في تغيير لافت، وصفت الرئاسة التركية مصر بأنها قلب العالم العربي، مؤكدة أنها لا تمانع تطوير العلاقات معها وفتح صفحة جديدة مع القاهرة وكذلك مع دول الخليج من أجل إرساء الاستقرار والسلام في المنطقة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية: “مصر، هي قلبُ وعقلُ العالم العربي، ونريد أن نجريَ معها حوارات، ومن الممكن أن نفتح معها ومع كلِّ دول الخليج صفحة جديدة، ولا توجد أي مشكلة لا يوجد لها حلّ فيما بيننا”، هو التصريح الذي قرأ فيه مراقبون تغييراً واضحاً، في لغة الخطاب التركي.
وأوضح الكاتب الصحفي التركي، إلياس كيليتش أصلان، أن هذه التصريحات مهمة، وتكرارها بشكل كبير من المسؤولين الأترلاك مؤخراً، يعكس رغبة تركية حقيقية في إنجاز اتفاق وحوارات مع مصر، معرباً عن اعتقاده أن هذا الأمر مفيد لتركيا ومصر فيما يتعلّق بشرق المتوسط ولشعبي البلدين.
وسبَقَ متحدّث الرئاسة في تصريحات التقارب مع مصر، كل من وزيري الخارجية والدفاع التركي، اللذين أكدا رغبة تركيا، بتوقيع اتفاق مع الجانب المصري بخصوص الحدود البحرية، وهو ما أثار تساؤلات حول الأسباب في هذا التغيير.
ورأى المحلّل السياسي، طه عودة، أن التصريحات تحمل بُعدين، أولهما سياسي يتعلّق بإزالة الخلافات ما بين الطرفين خلال الفترة الأخيرة الماضية، خاصة ما يتعلّق بالشق السياسي والشقّ البحري، أيضا هناك تصريحات عسكرية أيضاً يمكن أن نقرأها بطريقة أخرى، وهي أن التقارب التركي المصري قد يكون دعما للقاهرة فيما يتعلّق بخلافاتها مع إثيوبيا وسدّ النهضة.
من جانبها، طالما انتقدت المعارضة التركية السياسة الخارجية التركية، ولا سيما مع مصر كدولة إقليمية مهمة، وتعهّدت بتحسين العلاقات معها ومع كلّ دول الجوار، إذا ما تسلّمت الحكم في الانتخابات المقبلة في البلاد.
انتقاداتُ المعارضة في الداخل، ومتغيّرات إقليمية ودولية، جعلت الجهات الرسمية التركية تعيد حساباتها في سياساتها الخارجية، بحسب مراقبين، أخذاً بالاعتبار اللغة التصالحية مع اليونان وفرنسا، والاتحاد الأوروبي، والإدارة الأمريكية الجديدة.
