في مفاجأة مدوية، أعلن “التيار الصدري” في العراق، بزعامة مقتدى الصدر، انسحاب كتلته من البرلمان.
وبعدها بساعات، أعلن البرلمان العراقي، برئاسة محمد الحلبوسي، قبول استقالة أعضاء الكتلة.
وقال الحلبوسي: “قبلنا على مضض طلبات إخواننا وأخواتنا نواب الكتلة الصدرية بالاستقالة من مجلس النواب العراقي”.
الصدر والدولة العميقة
بداية، قال زيد العيسى، الباحث السياسي، إن انسحاب (التيار الصدري) من البرلمان لا يشكل انسحابا من العملية السياسية في العراق، مؤكدا أن كل الأطراف لا تزال تتمسك بالسلطة حتى تخوض الانتخابات التشريعية المقبلة.
وأضاف العيسى خلال مشاركته في برنامج “وراء الحدث” أن مقتدى الصدر لا يزال متواجدا في العملية السياسية في العراق رغم توقيع رئيس البرلمان محمد الحلبوسي على استقالة أعضاء كتلته في البرلمان، مشيرا إلى أنه لا يزال هناك ما يسمى بالدولة العميقة، بحيث يسيطر على وزارات بعينها تحظى بأكبر الميزانيات.
وأوضح العيسى أن الصورة ضبابية في العراق، خاصة وأن الأمور والأوضاع قد تتصاعد من جديد، لافتا إلى أن الصدر يستحوذ على كل شيء في البلاد.
خطوة حقيقية
من جانبه، قال الدكتور عدنان السراج، رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية، إن خطوة الصدر واستقالة كتلته من البرلمان حقيقية، وأنه يريد بالفعل أن يكون خارج العملية السياسية في العراق.
وأكد السراج، أن مقتدى الصدر أراد أن يذهب لصفوف المعارضة، مشيرا إلى أنه وجد نفسه أمام التنازل عن مشروعه أو الانسحاب من الحياة السياسية.
وأشار السراج إلى أنه يحاول النأي بنفسه عن ما تقدم به، ولكن ليه ايضا أوراق كثيرة ومن أبرزها اللجوء للتظاهرات للضغط على الحكومة.
واستكمل السراج :” نحن الآن أمام تحالفات جديدة، واصطفافات جديدة، وتوجه جديد بشكل عام، ومقبلون على انتخابات، وقد تظهر قوى نيابية في الفترة المقبلة لتشكيل حكومة وانتخاب رئيس جمهورية”.
وبعد خطوة الصدر، اجتمعت الرئاسات الثلاث، المتمثلة برئيس الجمهورية برهم صالح، ورئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس مجلس القضاء الأعلى، فائق زيدان، وأكدت ضرورة الوصول لمعالجة حقيقية وواقعية للأزمة السياسية و اتفقوا على دعوة كافة القوى السياسية إلى لم الشمل ووحدة الصف للوصول الى معالجة حقيقية وواقعية للأزمة السياسية بما يضمن وحدة العراق ومصالحه على كافة الأصعدة.
يذكر أن مقتدى الصدر حاز خلال الانتخابات التشريعية على 73 مقعدًا نيابيًا من أصل 329 في البرلمان، ما عد في حينه ضربة لخصومه المدعومين من إيران الذين فقدوا حوالي ثلثي مقاعدهم ورفضوا النتائج.
