بعد تأجيل استكمال عملية تسلم الحكومة لمهامها في قطاع غزة وفي ظل التصريحات “التوتيرية”، دعا وزير المخابرات المصرية خالد فوزي وفدي فتح وحماس إلى القاهرة على عجل لمنع انهيار المصالحة الفلسطينية.
فقد توجه وفد من حركة حماس يرأسه رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار إلى القاهرة عبر معبر رفح البري وسط تكتم إعلامي لأسباب أمنية يوم أمس، فيما غادر من رام الله وفد حركة فتح الذي يرأسه مسؤول ملف المصالحة في الحركة عزام الأحمد.
ويحاول الوفد المصري المتواجد في غزة منذ الإثنين الماضي في إطفاء الانفجارات التي وقعت جراء التصريحات التوتيرية ودعوة الحكومة لموظفيها في غزة العودة لعملهم إلى أن وصلت إلى صيغة مع الفصائل لتأجيل استكمال الحكومة لمهامها لتهدئة الأجواء.
وقال صلاح البردويل القيادي في حركة حماس: “إن مغادرة وفدي فتح وحماس إلى القاهرة بدعوة من الوزير المصري خالد فوزي جاءت لمنع انهيار ملف المصالحة الفلسطينية:.
وأشار البردويل في مقالة تلفزيونية مع قناة “الغد” إلى أن دعوة حكومة الوفاق لعودة الموظفين القدامى إلى عملهم دون الرجوع إلى الاتفاقيات الموقعة عبر اللجان المختصة عملية استفزازية كبيرة، إضافة إلى التصريحات التي صدرت من مسؤول ملف المصالحة بحركة فتح عزام الأحمد وبعض قادة السلطة كان لها دور في توتير الأجواء.
وحول عملية تسليم بعض المقرات إلى الحكومة خلال الأيام المقبلة، أضاف “لا يوجد أي قرار من الممكن يأخذ بعيدا عن التوافق وأي طرح أحادي من أي جهة لن يقبل به”.
بدوره، دعا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش كل القوى والجماهير الفلسطينية للنزول إلى الشارع غدا الأحد للمطالبة بانجاز المصالحة.
وقال البطش في مقابلة تلفزيونية مع قناة “الغد”: “إن التظاهرة ستخرج من ساحة السرايا إلى ساحة الجندي المجهول في تمام الساعة الحادية عشرة للمطالبة بانجاز المصالحة”.
واقترح البطش خلال ورشة لمناقشة المصالحة في غزة إرسال مذكرة للرئيس الفلسطيني محمود عباس لمناشدته برفع الإجراءات عن قطاع غزة، قائلا “لا يجوز أن تكون قضايا الناس محل ابتزاز”.
من ناحيته، قال جميل مزهر القيادي في الجبهة الشعبية “إن أي خطوات غير المصالحة مدعاة لتفتيت المشروع الوطني الفلسطيني “، مضيفا “يجب أن نبحث عن كيفية توحد المشروع الوطني”.
وتابع: “لن نسمح بفشل المصالحة ويجب توحيد الجهد كأداة ضغط لحماية المصالحة”، داعيا إلى وقف مثل التصريحات.
من ناحيته رأى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن مصر هي القادرة على استقرار المصالحة لأن هناك أطرافا عديد من بينها إسرائيل تحاول إفشالها.
وقال “من الطبيعي أن تكون حركتي فتح وحماس في القاهرة حتى يكون الموضوع مرة أخرى تحت رعاية الدولة المصرية واعتقد ستتفق الحركتين على كيفية تجاوز الأزمة الراهنة”، مشيرا إلى أن تبادل التصريحات أضفت جوا من الإحباط على ملف المصالحة.
وعن الحديث عن مغادرة وفد من التيار الإصلاحي لحركة فتح إلى القاهرة، قال عوكل: “إن مصر لم تهمل موضوع التيار الإصلاحي وفي حال نجاح المصالحة ستعود لطرح ملف المصالحة الفتحاوية – الفتحاوية”.
وأوضح وجود رؤية مصرية لجمع شمل كل الفلسطينيين في ظل الأوضاع والتحديات التي تمر بها القضية الفلسطينية.
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفي الصواف: “إن استدعاء القاهرة لحركتي فتح وحماس لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه في ملف المصالحة لان مصر لن تقبل بأن يعلن فشل المصالحة وهي الراعي”.
وأضاف “من يعطل تمكين الحكومة في غزة هو من يتجاوز كل اللجان التي تم تشكيلها لانهاء العقبات أمام المصالحة”.
