابية على بنية التحوّلات السياسية اللاحقة في العالم العربي، ويفتح أفقاً جديداً للتحوّلات نحو الدولة القائمة على الحرية والمواطنة والديمقراطية في هذا الجزء من العالم”.
وشددوا في بيانهم على مساندتهم “توق الشعوب الإيرانية للحرية والعدالة والديمقراطية، فالحرية لا تتجزأ، والعدالة لا تتجزأ، والثورة على الاستبداد لا تتجزّأ”.