مجلس الأمن يخفق في الاتفاق على دعم المبعوث الأممي إلى اليمن
أخفق مجلس الأمن في الاتفاق يوم أمس الأربعاء على إصدار بيان يدعم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن الذي يحاول الحصول على دعم المتمردين الحوثيين لاتفاق سلام، وإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ 17 شهرا.
وكانت الحكومة المعترف بها دوليا قد وافقت على اتفاق تقدمت به الأمم المتحدة لكن المتمردين الحوثيين رفضوه.
وقال السفير الروسي إلى الأمم المتحدة فيتالي شوركين للصحفيين، إن المجلس كان مستعدا تقريبا لإصدار بيان مشترك لدعم العملية السياسية عندما قدم وفد مطالب غير مقبولة.
وقال دبلوماسيون، إن بريطانيا وأعضاء آخرين في مجلس الأمن طالبوا ببيان ينتقد الحوثيين لإعلانهم عن تحالف رسمي مع الرئيس المخلوع وحزبه الحاكم سابقا من خلال انشاء مجلس سياسي جديد لحكم البلاد، في خطوة وصفها مبعوث الأمم المتحدة اسماعيل ولد شيخ أحمد بأنها تقوض جهود السلام.
وقال نائب السفير البريطاني إلى الأمم المتحدة بيتر ولسون، مشيرا بوضوح إلى روسيا، إن بلدا واحدا لا يدعم موقفه الوطني الخاص به.
وأشار دبلوماسيون إلى بيان أصدره السفراء في اليمن، من بينهم المبعوث الروسي، عبروا فيه عن القلق من إعلان الحوثيين في 28 يوليو/تموز المجلس السياسي الأعلى.
وقال دبلوماسيون، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم كون اجتماع مجلس الأمن كان مغلقا، إن شيخ أحمد طالب المجلس بالتعبير عن قلقه حيال خطوة الحوثيين، وحث الأطراف كافة على الالتزام بوقف الأعمال العدائية والدعوة إلى المرونة في محادثات السلام، لكن روسيا لم تقبل توجيه انتقادات للحوثيين.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة سامانثا باور، بأن الحاجة ملحة إلى اتفاق سلام، وحذرت من أن انهيار محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الكويت ستكون له مخاطر وخيمة.
ووصف شوركين الصراع في اليمن بأنه «الحرب المنسية» بعد أن طغت عليها الصراعات الأخرى في المنطقة لكنها تتسبب في معاناة لا تضاهى وتكاليف انسانية هائلة.
وأضاف شوركين، أن روسيا وغيرها كانوا في ظل سوء فهم من أن الاتفاق المقترح يتعامل فقط مع القضايا العسكرية، وأن اتفاقا سياسيا كان مفقودا.
والاتفاق الذي جرى التفاوض بشأنه سيجبر الحوثيين على تسليم أسلحتهم والانسحاب من المدن خلال 45 يوما من توقيع الاتفاق.
لكن شوركين قال إن شيخ أحمد طمأن المجلس في جلسة مغلقة يوم أمس الأربعاء، من أن فكرته تقوم على العمل على التوصل إلى تسوية شاملة، وإنه حتى الآن لم يعلن عن الشق السياسي من الصفقة.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، إن شيخ أحمد يخطط لإجراء محادثات مكثفة في الأيام القليلة المقبلة لمحاولة الحصول على دعم الحوثيين لاتفاق سلام.
من جهته أعرب سفير ماليزيا إلى الأمم المتحدة، الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، عن أمله بأن المجلس سيكون قادرا على إيجاد توافق في الآراء بشان كيفية المضي قدما.
