أحيا اللبنانيون، اليوم الأربعاء، ذكرى مرور عام على انفجار “مرفأ بيروت” الذي وقع في الـ 4 من أغسطس / آب عام 2020، حيث نظم المئات مظاهرات للمطالبة بمحاكمة من تسببوا في هذا الانفجار الذي غير شكل مدينتهم.
وخلال الاحتجاجات، اندلعت اشتباكات مع قوات الأمن حيث أسفرت عن إصابة 62 شخصا جراء قنابل الغاز المسيل للدموع، قبل أن تنزل قوات الجيش إلى الشوارع لتحتوي هذه الاحتجاجات الغاضبة.
وفي السياق ذاته، تحدث عدد من المحللين السياسيين لبرنامج “مدار الغد” الذي يذاع عبر شاشتنا عن الأزمة في لبنان، حيث يرى البعض أن سبب الأزمة في لبنان هو الأبعاد الطائفية، فيما يرى آخرون أن سبب الأزمة هو التجاذبات السياسية بين الأحزاب وخاصة حزب الله، بالإضافة إلى الفساد الذي دمر البلد.
أبعاد طائفية
بداية، قال مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، محمد فايز فرحات، إن المشهد في لبنان يتسم بدرجة كبيرة من التعقيد والاستقطاب بين الكتل السياسية.
وأضاف فرحات أن الأبعاد الطائفية لا تزال حاضرة بقوة في لبنان، مشيرا إلى أن هناك صعوبات لتشكيل الحكومة الجديدة.
وأوضح فرحات أن هناك أزمة ثقة لدى المجتمع اللبناني في النخبة السياسية،مؤكدا أن كل هذه المشكلات لم تشهد حلحلة خلال العام الماضي، خاصة وأن جزء كبير منها يعود إلى ما قبل انفجار “مرفأ بيروت”.
الفساد وحزب الله
من جانبها قالت الباحثة في العلاقات الدولية، إيرينا تسوكرمان، إن هناك عنصران يشاركان في أزمة لبنان، العنصر الأول هو الفساد القائم في النظام اللبناني الحالي، والعنصر الثاني هو التأثر بالاستعمار الفرنسي.
وأضافت إيرينا تسوكرمان أن هناك قوى أخرى غير فرنسا تعمل عن قرب وعن كثب للتأثير على لبنان، موضحة أن الفساد طالما كان مستمرا في النظام فلن تنجح النخبة في إدارة البلاد.
كما أوضحت إيرينا تسوكرمان أن وجود “حزب الله” في السلطة فاقم المشكلات، وأن هناك أحزاب أخرى من قطاعات مختلفة غير “حزب الله” لم تنجح في المشاركة السياسية بشكل فعال ولم تنجح أيضا في التغلب على الأزمات التي يمر بها لبنان.
كما أشارت إيرينا تسوكرمان إلى أن “هناك عددا من الدول لم تضع “حزب الله” على قوائم المنظمات الإرهابية، لكن لو أردنا محاسبة هذا الحزب فيجب عزله دوليا، لأنه يقوم باستغلال لبنان للبقاء في السلطة”.
شيكات على بياض
وقالت الكاتبة الصحفية، مايا خضرا، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحدث أكثر من مرة عن أنه لن يقدم “شيكات على بياض” للطبقة السياسية في لبنان، مؤكدة أن فرنسا تريد بالفعل مساعدة الشعب اللبناني.
وأضافت خضرا أن الدولة الفرنسية مجبرة على مناقشة الأوضاع في لبنان مع الطبقة السياسية الحالية، ولكنها لم تتوقع أن تحرز المبادرة الفرنسية أي تقدم خاصة إذا ما واصل الفرنسيون هذه الأساليب الدبلوماسية مع هذه الطبقة الحاكمة.
وتابعت خضرا “: يجب على فرنسا أن تسمي السياسيين الذين تريد أن تعاقبهم، لأنه حتى اللحظة لا توجد لائحة واضحة بأسماء السياسيين التي ترغب باريس في فرض عقوبات عليهم”.
جدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعهد بتقديم مساعدات طارئة تزيد قيمتها عن مائة مليون يورو للبنان، كما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن أمريكا ستقدم 100 مليون دولار مساعدات إضافية.
