محللون: صفقة الأسرى الجديدة بين حماس وإسرائيل تحتاج كثيرا من الوقت
يصادف اليوم، الأحد، الذكرى الرابعة لصفقة تبادل الأسرى التي تمت بين حركة حماس وإسرائيل، في وقت تشهد الساحة الفلسطينية توترات وأحداثا ميدانية صعبة، وفي ظل اعتراف حماس بأن لديها جنودا إسرائيليين أسرتهم خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.
وشكلت صفقة التبادل، التي أبرمت بين حماس وإسرائيل في الـ18 من تشرين أول/ أكتوبر 2011، وتضمنت إفراج إسرائيل عن “1027” أسيراً فلسطينياً، مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، حدثاً إقليمياً مفاجئاً وغنياً بالدلالات والإشارات السياسية.
نحاول في هذه السطور إلقاء الضوء على إمكانية عقد صفقة تبادل جديدة بين حركة حماس التي تقول، إن “لديها جنود إسرائيليين” دون أن تعترف بعددهم، وما إذا كانوا على قيد الحياة أم لا، وإسرائيل التي شهدت ساحتها ارتباكاً واضحاً بعد عقد صفقة شاليط عام 2011.
وأكد المتحدث باسم حركة حماس، مشير المصري، في تصريحات سابقة، أن حركته “تمتلك أوراق قوة ستستغلها على طاولة مفاوضات تبادل الأسرى التي على ما يبدو أنها بحاجة إلى بعض الوقت”.
وأشار المصري إلى أن حركة حماس لن تمنح إسرائيل أية معلومات مجانية حول حياة جنودها، الذين نجحت كتائب القسام باختطافهم، مؤكداً أن إسرائيل ستفاجأ بالكثير من المعلومات.
ونشرت حركة حماس في قطاع غزة في آب/ أغسطس الماضي، صوراً كبيرة تشير لصورة الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون، والذي أعلنت كتائب القسام عن اختطافه خلال عملية عسكرية شرق مدينة غزة، وتشير الصورة لصفقة تبادل أسرى أسمتها “وفاء الأحرار 2″، في إشارة للصفقة الخاصة بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
ومن خلال تتبع الأحداث يتضح مدى الاهتمام البالغ الذي توليه حركة حماس لاختطاف جنود إسرائيليين، علماً بأن هذا الدور كلفها الكثير من عناصرها استشهاداً أو اعتقالاً.
فيما اتفق مختصون بالشأن السياسي الإسرائيلي، على أن التحركات الإسرائيلية الجديدة بالإضافة للضغوط الدولية تجاه إحراز تقدم في صفقة تبادل الأسرى قد تؤسس لصفقة كبرى، مؤكدين أن الصفقة ما زالت بحاجة لوقت كبير لنضوجها.
من جانبه، يرى المختص بالشؤون الإسرائيلية طه الخطيب، في حديث لـ”الغد العربي”، أن هناك تحولاً ملحوظاً بدأ يظهر في مواقف الإسرائيليين من صفقات التبادل، لقناعة بعضهم بأن تبريرات نتنياهو والآخرين بعدم عقد صفقة أخرى مع حماس باتت واهية، ما يدلل على أن التحركات ستؤتي ثمارها في المرحلة المقبلة، ولكنها بحاجة إلى وقت كبير”.
وأكد الخطيب، أن “المستوى الأمني الإسرائيلي أدرك في نهاية المطاف عدم جدوى خلق الحجج والذرائع بعدم الموافقة على مطالب الفصائل الفلسطينية الآسرة للجنود الإسرائيليين”.
في حين قال المحلل السياسي الفلسطيني، ناجي شراب، لـ”الغد العربي”، إن “التحركات الإسرائيلية تمثل ضغطاً كبيراً على نتنياهو خلال المرحلة المقبلة وتهدف لاستقطاب جزء من الساسة الإسرائيليين لصالح تأييد إتمام الصفقة”.
وأضاف شراب، أنه “رغم تلك التحركات إلا أنه لا يوجد أفق سياسي للصفقة في ضوء الاعتبارات السياسية الإسرائيلية والفلسطينية بالإضافة للاعتبارات التي لها علاقة بالوسيط”.
وأشار إلى أن “إسرائيل باتت مقتنعة بأن تحرير جنودها سيقابله ثمن كبير مغاير لسياسة الحصار المتواصل والحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على القطاع”.
