«مجاهدو» لندن..صداع في رأس المملكة المتحدة

36 ألف إرهابي في سوريا، وفي تقدير استخباراتي بريطاني آخر، نحو 50 ألف إرهابي، من جنسيات مختلفة، على وشك الرحيل إلى بلدانهم أو بؤر إرهابية جديدة، مما يشكل تهديدا أمنيا خطيرا، ودفع الأجهزة الأمنية في الدول الأوربية لرصد ومتابعة الخلايا المنتمية للفكر«الجهادي» من الإسلاميين المتشددين.. وأصبح «مجاهدو لندن» صداعا في رأس المملكة المتحدة، بحسب تعبير مراكز بحثية متخصصة في الشئون الأمنية، والتي استعرضت خريطة المجاهدين الذين سبق لهم الالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي في سوريا.

 

 

 بريطانيا فتحت أبوابها للإسلاميين المعارضين   

هواجس القلق في بريطانيا، فتحت أبواب الاتهامات للحكومات البريطانية المتعاقبة التي فتحت الأبواب أمام الإسلاميين المعارضين لأنظمة الحكم في بلدانهم، وغالبيتهم من الهاربين من العدالة ومن أحكام قضائية صدرت بحقهم، ووجدوا المأوى في بريطانيا!! وفي كتابه «لندنستان: كيف خلقت بريطانيا دولة إرهاب في الداخل؟!» تناول الكاتب الصحفي البريطاني ميلاني فليبس» ظهور الجماعات الإسلامية المتطرفة داخل المملكة المتحدة، وكيف سمحت الحكومات البريطانية المتعاقبة بنشاط جماعات الإسلام المتطرف الفارين من بلادهم العربية والإسلامية.. وكشف ميلاني في الكتاب عن مخاوف البريطانيين من تزايد اليمين الإسلامي المتطرف وتنامي نفوذ جماعاته في أوساط الجاليات الإسلامية في تناقض عميق مع أفكار المجتمع البريطاني وقيمه الأساسية، إذ أن هذه الأفكار تؤدي الى صدامات، بصرف النظر عن ديانة المواطن وأصله.. وقال «ميلاني»،إن لندن أصبحت مركزاً لتجمّع التيارات الإسلامية الإرهابية القادم أفرادها وعناصرها من الشرق الأوسط.

.

«لندنستان» أكبر معقل لجماعات الإسلام المتطرف في أوروبا

وذكرت تقارير أمنية بريطانية، أن المملكة المتحدة تشهد عدداً متنامياً من الشبكات الجهادية، حتى أن التقرير السنوي لليوروبول (الشرطة الأوروبية)، لعامي 2008 و2009، عدّها أكثر الدول الأوروبية التي تضم شبكات جهادية..ووفقاً لما ذكرته صحيفة «التايمز» البريطانية عن مصادر استخبارية، فإن «نحو 23 ألف إسلامي متطرف يعيشون في بريطانيا»..وتعتبر لندن من عقود طويلة، معقلاً لجماعات الإسلام المتطرّف بتيّاراته المختلفة، ولهذا تُدعى «لندنستان»، فقوانين الهجرة قبل تعديلها وتضمينها بنوداً وقواعد متشددة للهجرة، كانت تمنح اللجوء السياسي بسهولة، ومع سياسة الرعاية الاجتماعية السخيّة، جميعها مكّنت الكثير من الإسلاميين،  وحاصة الإرهابيين الذين حوكموا بعقوبات مختلفة في دولهم الأصلية والجمعيات التي تموّل الإرهاب، من إيجاد أرض خصبة لنشاطهم في لندن.

.

 

«حصان طروادة».. لغزو المدارس بالفكر المتطرف

ونقلت الصحف البريطانية مقتطفات من تقرير لدائرة الأمن البريطانية حول تعليم أيديولوجيا تنظيم «القاعدة» في المدارس والتعبير عن دعم زعمائه وأعمالهم الإرهابية، ونشرت شهادات معلّمين ومدرسين تفيد بأنّ السلطات كانت على علم بما حصل خلال عقدين، لكنها غضّت البصر كي لا تتّهم بـ «الإسلاموفوبيا» والعنصرية، وذلك من أجل الالتزام بقيم التعددية الثقافية والدينية في المجتمع، بينما  نجحت جماعات الإسلام السياسي المتطرف في محاولاتها للسيطرة على مئات، إنْ لم يكن آلاف المدارس العامّة والخاصّة في المملكة. وذلك عبر شنّها ما سمته عملية «حصان طروادة» التي ليست إلا استراتيجية لأسلمة المدارس من خلال التهديدات، والتخويف و«إجبار» المعلّمين المعارضين لهم على ترك المدارس، وكذلك من خلال السيطرة على مجالس المديرين والإدارات، ومنع المضامين «غير الإسلامية» مثل التربية الجنسية، والسباحة المختلطة والاحتفال بعيد الميلاد، وأيضاً محاولات للإلزام بلباس موحّد إسلامي للنساء والفتيات، والفصل بين الجنسين في الفصول الدراسية.

 

«لأجل الخليفة والوطن» !!

ووفقاً لتقرير بريطاني، يحمل عنوان «لأجل الخليفة والوطن: كيف ينظم الجهاديون البريطانيون الحركات الإرهابية العابرة للحدود»، فإن الطريق الذي تسلكه غالبية الجهاديين البريطانيين يمر عبر جماعات إسلامية تدعي أنها غير متطرفة، وأن ستة أشخاص لعبوا دوراً محورياً في تشكل الحركة الجهادية في بريطانيا وسط تساهل الحكومة ومؤسساتها الأمنية، وهم: أبو حمزة المصري، وعبدالله الفيصل، وأبو قتادة الفلسطيني، وعمر بكري محمد، وانجم تشودري، وهاني السباعي المصري..وأن الشخصية الجهادية البريطانية تأتي من خلفية أيديولوجية، وليس بسبب التهميش المجتمعي أو الظروف الاقتصادية.

 

 

 أخطاء لعبة التوازن بين الأجهزة الأمنية

ومن جانبه يتناول البروفسور بيتر نيومان، مديرمركز لندن الدولي لدراسة التطرف، جانبا من أسباب تمدد الفكر الجهادي في لندن، حتى اصبح «مجاهدو لندن» هاجسا أمنيا وصداعا في رأس بريطانيا.. ويؤكد «نيومان» أنه كان هناك دائماً جدل بين شرطة اسكتلنديارد التي كانت تريد اعتقال الرؤوس الكبيرة، وبين أجهزة الاستخبارات التي أرادت ترك المجال أمام هذه الجماعات مثل«المهاجرين» لكي تراقب أعضاءها، وكان الأمر أشبه بلعبة التوازن التي ربما تنتهي بخطأ، فلقد سمحوا لـ «أنجم تشودري»، وهو ناشط سياسي إسلامي من أصول باكستانية. عمل سابقاً محامياً وترأس جمعية المحامين المسلمين كما عمل متحدثاً باسم الجماعة الإسلامية «الإسلام لبريطانيا»، سمحوا له  بالاستمرار بعملياته وتجنيد المزيد في التطرف، ولو أنهم كانوا منعوه لما كان لهؤلاء الناس أن يصبحوا متطرفين

 

 

غسيل عقول المراهقات

وتؤكد التقارير الأمنية البريطانية، أن عمل جماعات الإسلام السياسي لم تقتصر على نشر العنف الديني وأفكار الكراهية في أوساط الجاليات الإسلامية في المملكة، بل تخطته الى ما كشفت عنه السلطات البريطانية من عمليات «الاستمالة»، يقودها مسلمون لغسيل عقول مراهقات من غير المسلمات، معظمهنّ من البيض، وإعدادهنّ للاستغلال فيما بعد، خاصة وقد كشف الباحثون  في شؤون الإرهاب في بريطانيا، أن بعض الفئات والشرائح الاجتماعية أكثر عرضة للتطرف، وهي تلك الفئات أو العقليات التي تتجه نحو تفضيل الإجابات الصريحة والواضحة وترفض الغموض وتتجنبه، وهؤلاء يرون العالم باللونين الأبيض والأسود ولا يتركون للرمادي السيطرة على تفكيرهم.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]