محللون: ألمانيا كانت مجبرة على استعادة نساء «داعش»
في أكبر عملية من نوعها تنفّذها برلين منذ 2019، أعادت ألمانيا نساء وأطفالاً من عائلات تنظيم داعش الإرهابي الموجودين في مخيمات احتجاز في سوريا.
فقد أعلن وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، ليل الأربعاء الخميس، أنّ حكومته أعادت إلى ألمانيا من شمال شرق سوريا 8 نساء ممّن انضممن إلى صفوف تنظيم داعش، و23 طفلاً.
ألمانيا مجبرة
بداية، قال زاهي علاوي، الكاتب الصحفي، إن مسألة عودة نساء داعش لا يتعلق برغبة الحكومة أو وزارة الخارجية بهذا القرار، موضحا أن هناك قرارات محكمة وقانونا يجبر الحكومة على اتخاذ هذه القرارات.
وأضاف علاوي، خلال مشاركته في برنامج “وراء الحدث” على شاشة الغد، أن ألمانيا كانت مجبرة قانونيا على قرار استلام نساء وأطفال داعش الألمانيات، مؤكدا أن الأمر لم يكن بيد الخارجية الألمانية.
وأوضح علاوي، “يجب إعادة هؤلاء النسوة والأطفال خاصة وأنهم مواطنون ألمان، بالإضافة إلى ضرورة رعايتهم في بلدهم “.
تهريب نساء داعش
من جانبه، قال كادار بيري، رئسي منظمة كرد بلا حدود، إن الكثير من دول أوروبا تواجه معضلة بسبب عودة مواطنيهم الذين كانوا مع تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.
وأضاف كادار بيري، أن فرنسا وعددا من الدول يظنون أن عودة هؤلاء الداعشيات إلى وطنهم سيسبب لهم المزيد من المتاعب، مؤكدا أن القضية تتجاوز الحالة الإنسانية.
كما أوضح كادار بيري، أن مخابرات بعض الدول تقوم بتهريب نساء داعش وأطفالهم من مخيمات سوريا إلى أماكن غير معلومة، ولكن ربما يتم استخدامهم في مناطق أخرى.
جدير بالذكر أن وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، قال إنّ “الأطفال ليسوا مسؤولين عن وضعهم، الأمهات سيحاسبن أمام القضاء الجزائي عن الأعمال التي ارتكبنها، عدد كبير منهنّ وُضع في الحبس بعد وصولهنّ إلى ألمانيا”.
وأوضح ماس، في بيان، أنّ عملية إعادة هؤلاء النسوة وأطفالهن إلى ألمانيا تمّت بدعم لوجستي من الجيش الأمريكي، وقد أخرجت خلالها الدنمارك أيضاً ثلاث نساء و14 طفلاً من عائلات جهادييها.
وأضاف الوزير الألماني، “أنا مسرور لأنّنا تمكنّا من أن نعيد إلى ألمانيا هذا المساء 23 طفلاً ألمانياً آخر وثماني أمّهات”، مشيراً إلى أنّ العائدين، ولا سيّما الأطفال، صُنّفوا على أنّهم “يحتاجون بشكل خاصّ إلى حماية”.
وأوضح البيان، أنّ “الأمر يتعلق أساساً بأطفال هم إمّا مرضى أو لديهم وصيّ في ألمانيا، وبإخوتهم وأخواتهم وأمّهاتهم”.
وكان العائدون محتجزين في مخيّم “روج” الذي تسيطر عليه القوات الكردية في شمال شرق سوريا.
