تواصل إسرائيل تغولها الاستيطاني ضد أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، من خلال مصادقتها عبر وزارة القضاء على مصادرة آلاف الدونمات، كما حدث بالأمس في بعض المدن بالضفة الغربية، مستغلة الضوء الأمريكي الأخضر، للتوسع الاستيطاني وضم الأراضي.
السلطة الفلسطينية من جهتها هددت مجددا، وأرسلت تأكيدات لمختلف الأطراف أنها ستنفذ خطواتها بوقف العلاقة مع إسرائيل، إلا أن مراقبون سياسيون ومختصون بالشأن الإسرائيلي قالوا في أحاديث منفصلة لموقع قناة الغد، إن إسرائيل لديها سيناريوهات تنفذها بمساعدة أمريكية وتنظر لرد الفعل الخارجي بدرجة أهم من الفلسطيني، كما أن السلطة لا تستطيع التحلل من الاتفاقيات مع إسرائيل بشكل كامل.
التحلل من الالتزامات
وأمام هذا التصعيد الاستيطاني الإسرائيلي المحموم وتهديدات الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوقف كل أشكال العلاقة مع إسرائيل إذا أقدمت الحكومة الإسرائيلية على ضم أجزاء من الضفة الغربية، قال جهاد حرب الكاتب والمحلل السياسي “لا أعتقد ان الرئيس سيذهب إلى هذه الخطوة بمجملها، لكن ربما التحلل من بعض الالتزامات كما هو الحال خلال السنوات الماضية “.
وأوضح حرب، أن إنهاء هذه الالتزامات والاتفاقيات يعني حل وإنهاء السلطة الفلسطينية القائم على اتفاق أوسلو، وسيلغى التنسيق الأمني وعودة الإسرائيليين إلى مناطق” أ “، حيث الكثافة السكانية وبالتالي العودة إلى المواجهات المباشرة مع الفلسطينيين.
وفيما يتعلق بالتخوفات الفلسطينية من استمرار التصاعد الاستيطاني، قال عادل شديد المختص بالشأن الإسرائيلي “هناك حالة من القلق والخوف لدى الفلسطينيين من تكرار وتوسيع بناء مستوطنات يهودية جديدة داخل الأحياء الفلسطينية ومن تطبيق قرارات الضم ، خاصة بعد قرار الإدارة الأمريكية بخصوص عدم مخالفة الاستيطان القانون الدولي والذي سيشجع ويفتح شهية المستوطنين بالانتشار كالسرطان داخل الأحياء الفلسطينية” .
وأوضح شديد، بأنه لأول مرة تصدر وزارة القضاء في إسرائيل قرارا بقانونية مصادرة أراضي لبناء مرافق جديدة كما حدث حول الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية، وهذا يعني أن وزارة القضاء ألغت دور القائد العسكري وفق القانون الدولي، وهو أن المنطقة المحتلة تخضع للمسؤول العسكري الاحتلالي، وعاملت الخليل مثل مدينة ” تل أبيب”.
رد الفعل العربي والدولي
من جهته قال عصمت منصور المختص بالشأن الإسرائيلي، إن إسرائيل لديها سيناريوهات في العديد من الجوانب الأمنية والاقتصادية والأهم ماذا سيكون الرد الفعل العربي والدولي، فهذا ما تفكر به إسرائيل أكثر من رد السلطة الفلسطينية، وهذا ما يشغلها الآن، خاصة أنه لم يبقى الكثير لقرار الضم.
وأضاف “إسرائيل تدرك أهمية التسريع في مخططاتها الاستيطانية، مستغلة حالة الدعم الأمريكي لها كما كان بالأمس من تصريحات للسفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان بتسريع الإعلان عن ضم مناطق في الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل، لأن إسرائيل تناور ففي الوقت الذي يصرح به الإسرائيليون بأنهم يؤيدون إقامة دولتين، فإنهم يستمرون في تطوير المشروع الاستيطاني ما يحول دون تحقيق مشروع إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وجدد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس، تهديداته بإلغاء كل الاتفاقيات مع إسرائيل والولايات المتحدة في حال ضمت إسرائيل أي شبر من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
ويقضي الاتفاق الذي وقع وفي 20 أبريل الماضي، بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزعيم حزب “أزرق ـ أبيض” بيني جانتس، اتفاقا لتشكيل حكومة وحدة طارئة، يتناوب كل منهما رئاستها، على أن يبدأ نتنياهو أولا لمدة 18 شهرا، و البدء في طرح مشروع قانون لضم غور الأردن والمستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة، مطلع يوليو المقبل.
و حض السفير الأمريكي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، أمس ، حكومة (بنيامين نتنياهو وبيني جانتس)، التي قد تتشكل في الفترة القريبة، على تسريع الإعلان عن ضم مناطق في الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل.
