دور مهم تقوم به الإمارات العربية المتحدة، لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، حيث يدفع الشعب السوداني منذ عدة عقود، ثمن مغامرات نظام الرئيس السابق للبلاد عمر البشير، الذي ورط البلاد في عدة عداءات دولية، لتقع بلاده في عزلة دولية.
وتعمل “أبو ظبي” على إخراج “السودان” مع الحكومة الانتقالية الحالية من هذه العزلة، واتضح ذلك في احتضان الإمارات، مباحثات لرئيس المجلس الانتقالي السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، مع وفد أمريكي يزور “أبوظبي”، بهدف رفع اسم السودان من قائمة دعم الإرهاب.
وتناولت المباحثات دعم الولايات المتحدة للفترة الانتقالية وإعفاء السودان من الديون الأمريكية.
في هذا السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي طارق عثمان، في تصريحات لـ”الغد”، إن دولة الإمارات تبذل ما بوسعها لإخراج السودان من عزلته الدولية.
وأوضح “عثمان”، أن الإمارات أظهرت اهتماما بالغا بالسودان، لا سيما في ظل العلاقات التاريخية بين البلدين، وليس من المستغرب أن تبذل عدة جهود لإخراج السودان من عزلته الدولية التي ظل فيها 3 عقود.
ويأتي ذلك بالتزامن مع ما تتمتع به الإمارات من علاقات بجميع الأطراف، مشيرا إلى أن الحكومة السودانية في السودان، تسعى إلى استثمار علاقات الإمارات لإخراج الخرطوم من عزلتها ودعم جهود المرحلة الانتقالية.
وأكد عثمان أن الخطوات التي اتخذتها الحكومة الانتقالية في السودان خلال الفترة الماضية خاصة فيما يتعلق بتعويضات الضحايا الأمريكيين في عمليات إرهابية ارتكبت من جانب النظام السابق، وأيضا ما جاء في ملف السلام، كل ذلك حوافز للإدارة الأمريكية لإخراج السودان من قائمة الإرهاب، الأمر الذي جاء بتلميحات من وزير خارجية واشنطن مايك بومبيو، بأن خروج السودان من القائمة مسألة وقت.
ولفت “عثمان” إلى أن السودان يحتاج إلى الاندماج في المجتمع الدولي، وذلك لن يتم إلا برفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، إذ أثر ذلك كثيرا على الأوضاع الاقتصادية للبلاد على مدار سنوات، وأيضا يؤثر الآن في عمل الحكومة الانتقالية.
وقال إن السودان يسعى من خلال حلفائه الإقليميين، لتوصيل رسالته إلى الولايات المتحدة، بأنه أكثر استعدادا للتعاون مع الإدارة الأمريكية في الملفات التي ظلت عالقة.
من جهة أخرى، أكد مراسل الغد من الخرطوم، محيي الدين جبريل، أن زيارة رئيس المجلس السيادي الانتقالي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إلى الإمارات تأتي في إطار بحث رفع اسم بلاده من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مشيرا إلى تواجد وفد أمريكي في الوقت نفسه بالدولة الشقيقة.
وأوضح مراسلنا أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، كان قد طالب في وقت سابق برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، حيث من المنتظر أن تكتمل هذه الخطوات نهاية أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وأكد أن هناك فقرة في (الوثيقة الدستورية) للمرحلة الانتقالية في السودان تمنح البرهان عقد أي اتفاقيات خارجية.
وتوجه رئيس المجلس الانتقالي عبد الفتاح البرهان إلى دولة الإمارات في زيارة مع وفد وزاري رفيع المستوى وعدد من الخبراء.
وتستمر الزيارة يومين حيث يجري البرهان عددا من اللقاءات والمباحثات مع القيادة الإماراتية بشأن قضايا إقليمية مرتبطة بالشأن السوداني.
وسيجري رئيس المجلس الانتقالي السوداني، مباحثات مع وفد أمريكي في دولة الإمارات بهدف رفع اسم السودان من قائمة دعم الإرهاب، كما تتناول المباحثات دعم الولايات المتحدة للفترة الانتقالية وإعفاء السودان من الديون الأمريكية.
وسيخوض الوفد الوزاري المرافق لـ”البرهان” في أبوظبي، برئاسة وزير العدل نصر الدين عبد الباري، والخبراء في تفاوض مباشر مع فريق من الإدارة الأمريكية متواجد في الإمارات، حول رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ودعم الفترة الانتقالية، وإعفاء السودان من الديون الأمريكية وحث باقي الدول الصديقة على اتخاذ خطوات جادة في إعفاء الديون.
وتأخذ زيارة الوفد الحكومي الرفيع إلى الإمارات مسارين، الأول مع القيادة الإماراتية ويقوده رئيس مجلس السيادة، فيما يقود المسار الثاني وزير العدل نصر الدين عبد الباري مع فريق الإدارة الأمريكية.
