خبراء: الحوار هو الحل الوحيد في السودان
انتهى التنازع في السودان إلى أنه قاد طرفي الأزمة إلى طريق مسدود، فلا الأطراف المدنية تريد التسوية ولا المكون العسكري يريد التنازل عن السلطة، وتنحدر البلاد إلى أزمة اقتصادية طاحنة.
ويشهد السودان مظاهرات عارمة منذ شهور بسبب السلطة، فيما فشلت (الآلية الثلاثية) في التقريب بين المتنازعين.
ويطالب الشارع السوداني بإنهاء الحكم العسكري، وتسليم السلطة للمدنيين.
وتأتي الاحتجاجات في الذكرى الثالثة لمظاهرات ضخمة خرجت خلال انتفاضة 2019 والتي أطاحت بالحكم الاستبدادي طويل الأمد لعمر البشير وقادت إلى ترتيب لاقتسام السلطة بين المجموعات المدنية والجيش.
تغليب المصلحة العليا
وفي السياق، قال خالد الإعيسر، الكاتب الصحفي، إن الانسداد الحاصل في السودان نتاج تعنت أو تمترس القوى السياسية في مواقفها، وهو ما أدى إلى مزيد من الانقسامات الحادة في البلاد.
وأضاف الإعيسر خلال مشاركته في برنامج “وراء الحدث” على شاشة الغد أن الأطراف المتصارعة لا تريد تغليب المصلحة الكبرى للسودان، مؤكدا أن التدخلات الدولية لن تزيد المشهد إلا المزيد من الانقسام.
وأوضح أن التعقيد في السودان يحتاج إلى الحوار، ولكن بكل أسف الأطراف المدنية لا تريد الحوار مع المكون العسكري، لافتا إلى أن غالبية السودانيين يطالبون بعودة العسكريين إلى ثكناتهم وذلك على حد قوله.
الحوار هو الحل الوحيد
من جانبه، قال الدكتور أسامة أحمد المصطفى، الباحث في الشؤون الإفريقية، إن اللاءت الثلاث وهي “لا تفاوض، ولا شراكة، ولا شرعية” التي يطالب بها المتظاهرين لا تخدم المرحلة الحالية في السودان.
وأكد المصطفى أن مطالب المحتجين تمارس من نخب سياسية وهي من فرضته على جموع الشعب، مؤكدا أنها فشلت قبل ذلك.
وأشار إلى أن المكون العسكري يبحث عن نافذة للحوار، لكن بعض القوى السياسية لا تريد الشراكة مع العسكريين.
واستكمل: “الحوار هو الحل الوحيد في السودان، وبغير ذلك فسيدور الجميع في حلقات مفرغة دون تقدم ملموس”.
ودعا مبعوث الأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتس، السلطات هذا الأسبوع إلى الالتزام بتعهدها بحماية الحق في التجمع السلمي.
وقال: “لا تسامح مع العنف تجاه المتظاهرين”.
وقال قادة الجيش إنهم تدخلوا لحل الحكومة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بسبب الجمود السياسي. لكن، نتيجة لذلك، توقف الدعم المالي الدولي المتفق عليه مع الحكومة الانتقالية وتفاقمت الأزمة الاقتصادية.
وقال قائد الجيش السوداني الفريق اول عبد الفتاح البرهان إن القوات المسلحة تتطلع إلى اليوم الذي يمكن أن تتسلم فيه حكومة منتخبة زمام إدارة البلاد، لكن هذا لا يمكن أن يتم إلا بالتوافق أو الانتخابات، وليس الاحتجاجات.