مجلة أمريكية تبرز إمكانات مصر كمحور إقليمي لتصدير الغاز
امتدادا من مصر في الشرق وحتى تركيا وألمانيا وايطاليا في الشمال والغرب، فلطالما كانت منطقة شرق البحر المتوسط منطقة فعالة اقتصاديا وذات أهمية سياسية بالنسبة للولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو، هكذا بدأت مجلة ناشيونال انترست الأمريكية تقريرها المطول حول اكتشاف كميات كبيرة من النفط في شرق المتوسط؛ مؤكدة أن هذه المنطقة على وشك أن تصبح أكثر أهمية.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن هذه الاكتشافات الهيدروكربونية لديها القدرة على بناء الاستقرار الإقليمي وتعزيز اقتصاديات حلفاء وشركاء أمريكيين مهمين، موضحة أن هذه الاكتشافات يمكن أن تؤدي بسهولة إلى مزيد من عدم الاستقرار والصراع إذا ما سعت القوى الإقليمية إلى احتكار أو منع الوصول إلى هذا الكنز الاستراتيجي.
وتابعت المجلة قائلة إن بعض علامات التعاون قد ظهرت بالفعل، ويجب الترحيب بها، إذ بدأت الدول التي تستفيد بشدة من هذه الاكتشافات، وهم مصر واليونان وقبرص، في العمل معا من أجل التوصل إلى حل وناقشوا خيارات تصدير متعددة. فقد تم عقد أول منتدى إقليمي للغاز في 14 يناير 2019 في القاهرة، مع الدول المشاركة في خط أنابيب غاز شرق المتوسط ( إي إم جي EMG)، إلى جانب الأردن وإيطاليا والحكومة الفلسطينية؛ وناقش الاجتماع مستقبل خط أنابيب “إي إم جي” وإمكانات مصر كمحور إقليمي لتصدير الغاز.
وسلطت المجلة الأمريكية الضوء على امتلاك مصر مرافق بنية تحتية قوية للطاقة في دلتا النيل، بما في ذلك مصنعين للغاز الطبيعي المسال وبنية تحتية لخطوط الأنابيب لسهولة التوصيل بالهيدروكربونات المكتشفة حديثا في الشرق الأوسط لتوزيعها بنظام تسليم المفتاح لأسواق الغاز الطبيعي المسال في إفريقيا والشرق الأوسط.
وأضافت المجلة أن الاتحاد الأوروبي، أيضا، يعتقد أن الاكتشافات النفطية الجديدة والمحتملة في شرق المتوسط يمكن أن تعزز التعاون الإقليمي في مجال الطاقة، وتساعد في الاستقرار السياسي الإقليمي ككل، وتحفز النمو الاقتصادي في الاقتصادات الأوروبية الهامة مثل إيطاليا واليونان.
ووصفت ناشيونال إنترست خط أنابيب شرق المتوسط المقترح، الذي تبلغ تكلفته 7 مليارات دولار والذي سيتم افتتاحه في منتصف عام 2020، بأنه منارة أمل للاتحاد الأوروبي لزيادة تنويع الطاقة، وجلب مليارات الدولارات إلى جنوب أوروبا والحد من هيمنة روسيا على سوق الطاقة الأوروبي.
وقالت المجلة إن اكتشاف الهيدروكربونات في شرق المتوسط بدأ باهتمام تاريخي، مشيرة إلى أن هناك تغيرات محتملة في توازن القوى العالمية في منطقة مليئة بالفعل بالتوترات المستمرة.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى اتفاقات التعاون، التي أبرمتها مصر مع اليونان وقبرص والتي جعلت جهود الدول الثلاث تهدف إلى تعزيز الأنشطة المدنية والعسكرية، بما في ذلك التدريبات العسكرية المشتركة لتعزيز العمل المشترك والتعاون والاستقرار في نهاية المطاف في قطاعات الطاقة، وهنا، قالت المجلة إنه يجب على قوات الولايات المتحدة وحلف الناتو البحث عن فرص للانضمام إلى هذه التدريبات المشتركة.
ومع ذلك، فإن اكتشاف هذه الكميات الهائلة من المواد الهيدروكربونية لم يجذب انتباه الغرب فحسب، بل جذب اهتمام دول أخرى قلقة بشأن التأثيرات المحتملة على توازن القوى الحالي في المنطقة إذ تحاول تركيا وروسيا وإيران وحتى الصين الحصول على نفوذ جيوسياسي في هذه المنطقة المتميزة.