” حققت جنتي على الأرض”.. كان هذا رد السير مجدي يعقوب جراح القلب العالمي على سؤال تلقاه حول “هل ستنعم بالجنة أم ستدخل النار؟”، وعاد السؤال مجددا أثناء تكريمه على جهوده في خدمة الإنسانية يوم أمس الجمعة، خلال الحفل الختامي لمبادرة “صُناع الأمل” ضمن مبادرات مؤسسة محمد بن راشد للمبادرات العالمية بدبي.
مسيرة يعقوب الإنسانية حافلة بالإنجازات، وغطت على مثل هذه الأسئلة الجدلية، إذ حقق ما لم يستطع أحد دونه تحقيقه في أمراض القلب، حتى لُقب بـ قاهر المستحيل وأمير القلوب. ورغم ما معاناته من آلام ظهره العميقة يعمل يوميا 14 ساعة كرسها لترويض القلوب الجانحة بعيدا وإعادتها إلى أصحابها سليمة عفيه، وخاصة الأطفال الذين يروه كأب لهم.
وكرم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس الوزراء وحاكم دبي، السير مجدي يعقوب ومنحه وسام محمد بن راشد لخدمة الإنسانية، موجهًا تبرعات الحفل التي بلغت 360 مليون جنيه لمستشفى مجدي يعقوب الجديد للقلب في القاهرة.
وأسس مجدي يعقوب أول مركز بأسوان لعلاج الأطفال المرضى بالقلب بعنوان مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض القلب الذي ساهم في إنقاذ أرواح العديد من الأطفال في العالم الذين ولدوا بعيوب خلقية في الأوعية الدموية الكبرى.
كما لعب دورًا كبيرًا في تطوير برامج جراحة القلب والأوعية الدموية في مناطق الخليج العربي وموزمبيق وإثيوبيا، وأنشأ جمعية خيرية بعنوان سلاسل الأمل بهدف مساعدة الأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية في القلب، وإيجاد طرق حديثة لإنقاذ حياتهم.
وبالرغم من تقاعد يعقوب وتوقفه عن إجراء العمليات الجراحية عن عمر يناهز 65 عامًا، إلا أنه لا يزال بحرًا من العلم يضخ معلوماته الطبية إلى فريق عمله، وتمكن هو وفريقه من ابتكار أول صمام قلب بشري من الخلايا الجذعية في سابقة هي الأولى من نوعها، وعكف جراح القلب العالمي على تدريب أطباء وجراحي العالم وإفادتهم بالأساليب والطرق العلاجية الممكنة لإنقاذ مرضى القلب حول العالم.
ونظرا لإسهاماته العديدة وإنقاذ حياة المرضى والضعفاء تقلد الجراح العالمي العديد من الجوائز والتكريمات لعل أهمهم جائزة فخر بريطانيا ووسام الاستحقاق الذي منحته له الملكة اليزابيث.
وفي القرار الجمهوري رقم 1 لعام 2011 تم التصديق من الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك يوم 6 يناير 2011 على منح الدكتور “مجدي حبيب يعقوب” وسام قلادة النيل العظمى لجهوده الوافرة والمخلصة في مجال جراحة القلب.
وفي عام 2015، حصل يعقوب على ميدالية ليستر، وهي جائزة تمنحها كلية الجراحين الملكية بإنجلترا اعترافًا بمساهمات الفرد في علوم الجراحة، وتحمل اسم الجراح الإنجليزي جوزف ليستر، الذي أدت أبحاثه في المعقمات إلى وضع أساس التعقيم الجراحي الحديث.
واهتم بتطوير تقنيات جراحات نقل القلب منذ عام 1967. في عام 1980 قام بعملية نقل قلب للمريض دريك موريس، والذي أصبح أطول مريض نقل قلب أوروبي على قيد الحياة حتى موته في يوليو/تموز 2005.
ومن بين المشاهير الذين أجرى لهم عمليات كان الكوميدي البريطاني إريك موركامب، ومنحته الملكة إليزابيث الثانية لقب فارس في عام 1966 كما أجري جراحة دقيقة في القلب للفنان العالمي عمر الشريف.
وتقديرًا لجهوده في خدمة الإنسانية قرر أبناء مدينة أسوان تحديدًا داخل ميدان مصر للطيران بأسوان، وضع تمثال الدكتور مجدي يعقوب، إذ تغيّر اسم الميدان إلى اسم الجراح العالمي.
