محادثات «أمريكية روسية» بشأن حلب وسط استمرار الاشتباكات

عبر الرئيسان الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي أجاراه الخميس عن بعض التفاؤل حيال إمكانية أن تساعد المحادثات الدبلوماسية المقبلة في تخفيف التوتر المتصاعد، رغم تبادلهما التحذيرات بشأن أوكرانيا.

وقال بايدن في الاتصال الذي استمر 50 دقيقة، ويمثل ثاني محادثتهما هذا الشهر، إنه بحاجة لأن يرى روسيا تخفف حشدها العسكري بالقرب من أوكرانيا، بينما قال بوتين إن العقوبات التي تهدد بها واشنطن وحلفاؤها قد تضر بالعلاقات، وكان الأخير هو من طلب الاتصال.

وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن الرئيس بايدن جدد قوله إن التقدم الجوهري في هذه المحادثات لا يمكن أن يحدث إلا في بيئة من التهدئة لا التصعيد.

كما قال يوري أوشاكوف مستشار الكرملين إن المكالمة أوجدت خلفية جيدة للمحادثات المستقبلية.

وبحسب رويترزن مهد تواصل الرئيسين الطريق لتواصل على مستوى أدنى بين البلدين، وهو ما يشمل اجتماعا أمنيا بين الولايات المتحدة وروسيا في التاسع والعاشر من يناير، تليه جلسة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي في 12 من الشهر نفسه، ومؤتمر أوسع نطاقا يضم موسكو وواشنطن ودولا أوروبية أخرى من المقرر عقده في 13 يناير.

ورغم الحديث عن الدبلوماسية، وصف مسؤولون من الجانبين توجه المكالمة بأنه “جاد”، ولم يشر أي من الجانبين إلى تفاصيل بشأن تحقيق تقدم يذكر صوب تسوية.

وفي بيان البيت الأبيض، جدد بايدن تهديده بفرض عقوبات غير مسبوقة إذا اختارت روسيا غزو أوكرانيا.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن بايدن وضع مسارين، أحدهما الدبلوماسية، فيما الآخر أكثر تركيزا على الردع، بما يشمل أثمانا وعواقب خطيرة، حال اختارت روسيا المضي قدما في غزو آخر لأوكرانيا.

ويقول مساعدون إن من بين الاحتمالات إجراءات من شأنها فصل روسيا فعليا عن النظام الاقتصادي والمالي العالمي، مع زيادة تسليح التحالف العسكري الأوروبي حلف شمال الأطلسي.

وقال أوشاكوف إن بوتين “رد على الفور” بأن أي عقوبات الآن أو لاحقا “قد تؤدي إلى انهيار كامل في العلاقات بين بلدينا”.

وأثارت موسكو انزعاج الغرب بتعبئة عشرات الآلاف من الجنود بالقرب من حدودها مع أوكرانيا في الشهرين الماضيين، وذلك بعد استيلائها على شبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014 ودعمها انفصاليين يقاتلون في شرق أوكرانيا.

وتنفي روسيا التخطيط لمهاجمة أوكرانيا وتقول إن لها الحق في تحريك قواتها على أراضيها كما تشاء.

وتقول موسكو، التي تعبر عن قلقها بشأن ما تصفها بإعادة تسليح الغرب لأوكرانيا، إنها تريد ضمانات ملزمة قانونا بأن حلف شمال الأطلسي لن يزداد توسعا في اتجاه الشرق، مع عدم إمداد أوكرانيا أو دول مجاورة أخرى بأسلحة هجومية معينة.

قال الكرملين، اليوم الخميس، إن ما وصفها بأنها محادثات بناءة بين كبار الدبلوماسيين في موسكو وواشنطن كانت “مؤشرا إيجابيا” على عقد قمة محتملة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن.

وعقد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن محادثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في أيسلندا أمس الأربعاء. وشدد كلاهما على أن البلدين بينهما خلافات خطيرة، لكن لا يزال يمكنهما إيجاد سبل للتعاون.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف إن المحادثات بين لافروف وبلينكن ستساعد موسكو في اتخاذ قرار بشأن احتمال عقد قمة.

وأضاف أن موسكو ستحلل المحادثات قبل أن يتخذ بوتين أي قرار بشأن الاجتماع مع بايدن.

أعلنت المعارضة السورية اليوم الثلاثاء، مشاركتها في محادثات سلام جديدة ستعقدها الأمم المتحدة في فيينا، حسب ما أفاد المكتب الإعلامي لهيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية، مشيرا إلى أن موعد المحادثات غير مؤكد بعد.

وأفاد بيان صادر عن المكتب الإعلامي للهيئة، أن المعارضة ستشارك في جولة جديدة من المفاوضات، وهي «محادثات جنيف التي ستجري في فيينا».

وأضاف البيان، أن موعد المحادثات لم يحدد بعد.

ولم تؤكد الأمم المتحدة هذه المعلومات للمعارضة السورية، كما لم يعلن النظام السوري عن أي موعد لجولة محادثات جديدة في إطار محادثات جنيف.

وكانت الجولة الثامنة من محادثات جنيف عقدت في مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وفشلت في تحقيق أي تقدم لوضع حل للنزاع القائم في البلاد منذ نحو سبع سنوات.

وقد فشلت عدة مسارات دبلوماسية حتى الآن في إيجاد حل للصراع في سوريا.

وأعلنت روسيا أنها ستستضيف مؤتمرا للسلام يومي 29 و30 يناير/ كانون الثاني الجاري، في منتجع سوتشي على البحر الأسود.

ورفضت عشرات الفصائل المقاتلة من المعارضة السورية المشاركة في محادثات سوتشي، فيما أكدت دمشق حضورها.