تنعقد في مصر صباح اليوم الأحد، الجلسة الإجرائية لأول مجلس تشريعي بعد دستور عام 2014، لتنهي البلاد حالة فراغ تشريعى دامت ثلاث سنوات، في ظل غياب مجلس منتخب، واستحواذ السلطة التنفيذية على سلطة إصدار القوانين.
استعدادت اللحظات الأخيرة:
وأعادت الأمانة العامة لمجلس نواب مصر، صور رؤساء السلطة التشريعية المنتخبة، منذ إصدار الخديوي إسماعيل مرسوم تشكيل مجلس شورى النواب عام 1866، بمن فيهم الدكتور أحمد فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب المنحل عقب قيام ثورة 25 يناير 2011 ، وصورة الدكتور محمد سعد الكتاتني، عضو جماعة الإخوان ورئيس البرلمان الذي أسقط بحكم المحكمة الدستورية العليا يوم الخميس 14 يونيو/حزيران 2012.
ومن ثم أتت ثورة 30 من يونيو والتي أسقطت دستور عام 2012، وأعادت كتابته من جديد ليعود اسم المجلس كما بدأ في عهد الخديوي إسماعيل.
وانتهت الأمانة اليوم، السبت، من وضع ترتيبات جلوس الأعضاء في أولى الجلسات الإجرائية، لانتخاب لجان ووكلاء ورئيس المجلس، وقال المستشار أحمد سعد الدين، الأمين العام للمجلس في تصريحات صحفية، إن «كل نائب سيجلس في المكان اللي يريحه وفقا لأسبقية الحضور»، وهو عكس ما كان متبعا في الدورات السابقة حيث اتفق على جلوس الأغلبية، «وطني ثم إخوان»، على يمين القاعة، بينما المعارضة على اليسار.
ومن المنتظر أن يترأس جلسة الغد أكبر الأعضاء سنا وهو رئيس الكتلة البرلمانية الحزب الوفد بهاء أبو شقة، وعضوية، نهى الحميلي، وحسين عمر أصغر الأعضاء سنا.
صراعات ما قبل الانعقاد:
وحتى الآن لم يتضح حساب أكثرية المجلس، رغم سيطرة قائمة في حب مصر، وإعلان مؤسسها اللواء سامح سيف اليزل، تشكيل ائتلاف دعم مصر، الذى ضم إلى أعضاء القائمة عددا من المستقلين والحزبين، ليبلغ عددهم 380 عضوا بحسب تقديرات، كما صرح النائب كريم سالم.
إلا أن أحزابا كـ«المصريين الأحرار»، قال، إنه سيتخذ إجراءات قانونية ضد أعضائه الذين خالفوا قرار الحزب برفض الانضمام لائتلاف اليزل. وكان اليزل أعلن انضمام 10 من أعضاء المصريين الأحرار للائتلاف، لكنه تحفظ على ذكر أسمائهم.
رئاسة المجلس:
وبعد إعلان الائتلاف طرح اسم الفقيه الدستوري على عبد العال، قال عضو الهيئة البرلمانية للمصريين الأحرار أيمن أبو العلا، في تصريح صاخب، «مش هما اللي هيعينوا رئيس المجلس»، في إشارة لائتلاف دعم الدولة، بينما اكتفى حزب الوفد بالتحفظ على اسم الدكتور عبد العال، قائلاً إن رئيس المجلس يجب أن يتسم بالحياد والموضوعية والاستقلالية بعيداً عن أي تكتلات أو ائتلافات، وذلك على لسان طارق التهامي النائب عن الحزب.
ائتلاف وائتلاف مضاد:
وفى الوقت الذي هاجم فيه رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، مؤسس حزب المصريين الأحرار، الائتلاف قائلاً، إن «دعم مصر وجد ليقول: آمين»، معتبرًا أنه ائتلاف لتأييد قرارات الحكومة فقط، أعلن حزب المصريين الأحرار سعيه لتشكيل ائتلاف مضاد مع عدد من الأحزاب التي رفضت الانضواء تحت راية اليزل.
بينما أعلن اليوم السبت من القاهرة عن تدشين 32 نائبا مستقلاً ائتلافا جديدا تحت عنوان «مستقلين 2015»، وقال المتحدث باسم الائتلاف كريم سالم، إنهم رفضوا الانضمام ﻷي تكتل، لكن وثيقة تشكيل الائتلاف لم تختلف عن مبادئ دعم الدولة، حيث اتفق كلاهما على مساندة الرئيس المصري، والإبقاء على حكومة شريف إسماعيل، واقتصار دور البرلمان على تعزيز دور الحكومة، حتى إنهم أعلنوا تأييد علي عبد العال، مرشح دعم مصر لرئاسة البرلمان.
وحتى وقت كتابة التقرير لم ينتهى اجتماع حزب المصريين الأحرار الذي قد يسفر عن إعلان ائتلاف جديد.
لكن بحسب الأمين العام للمجلس أحمد سعد الدين، فإن حساب الأكثرية الذى نص عليه دستور 2014، هو «ائتلاف الأكثرية» وهو ما يعنى أن دعم مصر حتى الآن لا يزال مسيطرا.
تصريحات الساعات الأخيرة:
وكان سامح سيف اليزل مقرر قائمة «في حب مصر» الانتخابية، قد صرح لوكالة رويترز للأنباء قبيل انطلاق الانتخابات، أن القائمة التي يرأسها، غرضها تشكيل ظهير داعم لجهود الرئيس السيسي، لكن عقب الفوز، سعى اليزل، لحسم ثلثي مقاعد مجلس النواب، من خلال تشكيل ائتلاف دعم الدولة، الذى صار فيما بعد دعم مصر، لكن الخلافات نشبت بسبب اللائحة الداخلية التي جردت العضو من انتمائه الحزبي، بحسب نص المادة الـ 8 محل الخلف، والتي قضت على ألا يتخذ العضو موقف مخالف ﻷغلبية الائتلاف، ما تسبب في انسحاب أحزاب مثل «مستقبل وطن» من ضمن الائتلاف.
وكان الائتلاف قد دعا يوم أمس لاجتماع تنسيقي مغلق بمحافظة الإسكندرية، وهو ما أسفر عن دفع الائتلاف بالدكتور علي عبد العال، المعين بقرار رئيس الجمهورية، رئيسًا للبرلمان بالتزكية، وهو ما تم تأكيده اليوم في اجتماع بالقاهرة حضره 300 عضو، انتخبوا وكيلي المجلس كذلك، قبل جلسة الغد الرسمية.
وفاز كل من علاء عبد المنعم، وسيد الشريف بوكالة المجلس بموجب الأصوات التي حصلا عليها اليوم السبت، وهو ما أغضب نائب الائتلاف مصطفى بكري، والذي لم يحصل سوي على 124 صوتًا فقط، ودفعه للتصريح بأن «تعليمات صدرت لعدد من نواب بائتلاف دعم مصر بعدم التصويت له وانتخاب آخرين لمقعد وكيل البرلمان»، وهدد بكري، بحسب جريدة «المصري اليوم» القاهرية، بكسر الإجماع والترشح غدًا كمستقل لعضوية المجلس.
لكنه عاد مساء اليوم قائلاً، إنه مستمر في الائتلاف، للمصلحة الوطنية، مؤكدا أنه لن يرشح نفسه لوكالة البرلمان بأي حال من الأحوال.
جاء ذلك عقب خروج سيف اليزل، رئيس إئتلاف دعم مصر، ليعلن عبر فضائيات محلية مصرية، أن النائب مصطفى بكري له الحرية في الانسحاب من الائتلاف، لكن سيكون خارجه إذا ترشح لوكالة المجلس، وذلك ردًا على تهديدات بكرى بالترشح كمستقل، والتي وصفها اليزل بـ«غير المبررة».
وبحسب الأمين العام للمجلس سنعقد جلسة الغد التاريخية في تمام الساعة التاسعة، حيث سيتلو أكبر الأعضاء سنًا، قرار رئيس الجمهورية لدعوة المجلس للانعقاد، ثم إعلان نتائج الانتخابات بالمرحلتين الأولى والثانية، ومن ثم يعقبها انتخاب رئيس المجلس ووكيلا المجلس، ثم يتلو وزير شؤون المجلس المستشار مجدي العجاتي، كلمة ممثلا عن الحكومة.
وسوف تستغرق جلسة حلف الأعضاء لليمين 5 ساعات كاملة.
