محطة الانطلاق.. لماذا اختار البابا فرنسيس كنيسة سيدة النحاة؟
بعد وصوله مباشرة، زار البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، كنيسة سيدة النجاة، في أول زيارة بابوية للعراق، وسط أغاني وعقد من الزهور الصفراء والبيضاء.
اختيار البابا فرانسيس لكنيسة النجاة لم يكن صدفة، بسبب تاريخها، حيث شهدت الكنيسة قيام متطرفين في 31 أكتوبر/ تشرين أول 2010 بقتل المصلين فيها في هجوم خلف 58 قتيلا.
كان 48 منهم من الكاثوليك، واعتبرتهم الفاتيكان شهداء، وهي أول مرتبة قبل القديسين، وحمل المذبح صور 48 ضحية، فيما كان البابا فرنسيس يتحدث.
بعد لقاء قساوسة ورجال دين في العراق، قال البابا فرنسيس، “مقتلهم تذكير قوي بأن التحريض على الحرب وإثارة الكراهية والعنف أو سفك الدم لا يتناسب مع التعاليم الصحيحة للدين”.
أشار الباب فرنسيس للمسيحيين العراقيين الذين عانوا من سنوات الحرب والمصاعب الاقتصادية والاضطهاد، لكنه حثهم على الصمود “لضمان استمرار المجتمع الكاثوليكي في العراق، مثل بذرة خردل صغيرة، في اثراء المجتمع ككل”.
وقدم أحد المساعدين يد العون للبابا لصعود درج الكاتدرائية، لأنه يعاني من عرق النسا، الذي يجعل من الصعب عليه صعود الدرج أو السير.
وبالخارج، وقف المئات من أفراد الأمن العراقي بأزياء سود يحملون أسلحة خفيفة ويحيطون بالمكان في طوق مشدد، ومنعوا الناس حتى من السير بالقرب منه.
وكانت طائرة البابا فرنسيس قد هبطت في مطار بغداد قبل الساعة الثانية بعد الظهر بالتوقيت المحلي (1100 بتوقيت جرينتش).
وبسطت سجادة حمراء على مدرج مطار بغداد الدولي، وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي منتظرا للترحيب بالبابا.
وجلس كلاهما، وتحدثا داخل المبنى بعد فترة وجيزة.
وبينما شيع الكاظمي البابا فرنسيس إلى سيارته، سارا على سجادة حمراء وسط راقصين، بينما عزف موسيقيون. وغادر موكب البابا فرنسيس بعد ذلك بوقت قصير.
وحث البابا فرنسيس العراقيين على تقدير أقلياتهم الدينية واعتبارها “موردًا ثمينًا” ينبغي حمايته، وليس عقبة يجب القضاء عليها، وذلك مع استهلاله أول زيارة بابوية إلى العراق بمناشدة أجل التسامح والأخوة.
وأبلغ البابا الرئيس العراقي برهم صالح وممثلي السلطات العراقية الأخرى، الذين تجمعوا في قصر بغداد داخل المنطقة الخضراء شديدة التحصين، بأنه لا ينبغي اعتبار أي شخص مواطنًا من الدرجة الثانية.
كما قال إن العراقيين من جميع الأديان يستحقون أن يتمتعوا بنفس الحقوق والحماية التي تتمتع بها الأغلبية الشيعية.
وأضاف “فقط إذا تعلمنا النظر إلى ما وراء خلافاتنا ورؤية بعضنا بعضا كأعضاء في نفس الأسرة البشرية، فسيمكننا بدء عملية فعالة لإعادة الاعمار وترك عالم أفضل وأكثر عدلا وإنسانية للأجيال القادمة”.
