محاولات صينية حثيثة لاحتواء أزمة فيروس كورونا
تسارع الصين لبناء مستشفى مخصص لعلاج المرضى المصابين بفيروس جديد أودى بحياة 26 شخصًا، وتسبب في مرض المئات، وأدى إلى إغلاق غير مسبوق لمدن تضم ملايين الأشخاص خلال العطلة الأكثر أهمية في البلاد.
وقامت الصين بإغلاق وسائل النقل، اليوم الجمعة، في ما لا يقل عن عشر مدن يقطنها حوالي 33 مليون شخص. المدن هي ووهان، حيث يتركز المرض، وتسعة من جيرانها في مقاطعة هوبي بوسط الصين.
وقالت حكومة ووهان الجمعة انها تقوم ببناء مستشفى مخصص لعلاج الفيروس الجديد يسع 1000 سرير على غرار منشأة شيدتها بيجين خلال وباء السارس. وسيتم بناء المستشفى على مساحة 25000 متر مربع ومن المقرر الانتهاء منه في 3 فبراير/شباط، حسبما ذكرت السلطات البلدية.
فالشوارع والمراكز التجارية والأماكن العامة الأخرى المزدحمة عادةً كانت هادئة بشكل مخيف في ووهان في اليوم الثاني من إغلاقها. وارتداء الأقنعة إلزامي في الأماكن العامة، وأظهرت صور من المدينة أرففا فارغة حيث كان الناس يكدسون المؤن استعدادا لعزلة قد تكون مطولة. وأغلقت محطات القطار والمطار ومترو الأنفاق. وفحصت الشرطة المركبات القادمة لكنها لم تغلق الطرقات بالكامل.
وتتخذ السلطات احتياطات في جميع أنحاء البلاد. ففي العاصمة بيجين تم إلغاء الفعاليات العامة الكبرى إلى أجل غير مسمى، بما في ذلك معارض المعابد التقليدية التي تعد معلما رئيسيا في احتفالات السنة القمرية الجديدة. أعلنت المدينة المحرمة، مجمع قصور في بيجين، أنها ستغلق أبوابها إلى أجل غير مسمى يوم السبت.
وذكرت لجنة الصحة الوطنية صباح اليوم الجمعة أن عدد الحالات المؤكدة لفيروس كورونا الجديد ارتفعت إلى 830. وتوفي ستة وعشرون شخصًا، بما في ذلك أول وفاتين خارج هوبي.
وتم تأكيد الوفيات الأولى خارج هوبى. وقالت لجنة الصحة في خبي، وهي مقاطعة شمالية على الحدود مع بيجين، إن رجلاً ثمانينيا توفي بعد عودته من إقامة لمدة شهرين في ووهان لرؤية أقربائه. وأكدت هيلونغجيانغ شمال شرقي البلاد وفاة شخص واحد في المقاطعة، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
ويمكن أن تعكس الأعراض الأولية للفيروس أعراض البرد والانفلونزا، بما في ذلك السعال والحمى وضيق الصدر وضيق التنفس، ولكنها قد تتفاقم إلى الالتهاب الرئوي.
والغالبية العظمى من الحالات كانت موجودة في ووهان أو حولها أو لأشخاص تربطهم صلات بالمدينة، ولكن حدثت حالات متفرقة خارج البر الرئيسي. وأكدت كل من كوريا الجنوبية واليابان ثاني حالتين لديهما اليوم الجمعة، وتم اكتشاف حالات في هونج كونج وماكاو وتايوان والولايات المتحدة وتايلاند وسنغافورة وفيتنام.
وتقوم عدة دول بفحص القادمين من الصين وعزل أي شخص لديه أعراض.
وقررت منظمة الصحة العالمية عدم إعلان تفشي المرض حالة طوارئ عالمية في الوقت الحالي. يمكن لهذا الإعلان زيادة الموارد لمحاربة التهديد، لكن احتمال تسببه في أضرار اقتصادية يجعل القرار محفوفًا بالخطر من الناحية السياسية.
