استضاف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في سوتشي، خلال قمة ثنائية (بوتين-أردوغان) تناولت عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك حيث تصدرت الأزمة السورية العناوين.
من جانبه، أكد أردوغان على أن السلام مرتبط بشكل مباشر بالعلاقات بين أنقرة وموسكو، حيث أشاد بوتين بتعاون البلدين في سوريا، منوها إلى تعاون البلدين في ليبيا.
وبلغت الاستثمارات الروسية في تركيا حتى الآن أكثر من 6 مليار دولار، كما تخطط تركيا لشراء دفعة ثانية من منظومة الدفاع الصاروخية “إس 400”.
لا تقدم في المسار السوري
بداية، وقالت المستشارة في معهد الدراسات الاستراتيجية، إلينا سوبونينا، إن القمة لم تشهد أي تقدم بشأن الأوضاع في سوريا، موضحة أن روسيا تصر على استعادة الأراضي السورية كاملة، أما أردوغان فلديه هواجس تتعلق بالقضية الكردية.
وأضافت المستشارة إلينا سوبونينا خلال مشاركته في برنامج “وراء الحدث” على شاشة الغد، أن أردوغان كان يأمل من القمة حلول سريعة ووسطى بشأن الأوضاع في سوريا، وهو الأمر الذي لم يحدث.
كما أكدت المستشارة أنه بالرغم من وجود تباينات في وجهات النظر إلى أن الرئيسان اتفقا على عدم إظهار الخلافات فيما بينهم في بعض القضايا، لافتة إلى أنهم فضلوا أيضا السكوت على نتائج القمة.
توافقات خلال القمة
من جانبه، أكد الكاتب والباحث السياسي، بكير اتاجان، أن هناك عدة توافقات حصلت خلال القمة بين الرئيسان، مؤكدا أنهم اتفقوا على ملفات في سوريا وليبيا والقوقاز.
وأضاف الباحث السياسي أن هناك وفدان روسي وتركي سوف يجتمعان خلال الأيلام القادمة لبحث المشاكل العالقة في الفترة الأخيرة فيما يتعلق بالمسار السوري، حيث تصر روسيا على محاربة جبهة النصرة.
وأوضح الباحث السياسي، أن تركيا هي الأخرى تقول إنها اتفقت على ملف التواجد الأمني الروسي في شرقي الفرات، مؤكدا أنه لا بد لوجود حلول سريعة في الأيام القادمة على الاعتراضات التي تعترضها روسيا.
جدير بالذكر أن الرئيس بوتين ذكر أن محادثاته مع أردوغان في مدينة سوتشي الروسية مستمرة منذ آخر لقاء بينهما عقد في مارس/ آذار 2020، مضيفا: “يسرنا أن نشير إلى أن علاقاتنا تتطور على نحو إيجابي، والمؤسسات المختصة تعمل دائما مع بعضها البعض في جميع الاتجاهات”.
وتابع: “المحادثات بيننا تواجه صعوبات أحيانا، لكنها تفضي إلى نتائج نهائية إيجابية، وتعلمت مؤسساتنا المختصة إيجاد حلول وسط تصب في مصلحة كلا الجانبين”.
وتطرق الرئيس الروسي في كلمته خاصة إلى التعاون بين موسكو وأنقرة في ملفات دولية ملحة، قائلا: “نتعاون بشكل ناجح إلى حد كبير على الصعيد الدولي، وأقصد بذلك سوريا واتصالاتنا الرامية إلى تنسيق المواقف بشأن ليبيا.
كما يعمل بشكل نشط المركز الروسي-التركي الخاص بالرقابة على وقف إطلاق النار عند الحدود بين أذربيجان وأرمينيا، ويمثل هذا التعاون ضمانا ملموسا للاستقرار وتنسيق مواقف الطرفين بشأن الخطوات الجديدة الرامية إلى تحقيق المصالحة”.
