قالت المجموعة الدلية لدعم لبنان في مسودة بيان اليوم الأربعاء إن هناك حاجة ملحة لأن يتبنى لبنان حزمة إصلاحات اقتصادية مستدامة وشاملة وذات مصداقية.
دعت المجموعة أيضا السلطات اللبنانية إلى اعتماد ميزانية موثوقة للعام 2020 في غضون أسابيع من تشكيل الحكومة الجديدة.
كانت فرنسا دعت إلى عقد اجتماع للمجموعة في 11 ديسمبر كانون الأول من أجل حشد المساعدة للبنان الذي يمر بأزمة اقتصادية خانقة.
تتجّه الأنظار في لبنان إلى ما يحمله الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي وصل الثلاثاء إلى بيروت، حيث يواصل لقاء مسؤولين، ورؤساء عدد من الأحزاب.
لقاء لودريان وبري
استهلّ جان إيف لودريان زيارته التي تستمر حتى غد الخميس، بلقاء رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الذي وصف اللقاء بالجيد، حسبما أوردت الوكالة اللبنانية للأنباء.
وشملت لقاءات لودريان أمس أيضاً كلاً من رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب تيمور جنبلاط، على أن يلتقي اليوم وغداً عدداً من المسؤولين ورؤساء الأحزاب، الذين سبق أن التقاهم في زيارته الأولى قبل نحو شهر، ووصفت لقاءاته حينها بالاستطلاعية، بينما يتوقع أنه يحمل معه هذه المرة طرحاً جديداً، لا سيما أن هذه الزيارة تأتي بعد اجتماع اللجنة الخماسية في الدوحة التي دعت إلى الإسراع بانتخاب رئيس يوحّد لبنان ويضع مصالح البلاد في المقام الأول، ويشكّل ائتلافاً واسعاً وشاملاً لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الأساسية.
الوكالة الوطنية للإعلام – الشرق الأوسط: بري يستقبل الموفد الفرنسي ويتحدث عن «كوة في جدار الرئاسة» زيارة لودريان تستغرق 3 أيام ويلتقي خلالها المسؤولين ورؤساء الأحزاب https://t.co/gqJlbAmdC7
— National News Agency (@NNALeb) July 26, 2023
وأعلنت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي أنّ “جنبلاط أكد أمام الموفد الفرنسي ضرورة الكفّ عن إضاعة الوقت وانتخاب رئيس للجمهورية، وشدّد على التمسّك بالحوار بلا شروط مسبقة كمدخل للتوصل إلى التوافق الداخلي المطلوب لإنجاز هذا الاستحقاق وإعادة تفعيل المؤسسات”.
وكانت السفارة الفرنسية في بيروت، قد أعلنت أن لودريان، سيقوم بزيارة إلى لبنان لحث المعنيين للتوصل إلى حل توافقي لانتخاب رئيس للجمهورية.
ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق العماد ميشال عون في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول، فشل البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس على وقع انقسام سياسي.
يشار إلى أنه لا يحظى أي فريق بأكثرية تمكّنه منفرداً من إيصال مرشحه إلى المنصب.
وإثر اللقاء، لم يدل لودريان بأي تصريح، بينما قال بري، وفق مكتبه الإعلامي، “يمكننا القول إن كوة في جدار الملف الرئاسي قد فتحت”، من دون أي تفاصيل أخرى.
وقالت مراسلة الغد، نقلا عن مصادر، إن المبعوث الفرنسي، يسعى إلى عقد اجتماع في قصر الصنوبر لجمع الأفرقاء السياسيين في سبتمبر/أيلول المقبل، لبحث انتخاب رئيس للجمهورية، حال اخفاق البرلمان في هذه المهمة.
نتائج اجتماع الدوحة
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة فرانس برس في وقت سابق إن لودريان يزور لبنان “لعرض نتائج اجتماع الدوحة ولقاءاته في المملكة العربية السعودية”.
وإثر لقاء في الدوحة جرى في 17 يوليو/ تموز، دعا ممثلون للسعودية ومصر وفرنسا والولايات المتحدة وقطر السياسيين اللبنانيين إلى “اتخاذ خطوات فورية لكسر الجمود”.
ويزيد الشغور الرئاسي الحالي في لبنان الوضع الاقتصادي سوءًا في بلاد تشهد منذ 2019 انهيارًا اقتصادياً صنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850.
رغم ترقب الشارع السياسي اللبناني، للساعات المقبلة حيث يعقد اليوم الإثنين، الاجتماع الخماسي في باريس «للنظر في الحالة اللبنانية»، إلا أن التوقعات لا تزال سلبية ، خاصة وأن الاجتماع الخماسي لا يعدو كونه «تشاوريا» بين المشاركين وهم: مستشار الشرق الاوسط والعالم العربي في الرئاسة الفرنسية باتريك لوريل، ومديرة مكتب الشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية آن غيفين، ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الاوسط برباره ليف، ومستشار الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، في حين يمثل مصر مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية علاء موسى، ومساعد وزير الخارجية القطري منصور العتيبي.
وقد يكون «الاجتماع الخماسي» مؤشر إيجابي على عودة المتابعة الإقليمية والدولية، وتعبير عن وجود النوايا الحسنة للمساعدة على تخطي هذه المرحلة الصعبة، التي تهدد الكيان اللبناني، وتشكل خطراً على الإستقرار في المنطقة.. غير أن الحديث عن مساعدة لبنان ليس بمثل تلك السهولة التي كانت تتم في الأزمات السابقة، وفي ظل هذا الوضع الداخلي المتهالك، والذي يفتقد إلى الحد الأدنى من التوافق على الملفات المطروحة، وفي مقدمتها الإنتخابات الرئاسية.
ومن الصعب توقع أن يُسفر الإجتماع الخماسي في باريس عن نتائج فورية، سواء في الإستحقاق الرئاسي، أو حتى بالنسبة للمساعدات اللازمة لدعم وضع الليرة اللبنانية. خاصة وأن المجتمعين هم على مستوى الخبراء، وليسوا من أصحاب القرار، ما يعني أن ما سيتم التوصل إليه لن يتعدى في حده الأقصى وضع «خريطة طريق»، أو التوافق على بعض النقاط المشتركة للحد من تدهور الوضع الإجتماعي والمعيشي، بحسب تعبير المحلل السياسي اللبناني، صلاح سلام، رئيس تحرير صحيفة اللواء، والكلام عن خريطة الطريق لتحديد مسار الإنقاذ، يعني بشكل غير مباشر أن «الطبخة الرئاسية اللبنانية»، وضعت على النار، بإنتظار جلاء بعض الأمور الحاسمة في المنطقة.
ويبدو حسب تقديرات الدوائر اللبنانية، أن الدول المعنية «لم تعد معنية»، ولا تزال نرى ان على اللبنانيين مساهدة أنفسهم.. وحسب مصدر مقرب من قصر الرئاسة الفرنسي « الاليزيه»، فان الاجتماع سيكون تشاورياً، ليس إلا، متوقعاً ان يرسم ما يمكن وصفه بـ«تصور» لخارطة طريق.. وقال المصدر أن المجتمعين سيبحثون ما يمكن فعله لجهة الاتصالات مع الأطراف المحلية، وحثهم على العمل لانتخابات.
وفي حقيقة الأمر، ليس هناك جدبدا يمكن توقعه من اجتماع باريس الخماسي، بشأن الاستحقاق الرئاسي، وكأن «الدول المعنية لم تعد معنية»، وليس أدلّ على عدم الاهتمام الخارجي بالوضع اللبناني وبخاصة بالاستحقاق الرئاسي ومعالجة الأزمة الاقتصادية والنقدية والمعيشية، سوى ما قاله أمس الأول من واشنطن نائب رئيس المجلس النيابي، إلياس بو صعب، بعد لقاءاته مع أعضاء المكتب التنفيذي في البيت الأبيض ومسؤولين في وزارتي الخارجية والخزانة والبنك الدولي.
وبناء على هذه المعطيات إذا صحّت، بحسب تحليل صحيفة اللواء اللبنانية، لا يمكن البناء والرهان على تفاهم داخلي لانتخاب رئيس للجمهورية ومعالجة الأزمات المتفاقمة على كل المستويات، ولا على الحراك الخارجي المتمثل اليوم بالاجتماع الخماسي في باريس.
تتجه أنظار الدوائر السياسية في بيروت إلى باريس حيث يعقد بعد غد، يوم الإثنين، «اجتماع باريس الخماسي»، مع ترقب التوافق على مخرج لانتخاب الرئيس اللبناني الجديد، تأسيسا على إعلان الناطقة الرسمية باسم الخارجية الفرنسية « آن – كلير ليجاندر»، أن الاجتماع هو «بهدف الضغط على الطبقة السياسية لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي»، محمّلة إياها مسؤولية هذا التعطيل ودعتها الى إيجاد مخرج للأزمة.
ترقب مناقشة الوضع اللبناني، على طاولة باريس، يأتي في ظل مناخ من تأزم الأوضاع الداخلية، بعد دولرة الحياة اليومية للبنانيين، من خلال ربط قيمة فواتير الكهرباء والمياه والاتصالات، وحتى الرسوم والضرائب، بسعر دولار المنصة، الذي أصبح يُجاري قفزات الدولار الأسود بالارتفاع اليومي، الأمر الذي سيؤدي عاجلاً إلى انفجار اجتماعي لا مناص منه، بسبب تآكل القيمة النقدية والشرائية لليرة أمام الدولار في السوق السوداء، بحسب تعبير المحلل السياسي اللبناني، صلاح سلام، رئيس تحرير صحيفة اللواء، بينما لا يزال ملف «الاستحقاق الرئاسي» معلقا في الفضاء اللبناني.
على أن القلق الداخلي، ما يزال سمة الوضع السياسي العام، من زاوية الخلاف المحتدم على إدارة مرحلة الفراغ، قصرت أم طالت.. أما في الاقتصاد، فلبنان يدخل مطلع الأسبوع المقبل ميلاد مرحلة من «دولرة الأسعار»، حيث سمح للسوبر ماركت والمؤسسات الغذائية وبيع السلع بالتسعير بالدولار الأمريكي، وتقاضي السعر بالليرة اللبنانية، على سعر السوق السوداء، الأمر الذي يهدد بازدياد الطلب على الدولار، وربما يؤدي إلى تسارع في وتيرة ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي.
وعلى هامش القلق الداخلي.. لا تزال باريس على إصرارها بأن يخلص «الاجتماع الخماسي» إلى مخرجات سياسية لا تقتصر فحسب على الدعم الإنساني، بحسب تحليل صحيفة اللواء اللبنانية، وتأسيسا على هذا الواقع، ينتظر لبنان المدى الذي ستكون عليه انسيابية الاجتماع الخماسي، من دون كثير أوهام بحل آني.
وترى الدوائر السياسية والإعلامية في بيروت، أنه لا يبدو أنّ رئيس مجلس النواب بري سيدعو إلى جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهوريّة، طالما أنّه ليس هناك من مرشّحٍ جدّيٍّ قادر على الحصول على أقل تقدير (65 صوتاً) لإنهاء الفراغ في الموقع المسيحيّ الأوّل في البلاد. فعَقِد جلسات إنتخابيّة من دون توافقٍ بين نصف النواب زائد واحد لن يُقدّم ولن يُؤخر في النتيجة، من هنا، بدأ الحديث في كواليس مجلس النواب عن التوجّه لعقد جلسة إنتخاب حاسمة حين تتأمّن الأصوات الكافية لأحد المرشّحين.
بينما البعض ينتظر ما سيسفر عنه لقاء باريس الخماسي الاثنين المقبل، بما يخص الانتخابات، وما اذا كانت النتائج ستؤدي الى اختراق جدي بملف الانتخابات الرئاسية، بفعل ضغوط او تدخلات فاعلة، ولا سيما من الدول المؤثرة، كالولايات المتحدة الأمريكية. وتؤكد أوساط سياسيّة لـ «لبنان 24»، أنّ على «الثنائيّ الشيعيّ» توضيح موقفه النهائيّ من الإستحقاق الرئاسيّ، فإمّا يُعلن رسميّاً عن ترشيّح فرنجيّة، الأمر الذي سيُساعد كثيراً في بدء تجميع الأصوات له، ويدفع النواب السنّة إلى التعامل معه كمرشّحٍ جديٍّ، وإمّا الإعلان عن نيّته بالإقتراع لقائد الجيش لأنّ الأخير قادرٌ على الحصول على الأصوات من خندقيّ «المعارضة» و«الممانعة» في الوقت عينه.
