محللون: أمريكا تجر روسيا لحرب استنزاف في أوكرانيا
ناقش وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي “الناتو” إمكانية نشر مجموعات قتالية جنوب شرق أوروبا، قوام الواحدة أكثر من 1000 جندي.
يأتي ذلك في إطار استعداد الناتو لأي غزو روسي محتمل للأراضي الأوكرانية، فيما يشكك في إعلان وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، سحب جزء من قواتها على الحدود الأوكرانية.
وقال أمين عام حلف الناتو، ينس ستولتنبرج، إنهم مستعدون لكل السيناريوهات المقبلة سواء حرب أو مفاوضات.
حرب استنزاف
وفي السياق ذاته، قال وائل الكاظمي، مستشار سابق في وزارة الدفاع الأمريكية، إن حلف شمال الأطلسي يساعد أوكرانيا لأنها دولة لا تستطيع الاعتماد على نفسها في مواجهة روسيا.
وأضاف الكاظمي، خلال مشاركته في برنامج “وراء الحدث” عبر شاشة الغد، أن حلف الناتو إذا ضم أوكرانيا فسيفعل المادة الخامسة من ميثاق الحلف وسيتدخل لحماية كييف، لكن في الوقت ذاته لا يقبل انضمام دولة له بها أراضي محتلة، في إشارة إلى شبه جزيرة القرم التي تستولي عليها روسيا.
وأكد الكاظمي أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تستدرج روسيا إلى الأراضي الأوكرانية وستكون هناك حرب استنزاف وخسائر مادية وبشرية لن تتحملها.
وتابع قائلا: “من الغريب جدا أن تتحدث الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية عن موعد للحرب، لذلك فهي تنظر للحشود الروسية على الحدود وكأنها تمهيدا لاحتلال أوكرانيا”.
سحب القوات الروسية
ومن جانبه، قال يفجيني سيدروف، المحلل السياسي، إن روسيا لا تريد أن تبدد الشكوك والمخاوف الأمريكية لأن لا جدوى منها، مشيرا إلى أن موسكو أكدت أكثر من مرة أنها لا تنوي غزو أوكرانيا.
وأضاف سيدروف أن سحب القوات الروسية جزء من خطة تدريبات متعارف عليها، وليس ارضاءا للغرب كما تحاول بعض العواصم الغربية تصوير الأمر وكأنها أرغمت روسيا بتخفيف التوتر.
وأوضح سيدروف أن وسائل الإعلام الغربية هي من ضخمت هذه القضية وأوصلتها لعمل عسكري وأوصلتها على أنها حرب وغزو روسي كبير مرتقب على الأراضي الأوكرانية.
وأكد سيدروف أن روسيا تتحدث مع أمريكا والغرب وتريد ضمانات أمنية بعدم تمدد قوات الناتو شرقا قرب حدودها، موضحا أنها لم تتحدث أبدا عن غزو للأراضي الأوكرانية.
وقال سيدروف: “روسيا دولة قوية جدا، وحتى الأزمة الاقتصادية التي يتحدثون عنها على أن اقتصادها روسيا سينهك إذا ما دخلت حربا، كلام غير حقيقي لأن الاقتصاد الروسي السادس عالميا”.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، اليوم الأربعاء، إن “الناتو” لا يمثل تهديدا لروسيا، ولا يمكن التنبؤ بما سيحدث خلال الساعات القادمة في شرق أوكرانيا.
وأضاف ستولتنبرج أن موسكو تقوم بأكبر حشد عسكري منذ الحرب الباردة، كما تقوم باستفزاز الدول الأوروبية، لافتا إلى أن قوات الناتو زادت من جاهزيتها مما يسمح بالتحرك سريعا ضد أي تحرك عسكري روسي.
وأكد ستولتنبرج، خلال مؤتمر صحفي من العاصمة البلجيكية بوركسل، أن روسيا مستمرة في اختبارات المبادئ الأساسية لأمن الناتو، مؤكدا أنها تحاول تقييد حق البلدان في اختيار مسارها.
كما جدد ستولتنبرج التأكيد على أن تعزيز القدرات العسكرية لحلف الناتو هدفه مواجهة التهديدات الروسية.
جدير بالذكر أن قادة الاتحاد الأوروبي سيعقدون محادثات في بروكسل، غدا الخميس، لبحث الجهود الدبلوماسية الرامية لتخفيف حدّة أزمة أوكرانيا.
ويقف حلف شمال الأطلسي بجانب أوكرانيا، في مواجهة روسيا التي تنشر أكثر من 100 ألف جندي عبر الحدود في رسالة مباشرة استعدادا لحرب محتملة قد تنشب في أي لحظة رغم نفي الكرملين.
ودخلت روسيا في أزمة مع الجارة أوكرانيا، وذلك بعد نية حلف شمال الأطلسي ضم كييف إلى الحلف، وهو الأمر الذي لا ترفضه موسكو خوفا من إنشاء قواعد عسكرية قرب الحدود الروسية الأوكرانية.