محطة مفصلية.. الشعب الفلسطيني موحداً من البحر إلى النهر

يتفق سياسيون وخبراء عسكريون على أن القضية الفلسطينية عادت إلى صدارة صفحة جديدة منذ تاريخ النكبة 1948 والتي تم ترابطها الوثيق مع انتفاضة حي الشيخ جراح وباب العمود والأقصى والضفة وانتفاضة صواريخ غزة و«هبّة» فلسطينيو 48، ليظهر الشعب الفلسطيني موحداً في القطاع والضفة والقدس والداخل والمنافي والشتات، برغم كل محاولات شق صفوفه وتجزئة برنامجه النضالي.

«فلسطين بعد هذه المعركة المشرفة لن تكون مثلما كانت قبلها داخليا وإقليميا ودوليا» بحسب تأكيد القيادي الفلسطيني محمد دحلان.

«هبّة» أصحاب الأرض داخل فلسطين 48

ما بعد «هبّة القدس» و«المعركة والمواجهة المشرفة»، سوف يؤسس لمرحلة جديدة .. خاصة وأن من أبرز المتغيرات الاستراتيجية في تاريخ القضية الفلسطينية، والتي تمثل محطة مفصلية في  الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، «هبّة» أصحاب الأرض من الفلسطينيين داخل إسرائيل، الأمر الذي ادخل عاملاً مؤثراً في المعادلات المستقبلية وبدّد الوهم بأن الهوية الوطنية للفلسطينيين داخل فلسطين التاريخية 48 ، يمكن أن تكون موضع شك أو مقايضة.

الاحتلال يدفع اليوم ثمن ثبات الفلسطينيين في كل زاوية من أرضهم.

محطة مفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية

.كانت «المفاجأة الصادمة » لإسرائيل، من قنابل الغضب البشرية التي تفجّرت في وجهها في اللد وحيفا وعكا وقرى النقب، حيث اعتقدت انها استطاعت في 73 سنة من الاحتلال والقمع والترهيب والترغيب، اقتلاع جذوة المقاومة والروح من أحفاد أصحاب الأرض الذين لم يتخلوا عن أرضهم وبيوتهم وكرامتهم، بحسب تعبير المحلل السياسي اللبناني أمين قمورية، لتؤسس انتفاضة فلسطينيي العام 1948 لما يمكن وصفه بانه محطة مفصلية تقطع مع ما سبقها وتؤسس لما بعدها

«فلسطينيو 48»..أصبحوا الطليعة الفلسطينية المتقدمة للتغيير القادم في المشهد العام للقضية الفلسطينية

الفلسطينيون شطبوا «الخط الأخضر»

وفي المحصلة، لا النكبة، ولا النكسة، ولا الاشهر السود، ولا اتفاقات أوسلو، استطاعت أن تمس بالعنفوان الوطني الفلسطيني.. في أسبوع واحد، شطب الفلسطينيون «الخط الأخضر»، وبقية خطوط التجزئة والكانتونات المرسومة سلفاً في الغرف السود، وإذا كانت إسرائيل هي التي بادرت الى إزالة هذا الخط، طمعاً في الضم والاستيلاء على المزيد من الاراضي وتبديد حقوق أهل الأرض، فإن الفلسطينيين داسوا هذه الحدود بأقدامهم، من اجل بعث وحدتهم الوطنية، على أرضهم التاريخية، في مواجهة التطهير العرقي والابتلاع والتبديد والتهويد والأسرلة.

هم مكون اصيل من الشعب الفلسطيني، وقضيتهم هي ايضا جزء اصيل من القضية الام وليس فرعا منها.

بداية تحولات جذرية

تمرد أهل الداخل (فلسطينيو 48)، يعد مؤشراً  لبداية تحولات جذرية، هي آخر ما كانت تتوقعه إسرائيل، مع عودة التواصل من خلف الجدار بين البحر والنهر، بين اللد وطولكرم، بين حيفا وغزة، بين النقب والغور،  بين الفلسطينيين داخل فلسطين المحتلة وبين الفلسطينيين في الشتات.

ويرى الباحث والمحلل السياسي «قمورية»، أن انتفاضة اهل الداخل، ستعزز شوكة دعاة «يهودية الدولة» في إسرائيل،الخط الأخضر وتمدهم بالمزيد من الذرائع والحجج لتبرير تطرفهم وعنصريتهم، لكن مشروعاً كهذا يحمل في طيّاته عناصر موته قبل الولادة، ذلك أن الترحيل والإحلال والتطهير العرقي والديني لم يعد ممكناً، فالاحتلال نفسه يدفع اليوم ثمن ثبات الفلسطينيين في كل زاوية من أرضهم، فوجود هؤلاء اصيل وليس موقتاً، ولديهم كل الحوافز لمعاندة الاحتلال.

«فلسطينيو 48»، أظهروا أن سكونهم في المراحل السابقة كان صبراً ولم يكن خضوعاً أو اذعاناً، وأن تدجين بعضهم هو الشواذ وليس القاعدة..لم يردعهم جنون عصابات المتطرفين اليهود في الشوارع بلا رادع.

أزمة إسرائيل «الخانقة».. تمسك فلسطينيو الداخل بأرضهم وقضيتهم 

ما يجري في الداخل وسط انقسام إسرائيلي غير مسبوق، هو مشهد لا يسر المحتل، فقد كتبت صحيفة «الجيروزاليم بوست»، أن التعايش العربي واليهودي في إسرائيل «أصبح على حافة السكين».. هذا ليس مجرد انذار، انه تحذير، انه تصحيح للصورة المزيفة التي ساقتها إسرائيل، بأن أهل الداخل هم «عرب» دولتها، وانهم يتمتعون بكل حقوق المواطنة والانتخاب والترشح في نظام ديموقراطي، فاذا بانتفاضتهم تكشف بالملموس انهم يتعرضون للتنكيل المنهجي، وانهم مواطنون من درجة ثالثة وليس ثانية بعد اليهود الغربيين واليهود الشرقيين.

وقد مارست الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة سياسات تضييق الخناق عليهم، واستهداف وجودهم، ورأتهم خطراً دائماً على أمنها واقتصادها وخريطتها الديموغرافية، وحاولت تنفيذ أكثر من خطة تهجير قسرية ومصادرة أراضيهم.. لكن برغم الوضع الشائك والممارسات العنصرية، يصرون على بقائهم ويحافظون على تقاليدهم وتراثهم وحياتهم الخاصة ولغتهم العربية وبرامج تعليمهم ومنافسة الإسرائيلي في الطب والعلوم والفنون والأدب والحرف.

قلق المؤسسة الإسرائيلية

بات واضحا ، أن نشاط فلسطينيي الداخل في تعزيز ثقافتهم وروايتهم لمأساتهم أقلق المؤسسة الإسرائيلية، وبعد أن عمدوا إلى تثبيت فلسطينيتهم في كل مناسبة، ولعل ابدالهم عبارة ما يسمى «يوم استقلال إسرائيل» بشعار «يوم استقلالكم هو يوم نكبتنا» أدى إلى تفاقم سياسة التمييز والعداء بينهم وبين المؤسسة الإسرائيلية.. وفي كل سنة يدشنون مسيرة إلى بلدات هجرت عام 48، ليس فقط لإحياء ذكرى النكبة والإصرار على «حق العودة»، وإنما أيضاً لإبقاء تراثهم وقضية أبناء شعبهم الفلسطيني على رأس أجندتهم السياسية وفي عقول الأجيال المقبلة.

الطليعة الفلسطينية المتقدمة

هؤلاء هم الطليعة الفلسطينية المتقدمة، لذا فان إسرائيل تخشاهم اكثر من سواهم وأترابهم، وقد حذر من ذلك رئيس الاستخبارات الأسبق، يوسف هيرلمن، بقوله: « اذا قرر عرب إسرائيل الصعود الى المتاريس سينشأ خطر جسيم على أمن المواطنين اليهود، ذلك انهم لا يحتاجون الى اجتياز الحدود كي ينفذوا عمليات تخريبية فهم موجودون في قلب الدولة».

  • ما جرى في قلب فلسطين، يعيد الأمور الى سياقها الحقيقي.

 

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]